27 - 07 - 2024

عجاجيات رمضانية (12) | ففروا الى الله

عجاجيات رمضانية (12) | ففروا الى الله

شهر رمضان المبارك فرصة طيبة للفرار من الكسل إلى النشاط فى عبادة الله.. وفرصة للفرار من المعصية إلى الطاعة.. وفرصة للفرار من النفاق والكذب إلى الحق والصدق.. وفرصة للفرار من الفساد إلى الاستقامة ...وفرصة للفرار من موالاة الظلمة إلى نصرة المظلومين.. فى كلمة واحدة فيها كل الخير رمضان فرصة للفرار إلى الله سبحانه وتعالى ( ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين) وهذه الآية الكريمة كما يقول العلماء تجمع معانى الخوف والرجاء والخوف من الله سبحانه وتعالى واللجوء اليه إذ لا منجاة منه إلا إليه عز وجل.. والله سبحانه أمر عباده بالفرار منه إليه ليدلهم على أنه أرحم بهم من كل من سواه وأنه يريد لهم الرحمة والمغفرة.

والفرار إلى الله يعنى الفرار من براثن الشيطان إلى رحاب الرحمن الرحيم العفو الكريم.. والفرار إلى الله يعنى الفرار من الجهل إلى العلم، والفرار من الشك إلى اليقين، والفرار من الضعف أمام الشهوات إلى قوة التمسك بما أمرنا الله به.. والفرار إلى الله يعنى الفرار من المنكر إلى المعروف.

والفرار إلى الله تعنى المسارعة طلبا لجنّة عرضها السموات والأرض (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)

والفرار إلى الله يعنى الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله وسلم، فهو من قال: أما والله إنى لأتقاكم لله وأشدكم خشيه له.

وهو صلى الله عليه وسلم من دعا الله عندما خرج من الطائف مطاردا بعد إيذائه من السفهاء: اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟  إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك سخط عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تحل على غضبك أو تنزل على سخطك، ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.

اللهم وفقنا للفرار إليك، ووفقنا للفرار مما نهيتنا عنه إلى ما أمرتنا به.. ووفقنا للفرار من قول الزور إلى قول الحق والصدق.. ووفقنا للفرار من السلبية إلى الإيجابية لنصرة الحق، ومد يد العون لإخواننا، والتعاون على البر والتقوى، لا التعاون على الإثم والعدوان.
-----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | يا حكومة الصب.. شكرا