17 - 07 - 2024

حسن نصر الله في حوار "متخيّل" للإعلام العبري: قادرون على إصابة كعب قُنْدَرَة "واللي يكبّر فشخِتو بيوقَع"

حسن نصر الله في حوار

الأمين العام لحزب الله اللبناني في حوار يجريه صحفي إسرائيلي من هآرتس ؛ عرّابه برلماني إيراني:
- " البال رايق " ، و الخطوات التالية رهن التقييمات 
- ليس لنا مشيئة في ما قد يصنعه طوفان الأقصى! ولن نقبل بفرض واقع جديد في غزة ، ولن نسمح بالاستقواء على المقاومة هناك 
- المطبّعون يعملون في اتجاه معاكس للتاريخ ولن ينجحوا  

هذا الحوار " المتخيّل " غير المسبوق في الصحافة العبرية ؛ يمكن أن نتصور أنه سيكون مدينا لوساطة يقوم بها صديق إيراني لصحفي إسرائيلي سيطلب منه عدم الكشف عن اسمه . و أنه سيبذل جهوده في هذا الصدد بموافقة السلطات الإيرانية . أما توقيت الحوار فمفهوم من سياقه المتخيل ، و أما مكانه فغير معروف ؛ إذ إنه لم يجرِ حقا من الأساس ؛ لكنه على نحو مؤكد – و على عهدة واضع الحوار – لم يكن في سرداب ! وهذا هو نصه الذي ترجمه افتراضا إلى العبرية صحفي عربي من حيفا ؛ متخصص في الشؤون اللبنانية . 

* وعدت بالرد سريعا على ما جرى في الضاحية ثم في بعلبك . وكانت هناك بالفعل عمليات على الحدود عند أفيفيم ، واستهدافات في كريات شمونة و صفد والمطلة وبركة ريشا ، وقصف لقاعدة المراقبة الجوية ميرون . الآن ؛ هل انتهى هذا الرد ؟ 

- قرارنا ووعدنا أن نرد الصّاع صاعين ! الآن ... الأمر يتوقف على التقييمات والاستخلاصات التي سنخرج بها . المطلوب أن يتوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة ، وأن تتوقف المسيّرات المعادية عن استباحة أجواء لبنان . هذا ما نعمل عليه . فعليا ؛ لم نكن نحن من بدأ هذه الجولة ، وهي لن تكون الأخيرة . ومادامت قد انطلقت فلن تتوقف ؛ حتى نتأكد من تحقيق أهدافنا! وإذا كان الإسرائيلي يرغب في الاستمرار ؛ فأهلين و سهلين !! نفسنا طويل ، ونتمتع بالجهوزية ، ولسنا مأزومين.

* في خضم هذه التطورات ، و بالنظر إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل ، هل ترغب في إزاحة نيتانياهو أم في الإبقاء عليه ؟ 

- لست أنا من يقرر ذلك ! قضيتي استراتيجية صرف . هم يريدون فرض قواعد جديدة اُختير لها هذا التوقيت . وهذه القواعد غير مقبولة لنا ، ولن تمر أبدا ! أنت ترى ... لقد ثبتنا المعادلة ، بل بِتنا نعمل وراء الخطوط التي كانت من المحرمات . ووحدة الساحات تعني من بين ما تعني أننا لن نقبل بالمطلق بفرض واقع جديد في قطاع غزة ، ولن نسمح بالاستقواء على المقاومة هناك ، أو الاستفراد بها ، و سنظل على عهدنا للقدس و الأقصى . 

* وماذا عن تراجع وحدات الرضوان إلى ما وراء الليطاني ؛ مثلما تطلب إسرائيل؟ ألا يرغب حزب الله في التزام متبادل بتنفيذ القرار 1701 ، وتجنب مواجهة واسعة مع إسرائيل؟

- نحن لا نتراجع ! قلت لك توّا إن هذه المواجهة لن تكون الأخيرة ، وإنْ توسعت بتعبيرك ... الإسرائيلي مردوع ومستنزف ، و نحن جاهزون للذهاب إلى آخر مدى ... والالتزام بالقرار 1701 يتطلب انسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة ، و إنهاء تجاوزه على حدودنا البرية و البحرية ...   

* إذن أنتم تحضرون لردود إضافية . هل ننتظر تصعيدا في وتيرتها من حيث الكثافة و النوعية؛ خلال الفترة المقبلة ؛ حتى إجراء الانتخابات المتوقعة؟ 

- الأمر يتوقف على التقييمات التي سنخرج بها . نحن جزء من طوفان الأقصى ... كل الخيارات مطروحة على الطاولة ؛ لكننا إذا تحدثنا عن قواعد نريد فرضها نكون قادرين على ذلك بالفعل . قلت مرارا إننا سنرد الصّاع صاعين . وسنغلق أجواءنا في التوقيت المناسب ! وأقول اليوم إن أفيفيم و كريات شمونة وغيرهما جزء من العقاب . والإسرائيلي يفهم جيدا ما أعنيه ! 

* الإجماع لدى المحللين عندنا أن الانتقال إلى حرب واسعة لامحدودة حتى تاريخ إجراء الانتخابات المفترضة في إسرائيل ؛ يمكن أن يعزز فرص نيتانياهو في تشكيل حكومة جديدة؟ 

- ولماذا لا يبحث هؤلاء في الاحتمال الآخر ؟! نحن في لبنان معنيون فحسب بتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت المعادلة وتأكيد وحدة الساحات ... وبفعلنا هذا انتهينا إلى موقع جديد و أقوى . 

* هل يعني ذلك أن بقاء نيتانياهو في السلطة يمكن أن يمثل مصلحة لحزب الله؟

- المنطق متماثل . إذا قررنا مواصلة العمل وأقنع ذلك المعنيين بإسقاطه ؛ سيكون عليك أن تعيد طرح السؤال نفسه مجددا ؛ لكنني لن أقدم إجابات في هذه الحالة .

* لماذا ؟ لاحظ أنك لم تقدم أيضا إجابة بشأن الحالة الراهنة !

- لا !! راجع ما قلت ستجد أنني أعطيتك إجابة قاطعة .  

* لماذا قبلت بمحاورة صحفي إسرائيلي ، وفي مثل هذا التوقيت تحديدا؟  

أراك تفاجأت ! هل كنت ترغب في أن أرفض ؟! على الأقل أنت ستخبر قراءك في هآرتس عن أجواء نيسان الجميلة في لبنان ... الشمس والقمر ... السماء الصافية والنسيم ورائحة البحر ! نحن لا نجلس في غرف محصنة أو سراديب مثلما تشاهد .

* هل تحمّلني برسالة معينة إلى هؤلاء القراء ؟ 

- لا ... رسالتي وصلت . وقد يعقبها قريبا إلحاق . وأتمنى أن تكون مفهومة ، وألا ينجحوا في التشويش عليها ... لقد بدأوا ذلك بالحديث عن المهجرين من مستعمرات الجليل ، واستباحة ممتلكاتهم من قبل جنودكم ، والنقص الحاد في الخضراوات والبندورة ! ولا أظن أنه سيُسمح لهم بالاستمرار في ذلك العبث المهين ! هل تتابع تظاهرات القدس ... طوفان الأقصى كشف المستور ، " ومنُّو راح يوقَف " ... 

* أفهم أنها ستكون رسالة حربية ... في إسرائيل يقولون إنك عقائدي حربجي تقود منظمة مصنفة إرهابية ...

- كل هذا صحيح تماما ! فأنا أؤمن بعقيدة محددة مناهضة للكراهية والاستكبار والاستقواء على الآخرين ، وأقاتل من أجلها ؛ تحت لواء المنظمة التي تصنفونها إرهابية . 

* هل ستكون حزينا في حال رحل نيتانياهو ؛ على الأقل ؛ من زاوية الافتقاد إلى التراشقات اللفظية الممتعة للمتابعين التي تتبادلانها بين وقت و آخر؟!

- أنا ألعب على المسرح العسكري السياسي ... لست مشخصاتيا !! ولهذا ؛ أعي وأعني ما أقول . أظنك تستحضر هنا تعبير " بيت العنكبوت " و " العصر الحجري " و غيرهما ... 

* نعم ... و " تاجر الرّفات " و " الغرفة المحصنة " و " ديروا بالكم " ...  

- هذه الأخيرات مجرد منحوتات لفظية للتنفيس في الهواء . دعك عنها ! وانظر إلى القمر على المدى ... استنشق العبير من حولك ... لا يوجد هنا لا رفات ولا تحصينات والبال رايق !! هذه دعاية سوداء يشتري بها الإسرائيلي ما يرغب من الأمريكي و من آخرين . 

* تعني دول الخليج التي تطورت أخيرا علاقاتها مع دولة إسرائيل ... كيف ترى تعليقات بعض هذه الدول على ما يجري ؟  

- الإسرائيلي يعرف جيدا من أين يشتري ما يريد . وعليك أن تسأل قادتك . والتعليقات التي تشير إليها لا يعرف من أطلقوها عن لبنان أكثر من شواطئه ومنتجعاته ! وهم وغيرهم لا يدركون دلالة طوفان الأقصى وتداعياته على الإقليم والعالم بأسره . أنت تعرف بالتأكيد عن قصة الطوفان ... الكتب المقدسة تحدثنا  كيف كان قوم نوح يسخرون منه و من جماعته الناجية وهم يصنعون الفلك ! نحن نجاهد ونجتهد في المقاومة لنكون من بين هذه الجماعة . ولقد حددنا موقفنا من الطوفان بعد ساعات من انطلاقه ، وعيّنّا موقعنا فيه . المقاومة بالنسبة إلينا خيار استراتيجي تاريخي صائب و منتج و مجدٍ ...... 

- أفهم أنك لا تقبل حتى بحل الدولتين ! هل أسعدك النداء الذي أطلقه جنرال الظل قبل عدة أيام للزحف نحو الأقصى ، وكسر الحدود مع إسرائيل ؟ هل تدعو اللبنانيين إلى الاستجابة إليه ؟   

- جنرال النور المجاهد محمد ضيف لم يشمل بندائه لبنان المنغمس بالفعل في طوفان الأقصى ... نحن نعمل حتى الآن كجبهة إشغال واستنزاف للإسرائيلي ، وأشدد ... حتى الآن ، وبالتأكيد نكون سعداء في محور المقاومة بأية استدعاءات للمشاركة في تحرير القدس والزحف نحو الأقصى . وكسر القيود المانعة للوصول إليه ، والكيان الإسرائيلي ليس له حدود حتى يكسرها الناس ! ولتفهمْ ما تشاء ! هذا الكيان الذي تنتمي إليه لا مستقبل له ، وهو إلى زوال بحكم التاريخ . والمطبّعون يعملون في اتجاه معاكس للتاريخ ، ولن ينجحوا . وإذا كنت تلمح إلى ما تحدثت به بعض فصائل وقوى المقاومة مؤخرا ، ونفذته بالفعل ، أو إلى تحشدات جماهيرية هنا وهناك ؛ فأنت تتكلم في مساحة تبقى افتراضية ... كل شيء وارد ... لا حصانة لأحد ... إنما نحن نتحصن بالمقاومة ... و المقاومة لن تتوقف ، ودائرتها تتسع بمرور الوقت ، وسواعدها تشتد و تقوى .

* لكن مثل هذه الدعوات تهدد دولا تعيش في سلام مع إسرائيل ، و ترتبط معها باتفاقيات تعاقدية أنهت حالة الحرب معها ! 

- دعنا نراقب و ننتظر و نرى ... الطوفان يقرر مساره بنفسه ! وليس لنا مشيئة في ما قد يصنعه طوفان الأقصى ! ما نستطيع الالتزام به من جانبنا هو الاستمرار في نهج المقاومة ... ولن نستسلم أبدا لمشاريع الهيمنة و النهب و الاحتلال و السيطرة .

