شهر رمضان المبارك شهر الخيرات.. وشهر النيات الطيبة والإخلاص فى إصلاح العلاقة مع الله سبحانه وتعالى واصلاح النفس وضبطها لما خلقت له وإصلاح ذات البين.. وأيام رمضان تمضى مسرعة والشهر الكريم يوشك أن يودعنا ويعلم الله وحده هل سنعيش ونستقبل رمضان قادما أم سننتقل إلى دار الحق.

ورمضان يمضى يبرز سؤال هل سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى كأفراد وشعوب ودول وقادة أمة إسلامية أننا لم نلتزم بما وجهنا به فى مواجهة ما يحدث فى السودان من اقتتال بين الأخوة والأشقاء وما نتج عنه من خراب ودمار وتهجير وتشتيت للعائلات والأسر.. وهل قمنا كأمة إسلامية بواجبنا كما ينبغى تنفيذا للأمر الإلهى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) (٩-١٠ الحجرات)

والله سبحانه وتعالى أمرنا بإصلاح ذات البين (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فأتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) (١ الأنفال)

والإصلاح بين الناس له أجر عظيم (لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) (١١٤ النساء)

والصلح بين الأزواج خير (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وأن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ولن  تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وأن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) (١٢٨-١٢٩ النساء)

وورد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين.

كما ورد عن الهادي البشير: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

اللهم اغفر لنا تقصيرنا عن إصلاح ذات بين إخواننا فى السودان واغفر لنا تقصيرنا عن نجدة إخواننا فى غزة والقدس ... اللهم وفقنا لإصلاح أنفسنا ووفقنا لكل خير... ووفقنا للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
--------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج