30 - 06 - 2024

ماذا تبقى من قلعة "آلموت" معقل "الحشاشين" وكيف زالت سطوتها بعد "حسن الصباح"؟

ماذا تبقى من قلعة

بمناسبة العمل الدرامي الرائع "الحشاشين" وإحداثه حالة حقيقية من النقاش في المجتمع المصري والعربي عن دولة " الحشاشين " وقلعة " آل موت " التى انطلقت منها وظلت تناطح الدولة العباسية والفاطمية وكذلك هزيمتها لجيش السلاجقة ، تعرض "المشهد" مختصر قصة "الحشاشين" والتى شكلت واحدة من أشرس الكيانات في العالم.

قلعة "آلموت" أحد أهم القلاع فى التاريخ الفارسى والإسلامي، والتى اشتهرت بعدة أسماء منها "النسور، الحشاشين"، استلهمت منها رواية "آلموت" الصادرة فى 565 صفحة عام 1938 للروائى السلوفاكى فلاديمير بارتول.

تم بناء القلعة على قمة جبل شاهق فى خراسان بواسطة أحد ملوك الديلم القدماء، وسمّاها "أل موت" وتعنى عش العقاب، لكن لم يعرف تاريخ محدد لبنائها، لكنها جددت عام 860 م، على يد حاكم علوى، وبنى عليها بنى الحصن حوالى عام 840 م وعلى ارتفاع 2,100 متر، بطريق منحدر كبير، يصعب غزوه.

دولة الحشاشين...

بحسب بحث علمى أعده موقع "الباحثون السوريون"، فإنه فى صيف 1090، تمكن شخص يدعى الحسن الصباح من السيطرة على القلعة، ليعلن منها دولته حيث جاء إلى أصفهان عام 1081 من أجل أن يقيم دولة تكون امتدادا للدولة الفاطمية فى شمال أفريقيا، وظل فيها 53 عاما كاملة حتى وفاته ، وكانت بداية سيطرة "الصباح" على تلك القلعة بداية انتصارات له على دولة السلاجقة التى كانت تحكم بلاد فارس فى تلك الآونة، وبداية لتوسع طائفة الحشاشين إحدى طوائف الإسماعيلية الشيعية، واتخذ الحشاشون مع "آلموت" عدة قلاع حصينة فى قمم الجبال لنشر دعوتهم وبناء دولتهم، ممَّا أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطات الكبرى التابعة لهما، كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين إضافة إلى الصليبيين.

حاولت دولة السلاجقة من خلال العديد من الحملات التخلص من الحشاشين، خاصة بعد وفاة حسن الصباح عام 1124م، وبعدما تعاقب على رئاسة الطائفة كل من بزر جميد "صديق حسن الصباح" وابنه محمد بن بزرجميد، ثم تولى الحكم الحسن على حفيد نزار المصطفى لدين الله، واستمر أولاده فى زعامة الحشاشين للتأكيد على ولائهم لخط نزار وحقهم بالخلافة، وخلال تلك الفترة تمكن الحشاشون خلال السنين المتعاقبة من الصمود أمام الحملات السلجوقية، ثم الخوارزمية بعدها، وذلك إلى أن قدمت قوةٌ جديدةٌ للمنطقة، فى عام 1218م.

من الذى قضى على دولة  الحشاشين ؟

فى طريقهم للشرق العربي واجه المغول عدة دول وحصون، وكانت قلاع الحشاشين إحدى العقبات التى واجهتهم، وفى عام 1256، قام القائد المغولى هولاكو بشن هجمات على مناطق الحشاشين فلم تصمد أغلبها، حيث اقتحم المغول عددا من القلاع وأعدموا كل من تجاوز عمره الـ10 سنوات، والباقى تم بيعه فى سوق الرقيق.

 ركن الدين خورشاه زعيم الحشاشين فى ذلك الوقت لم يستطع المقاومة فعرض الاستسلام على المغول مقابل سلامته هو وأتباعه، فوافق هولاكو وتم إخلاء قلاع الحشاشين ومن ضمنها آلموت، وبعدها تسلق المغول آلموت أحرقوها بما فيها من مكتبة ضخمة ضمت أسرار الحركة وأدبها، كما أنهم غدروا بركن الدين فقتلوه وقتلوا ما استطاعوا من أتباعه.

 استطاع الحشاشون العنيدون العودة والسيطرة على آلموت مرة أخرى فى 1275، لكن لم يستمروا إلا لفترة قليلة فقط لتندثر هذه الحركة تدريجيا فى بلاد فارس.

 لم يتبق من القلعة سوى بقايا خرائب وعدد من الأبنية كانت مكتبات وحدائق، ولكن فى عام 2004، خرب ما تبقى من الجدران الآيلة من الحصن، على خلفية قيام زلزال قوى فى تلك المنطقة .






اعلان