29 - 06 - 2024

اعتذار واجب لكل الحمير..!!

اعتذار واجب لكل الحمير..!!

فى تاريخ الإنسان وعلاقاته بالحيوانات عبر العصور ، سواء "المستأنس" منها أو المتوحش والبرى لم يضطهد أو يهان وتنكر افضال و"جمايل"حيوان مثلما يحدث مع صديقنا ورفيق دروبنا فى الضراء قبل السراء الحمار، ذلك "الصامت الصبور الكتوم "، إلا عندما تداهمه نوبات" الرفس" المستعصى وتهاجمه حالات "النهيق" المزمن!

فصاحبنا منذ الأزل يحملنا ومعنا أحمالنا وأثقالنا من "زاد وزواد" وماء إلى بلاد لم نكن بالغيها إلا بشق الأنفس ، وشاركنا معاركنا وغزواتنا بجانب" البغال" فى قلوب الصحارى والجبال قبل تطور الأسلحة وظهور الآليات العسكرية، إلى درجة لجوء البعض مؤخرا إلى"تفخيخه" وتحويله إلى مشروع "استشهادى" وإطلاقه وسط الأعداء للانفجار فيهم وقتلهم.. !! مثلما فعل مقاتلو "طالبان" فى أفغانستان وباكستان  وعناصر سفاحى"داعش" فى سوريا والعراق فى بعض هجماتهم ومعاركهم.. !!

ورغم كل ذلك ولأننا عرفنا بنكران الجميل ننسي من حين لآخر أفضاله وتضحياته من أجلنا، فعندما يزل أو يخطيء أحدنا نسارع بوصفه بالحمار، وعندما نختلف مع بعضنا لا نجد إلا كلمة "حمار" لنصف بها من يختلفون معنا فى الرأي..!!

وحتى عندما يتجاسر البعض وتاخذهم نوبة شجاعة لاستعمال حقهم الدستوري فى حرية التعبير والاختلاف فى الرأى تتصدى لهم قطعان وكتائب "النفاق الاعلامى" لتسفيههم وتسفيه معتقداتهم و آرائهم إلى حد وصفهم بالحمير..!!

الأب يصف ابنه بالحمار عندما يثور ويغضب ولا تعجبه تصرفاته..!! 

بعض الزوجات وهن فى قمة ثورتهن وغضبهن من أزوجهن ، لا يسعفهن إلا كلمة "ياحمار" لتهدئة ثورتهن..!!

مديرك ورئيسك فى العمل عندما لا تعجبك قراراته "الجائرة" أو تصرفاته غير الحكيمة تسارع أنت وبقية الزملاء بوصفه "بالحمار والجاهل"!!

فى الشارع عندما يرتكب جارك فى حارة المرور حماقة أو مخالفة تغضبك تشرفه بوصفه بالحمار.. !!

عندما تتوجه لإنهاء خدمة او مصلحة فى إحدى الدوائر الحكومية، وتفاجأ بتعنت الموظف وكثرة طلباته وتعقد الأمر، وينتفخ صدرك "ضيقا وغيظا" وتشعر بالقهر تسارع بينك وبين نفسك مرددا : (حمار مين..اللى اصطبحت بيه النهارده..؟؟ )!!

الحالات والنماذج كثيرة فى حياتنا اليومية وتسيء إلى رفيقنا "الحمار" وتستدعي الاعتذار لكل إخوانه المظلومين منذ عصر " الرماح و المنجنيق" وحتى عصر" طائرات الدرون " ..فعذرا لكل الحمير.. !!
--------------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي

مقالات اخرى للكاتب






اعلان