شهر رمضان المبارك شهر طمأنينة النفس بصدق التوكل على الله سبحانه وتعالى وانتظار الجزاء الأوفى منه .. وشهر رمضان شهر الاقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسابقيه من الأنبياء والرسل الذين كانوا يتوكلون على الله ويأمرون قومهم بالتوكل عليه. 

والتوكل أمر إلهى لرسوله صلى الله عليه وسلم (ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (١٢٣ هود)، (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده) (٥٨ الفرقان)، (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين إنه هو السميع العليم) (٢١٧-٢٢٠ الشعراء) ، و(فتوكل على الله إنك على الحق المبين) (٧٩ النمل)، والتوكل يجعلنا ممن يحبهم الله كما قال لرسوله (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) (١٥٩ ال عمران)، (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) (٦١ الأنفال) ، (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) (٣ الأحزاب).

والتوكل على الله من صفات المؤمنين (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا) (٢-٤ الأنفال).

والتوكل من شيم المؤمنين (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (٥١ التوبة)، و(الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (١٣ التغابن).

والتوكل من سنن الأنبياء والرسل، فمما جاء على لسان أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) (٤ الممتحنة) ، وجاء على لسان شعيب عليه السلام (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (٨٨ هود)

والتوكل يجعل الله حسبنا ونعم الوكيل (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (٣ الطلاق)

والرسول صلى الله عليه أوصانا بالتوكل على الله، وكان يردد: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إنى أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنى أنت الحى الذى لا يموت.

وبشرنا الهادي البشير السراج المنير: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا.

اللهم وفقنا لإتقان العمل والإخلاص فى خدمة أهلنا وديننا وبلادنا.. ووفقنا للصدق فى التوكل عليك وكلنا ثقة فى أنك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين  وإنك لن تضيع أجر من أحسن عملا.
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج