كل الناس ماسكين سكاكين وخناجر وراء ظهورهم .. لبعضهم البعض !
لا أحد يفى بوعده . ولا أحد يبقى الخير له أولغيره . ولا أحد يعرف فضيلة العفو عند المقدرة! ، تحول معظم الناس لمقولة واحدة: أخطف وأجرى .. مصلحتى ثم مصلحتى .. ولا شيء من قبل ولا من بعد!
هل هى ضغوط الحياة وضيق العيش ورداءة الحال ؛ أم هو ضعف الأيمان وفساد الأخلاق؛ واللى تغلب به ألعب به ؛ وزمن الفهلوة والتهليب .. دون وازع أو ضمير؟
وقديما ..
في عهد عمر بن الخطاب ؛ جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب ؛ وقالوا لعمر: نريدك أن تقتص لنا منه .. لقد قتل أبانا.
* ولماذا قتلته؟
- أنا راعى غنم .. وأحدهم أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أباهم بحجر فمات ؛ فأمسكت بالحجر وضربته فمات.
* سأقيم عليك الحد.
- أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي ؛ فإذا قتلتني ضاع الكنز ؛ وضاع حق أخي.
* ومن يضمنك؟
- هذا الرجل.
* يا أبا ذر هل تضمنه؟.
- نعم يا أمير المؤمنين.
* إنك لا تعرفه .. وإن هرب أقمت عليك الحد
- أضمنه.
وذهب الشاب ومر اليوم الثالث والناس قللقة على أبي ذر ؛ حتى لا يقام عليه الحد
جاء الرجل وهو يلهث ووقف أمام عمر قائلا: سلمت الكنز لأخيوأنا تحت يدك لتقيم عليّ الحد.
* وما الذي أرجعك؟
- خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس.
* وسأل عمر أبا ذر: لماذا ضمنته؟
- خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس .
فتأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه.
* ولماذا؟
- نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس.
كل عام وأنتم بألف خير.
-------------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]