كثر اللغط وتعددت الروايات خلال الأيام الأخيرة على صفحات فيسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي ، حول تراجع بعض مكونات المواد الغذائية وخاصة الأعلاف والبقوليات ، وأخيرا تبادل أحاديث وتصريحات ساخنة جدا منسوبة إلى بعض المسؤولين عن تراجع أسعار طن الدقيق ومعها أسعار منتجاتها وخاصة الخبز، ولأن شيئا من هذا " الحكي والهري اليومى فى الليل والنهار" لم يحدث ويطبق على أرض الواقع ، وصار للأسف يعكس طموحات الشعب ويختزل آماله فى وضع حد لفوضى الأسعار العشوائية الجامحة بلا رحمة للعام الرابع على التوالي بالأسواق، فى غياب الرقابة الكافية لكبح جماح جشع التجار ، ومعهم مافيات الوسطاء والانتهازيين الذين استباحوا السرقة والمال الحرام وتنظيف جيوب الناس، مستغلين غياب الرقابة وعدم تدخل الدولة التى تتذرع بأنها تطبق سياسة الاقتصاد "الحر" ، تلك التى تحول بسببها الشعب إلى طبقات من "العبيد" عند أباطرة التجار والسماسرة والوسطاء .. !!
تقسير هذا "الحكي الكاذب المنقوص" أمر من اثنين، إما أنه نتاج طنين الذباب الإليكترونى الذى يروج الضلال والكذب لتخدير الناس بهذا الكلام " السرابي الفاجر"!!
أو أنه حقيقى ولكن التجار وأصحاب المخابز يتحدون الحكومة وأجهزتها الرقابية" الغائبة"، ويصرون على البيع بأسعار "الأزمات" المبالغ فيها والتى أدمنوها !!
وهنا أحسب أن الواجبين" الأخلاقى والوطنى" يحتمان، بل ويلزمان رئيس الوزراء ومعه وزير التموين أن يعقدا مؤتمرا صحفيا علي الهواء، لإجلاء الحقائق وتوضيح الخبايا للشعب عن خفايا ما يردد ويقال، حول عدم تراجع الأسعار التى بشروا بها الشعب، قبل أن تهبط علينا عشرات مليارات رأس الحكمة التى صوروها بأنها المنقذ لمصر من أزمتها. وإذا صح ما يقال عن تراجع أسعار الاعلاف والزيوت والدقيق فلابد من توجيه تحذيرات "واضحة حاسمة رادعة" إلى مافيات التجار والوسطاء وأصحاب المخايز لكى يشعر المواطن أن ثمة تغيرات للأفضل بدأت تظهر بالأسوق لتخفيف معاناته، وأن ضوءا راح يلوح فى نهاية النفق المظلم الخانق.
قولوا كل الحقائق للشعب، ولا تتركوه نهبا لشائعات بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وطنين الذباب الإليكترونى المضلل .. !!
-----------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي
