20 - 06 - 2024

بتعمير سيناء نقضي علي الارهاب

بتعمير سيناء نقضي علي الارهاب

لاشك أن سيناء تحمل بصمات مصر حضارة وثقافة وسكاناً ، بالقوة نفسها التي يحملها أي إقليم مصري اخر . ومنذ بدأ تاريخ مصر ، والانتماء المصري لكل حجر في سيناء كان واضحاً . بل إن تراب سيناء قد امتزج بالدم المصري المدافع عنها ربما أكثر من أي رقعة أخري مماثلة من التراب الوطني . واذا كان ماء النيل يروي الوادي ، فالدم المصري هو الذي يروي رمال سيناء .

لقد أصبحت ارض الفيروز ملاذاً للتنظيمات الإرهابية، فبين الحين والآخر نفاجئ بعمل إرهابي جديد ليعود العنف للظهور مرة اخري، وتزهق أرواح الأبرياء من الجنود والضباط، أن الحرب على "الإرهاب والجريمة المنظمة" تتطلب من الجميع "يقظة دائمة".

أري أن الوضع في سيناء يحتاج التكاتف، فالأمن وحده لن يتمكن من اقتلاع جذور الإرهاب، الأمر الذي أصبح يتطلب ضرورة تنمية سيناء حتى نتمكن من تجفيف منابعه هناك. أن تطبيق تلك المنظومة المتكاملة سيساهم بشكل كبير في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية التي تقوم بين الحين والآخر بعملية إرهابية وتسقط خلالها أرواح الأبرياء.

لقد همشت سيناء علي مدي السنوات الماضية رغم انها ذات مساحة شاسعة من الأراضي الخصبة المليئة بالثروات المعدنية ، لقد آن الأوان أن تنظر إليها نظرًا لأهميتها في تأمين حدودنا مع إسرائيل وللقضاء علي الارهاب ، وكذلك استغلال تلك المساحة الشاسعة في القضاء علي مشكلات كثيرة نعاني منها أولها البطالة والتكدس السكاني بالوادي ، ونقص المواد الغذائية وعلي رأسها القمح وزيادة العائد من المواد البترولية وغيرها.

علينا أن نعمل في خريطة الطريق للسياسة الصناعية لتنمية سيناء ، والتي تقوم علي الحفاظ علي التوازن بين متطلبات الأمن والتنمية والتنسيق الدقيق بين متطلبات الأمن القومي والأمن الداخلي ومتطلبات التنمية وإعطاء الأولوية لمتطلبات الأمن بشرط ألا تؤثر بالسلب علي استثمارات توطنت في سيناء أو في طريقها إلي التوطن علي أن يتم ذلك في إطار خطة قومية واضحة ومحددة الآليات تحافظ علي مصلحة الوطن وحقوق المستثمرين وتجعل المنطقة مؤمنة وجاذبة للاستثمار في نفس الوقت وحظر تملك الأجانب للأراضي في سيناء مع وضع ضوابط دقيقة للاستثمارات الأجنبية في المنطقة.

إن قضية البعد الأمني لسيناء رغم أهميتها القصوي لا يجب أن تعرقل إطلاقا أيه جهود لتنميتها وتعميرها ، فالعوامل الأمنية يجب أن تفسح الطريق الواعي للتنمية ، والمهم أن نحقق التوازن الدقيق بين التنمية والأمن ، فالأمن هدف معروف وحاجة مشروعة للدولة ، فالاطراف الاخري في المنطقة تفعل ذلك وتراعي البعد الأمني ، في تخطيط المدن السكنية ، وتخطيط شبكات النقل ، وإنشاء الطرق ، وغيرها.

ومن منطلق المفهوم الواسع للأمن القومي يجب أن ينظر الي عناصر التنمية وعلي رأسها التنمية الصناعية ، علي أنها أحد أهم عوامل تحقيق دعائم الأمن والاستقرار ، ويجب أن يكفل لها كل الضمانات التي تشجعها علي الشعور بالمزيد من الاستقرار ، وأيضا يجب أن تكفل استراتيجيات الأمن القومي والأمن الداخلي الحماية والرعاية للسكان الحاليين والمستقبليين بسيناء ، وذلك باعتبارهم جزءاً من منظومة الدفاع عنها وليسوا عبئاً علي آليات المواجهة . لذلك تبرز أهمية أن تشتمل جميع خططنا الأمنية علي ما يشعر أهالي سيناء بمسئولياتهم وكرامتهم القومية وشرف تحملهم هذا العبء مع الدولة ... حمى الله مصر وشعبها العظيم وأيد جيشها للحق المبين .

##

مقالات اخرى للكاتب

تعرف على قائمة الزمالك فى لقاء فاركو غدا فى الدوري





اعلان