* البيانات التي صدرت عنكم خلال السنوات الماضية تتحدث عن أنكم تشترون تقنيات الصواريخ الدقيقة من إيران . ما الثمن الذي تدفعونه فعليا مقابل ذلك ، أو بالأحرى يدفعه الشعب اللبناني الذي لا يتبنى نهجكم ؟

- أنت ضحية دعاية مضللة ، وهذا أمر مفهوم . لك أن تعلم أن كل الطوائف اللبنانية تدفع من دمائها ثمنا لحرية لبنان وسيادته واستقلاله ، وكل الرئاسات اللبنانية مع نهج المقاومة التي تمثل رديفا للجيش الوطني . ونحن في حزب الله لا ننكر ولا نستنكف العون الهائل الذي تقدمه إلينا إيران . أنا أكرر في كل مناسبة أننا جزء أصيل من محور يضم سورية و إيران وجميع منظمات المقاومة الفلسطينية والعربية في اليمن والعراق وفي غيرهما ... أنت تسأل عن الصواريخ الدقيقة؟ سؤالك غير محدد ! هل تعني دقة الإصابة ؟ هذه مسألة تقنية نجحنا في التعامل معها منذ وقت بعيد . ربما ما تعنيه البياناتُ الصادرة عنكم قذائفَ بالمقاس لأهداف دقيقة حيوية ؟ هذه مسألة تعالج بحلول ابتكارية . أعطيك مثالا - على سبيل المزاح ؛ إن كنت ممن يستهويهم ! افترض أننا نريد تهذيب خطوات شخص ما ! نحن نستطيع أن نرمي من بعيد كعب قندرته ؛ من دون أن يصاب هو بأي أذى !! عِنا هون بنقول " اللي يكبر فشختو بيوقع " ؛ لكنني أؤكد لك أن العدوان على بعلبك تحديدا لم تكن له علاقة بهذا الأمر . 

* بالمناسبة ؛ التقديرات حول الترسانة التي تملكونها من الصواريخ متضاربة بشدة !! 

- هل تطمع في أن يقدم لك الأمين العام لحزب الله التقدير الصحيح الحاسم ؟!! 

* لا بالطبع ! أردت فحسب التحقق من أن القضية لا يعتريها شيء من المبالغة ...

- أستطيع أن أطمئنك ! لا توجد مبالغات ألبتة . إذا كنت تقصد الصواريخ الهجومية ، فنحن لدينا منها ما يتجاوز ترسانة الإسرائيلي الدفاعية . وإذا كان القصد هو الصواريخ الدفاعية ، فلا أستطيع أن أفيدك ؛ إذ لا توجد تقديرات يمكن أن نتجادل حولها ! 

* نعود إلى حكاية العصر الحجري التي شغلت حيزا كبيرا من تأملاتي شخصيا ! ما هي فكرة السيد حسن عن هذا العصر الذي هدد إسرائيل بالعودة إليه ؟ 

- هم عمدوا إلى إفهام الجمهور عندكم لأسباب تخصهم أنني أشير إلى قوة تدميرية هائلة ، وهم  يهددون لبنان بالعودة إلى العصر الحجري - بهذا المفهوم - منذ الألفين وستة وحتى قبلها . فلتسألهم هم ما هي فكرتهم عن العصر الحجري ومفرداته . نحن نعرف تماما ماذا نقول و ماذا نعني . قدراتنا الصاروخية تمتد من كريات شمونة إلى إيلات . والإسرائيلي يعرف جغرافية الجليل جيدا ... هو لا يحتاج هناك إلى ملاجئ أو غرف محصنة ، ونحن من جانبنا نجيد القتال بكل أنواع السلاح ؛ بما في ذلك الحجارة . 

* إذا تصورنا أن الاعتبارات العملياتية اقتضت ردودا إضافية ونوعية من جانبكم قبل الانتخابات المتوقعة في إسرائيل ؛ كيف يكون رد الفعل الإسرائيلي في تقديرك ؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على تصويت الناخب الإسرائيلي ؟ 

- أنا أفضل إراحتك في هذه المسألة المقلقة لك ! اِسمع ... لقد أخبرتك ... الرد يخضع دائما للتقييمات ، والتوقيتات تخصنا . عليكم أنتم أن " تديروا بالكم " ! أنتم من تطرحون السؤال عن الفارق بين بيبي و بيني ! والإجابة أنتم أيضا تقدمونها . تقولون إن الفارق هو حرف واحد ! هذا أمر مثير للضحك !! أنا أذكرك بأنهما ذهبا معا مرتين إلى غزة ، وفي المرة الأولى كانا بصحبة الجنرال يعلون الذي يقود الاحتجاجات الجماهيرية الآن ضد حكومة نيتانياهو مع لابيد ورئيس الهستدروت ، و الكل يعرف ماذا حدث في السابق ، وما الذي يجري في الوقت الحاضر . 

* الاستنتاجات ذهبت إلى أن نتانياهو أصيب بأضرار جسيمة نتيجة لردود حزب الله على ما يجري في غزة - ألا تنظر في احتمال أن يتجه إلى تهدئة في غزة تلبية لموجبات حرب جديدة على الجبهة الشمالية ؟ 

- هذا سيكون خياره الشخصي للهروب من المحاكمات التي تطارده . و نحن نحتفظ بخياراتنا . هو لا يفهم أن الحروب ستظل تخاض بالدماء ... خبرته لا تسعفه ، وهذا هو موضع الخلاف الرئيس بينه وبين جنرالاته طوال الوقت . لقد انغمس في المعترك السياسي لسنوات طويلة ؛ حتى بات لا يفهم طبيعة الرابطة بين الحرب والسياسة . نحن مقتدرون و جاهزيتنا عالية دائما ، ومستعدون للقتال بلا حدود أو سقوف ، ولدفع الأثمان الواجبة . إذا كان السياسي قادرا على خوض معاركه بأقنعة مطاطية متغيرة ؛ فإن المحارب لا يستطيع أن يوظف الماكيتات والمانيكانات و الدروع لتنوب عنه في المواجهة . عصر الحروب الروبوتية لم يبدأ بعد ، ولا أظن أننا سندخله قريبا .  حساباتنا مضبوطة ... و الصبر و المفاجأة من أسرار الاستراتيجية ...      

* الآن أنت متهم من جانب أطراف كثيرة في لبنان وفي خارجه بالمخاطرة بتوريط البلد في حرب مدمرة ؛ دفاعا عن مصالح إيران والأسد . هؤلاء يرون في رد فعل حزب الله دعما للتوجه الإيراني للدخول في مفاوضات مع واشنطن ؟ 

- هذا سؤال جيد ! الأمريكيون هم من يسعون للقاء القادة الإيرانيين وليس العكس . و هذا المسعى يحاربه علنا رئيس حكومتكم ؛ كونه ينسف كل جهوده الرامية للتحريض ضد إيران وجرها إلى صدام عسكري واسع النطاق . وهو فعل ما فعل في الضاحية ، وفي بعلبك ، و أخيرا ؛ في دمشق ؛ لتخريب مسعى الأمريكيين الذي يخدم مصالحهم . و كلنا شاهدنا كيف امتنع بايدن عن التواصل معه ، وبدأ بمعاقبته . نحن في لبنان ندافع عن أرضنا ومقدراتنا ، و عن قضيتنا القومية ، وعن مقدساتنا ؛ لا ناقة لنا ولا جمل في هذا الأمر . طوال الوقت كان الإسرائيلي يظن أن بإمكانه استخدامنا ورقة في هذه اللعبة ، ولعله يعي بعد كل هذه المغامرات ما هو العنوان الصحيح للتواصل بشأن مخاوفه من إيران . لبنان وحزب الله ليسا هما العنوان . قد يكون بمقدوركم الآن الثبات عند الباء بهدوء ، أو التحرك إلى النون بارتياح !! هذه قضيتكم ؛ فلا " تصدعوا راسنا يا عمي ... نِحنا ما بتفرق معْنا " !!  

( يضحك السيد حسن ضحكة مدوية ، و يلملم الصحفي أوراقه مغادرا ؛ و قد عصبت عيناه بعصابة صفراء تتخللها خطوط خضراء )  

ملحوظة : نذكر القارئ الفطِن بأن الحوار الذي طالعه في ما سبق هو حوار متخيّل ليس له أي أساس في الواقع ؛ على الرغم من أنه يتسم بالجديّة ، و يتعاطى مع الأحداث و المواقف و التطورات الحقيقية التي نتابعها جميعا ؛ في الوقت الحاضر .    
----------------------------
* وضع هذا الحوار "المتخيّل": عبد المجيد إبراهيم
[email protected]