شهر رمضان المبارك، شهر المسارعة فى الخيرات والاجتهاد فى العبادات.. وشهر رمضان يتمنى فيه كل مسلم أن يخرج منه وهو من عباد الرحمن حقا وصدقا.. فالعبودية لله حبا وإخلاصا وطاعة تسمو بالإنسان وتضعه على الصراط المستقيم الموصل لجنات النعيم ودار السلام...
فمن هم عباد الرحمن الذين ندعو الله أن يوفقنا لنكون منهم ولنتحلى بصفاتهم التى وردت تفصيلا فى سورة الفرقان وهى:
* التواضع والطاعة لله سبحانه وتعالى والخوف منه ومعرفة أحكامه والخشية من عذابه وعقابه.
* الحلم والكلام الطيب ومقابلة الإساءة بالإحسان
* قيام الليل والتهجد في جوف الليل بخشوع
* الخوف من عذاب الله سبحانه وتعالى
* الاعتدال فى الإنفاق دون إسراف أو تقتير
*اجتناب الشرك بالله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (٤٨ النساء)
* اجتناب القتل وإزهاق النفس الانسانية عمدا دون حق
* اجتناب الزنا وهو من الفواحش
* تجنب الكذب والباطل وشهادة الزور
* تدبر آيات كتاب الله المبين وما فيه من مواعظ وعبر
* الابتهال إلى الله باخلاص وصدق
وتلك الصفات لعباد الرحمن جاءت فى سورة الفرقان (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما)
ورسولنا الكريم صل الله عليه وسلم دانت له كل صفات وخصال عباد الرحمن إذ كان أكثر الخلق تواضعا وأحسنهم أخلاقا وأكثرهم قياما لليل.. وهو من قال: إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد، وهو من أخبرنا: شرف المؤمن قيام الليل، وهو من بشرنا: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.
وعباد الرحمن هم عباد الله الذي أكرمنا بكلمة العباد وليس كلمة العبيد تكريما لنا (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) (١١٠ الإسراء)
اللهم اجعلنا من عباد الرحمن المخلصين وأكرمنا بالتمسك بصفاتهم .. وارزقنا التواضع والكلمة الطيبة وتدبر القرآن الكريم وألهمنا الدعاء ووفقنا لقيام الليل وقول الحق واجتناب النفاق وشهادة الزور.. اللهم اقبلنا من عبادك ببركات شهر رمضان شهر الصيام والقيام.
--------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
