06 - 05 - 2024

مؤشرات | رعاية القتل والانحطاط الأخلاقي

مؤشرات | رعاية القتل والانحطاط الأخلاقي

قبل أيام وفي مقال سابق قلنا إن أمريكا راعية للقتل في فلسطين من خلال دعمها الأعمي للصهيونية وعمليات الإبادة اللا نهائية للفلسطينيين في غزة والضفة بل وخارج الاراضي المحتلة من خلال استهداف شخصيات فلسطينية في دول مختلفة ومن خلال سياسة الاغتيالات التي يتم ارتكابها بتأييد وترحيب أمريكي تسميه واشنطن دفاعا عن النفس.

وتستخدم امريكا الفيتو لتعطيل أي محاولات ومشروعات قرارات دولية ضد الصهيونية الإسرائيلية، في وقت تعلن تأييدها لعمليات الإبادة التي يتم ارتكابها ليل نهار ضد الأطفال والنساء وكبار السن وعلى البشر والحجر.

واليوم يأتي شكل جديد من الإنتهاك الأمريكي لحقوق الشعب الفلسطيني من خلال حزمة مساعدات لدعم الكيان الصهيوني ويكافح الرئيس الامريكي - الذي اعترف بصهيونيته مرارًا- لسرعة الإقرار النهائي من مجلس الشيوخ الأمريكي لحزمة المساعدات التي أقرها مجلس النواب الأمريكي لإسرائيل بهدف دعمها بشكل مباشر في حرب الإبادة التي تخوضها ضد الفلسطينيين.

الدعم الأميركي للكيان الصهيوني، جاءت ضمن حزمة المساعدات الأمنية الجديدة لكل من إسرائيل وأوكرانيا ودول أخرى، وليس مستغربًا أن تأتي الموافقة بأغلبية من مجلس النواب بواقع 366 صوتا مقابل 58 صوتًا، فهذا هو التاريخ الأمريكي الأسود مع قضايانا العربية، والقضية الفلسطينية بالأساس.

وتكشف حزمة المساعدات مدى حجم الدعم الأمريكي للصهاينة، حيث توفر 26.4 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، مع تحديد أن الأموال ستدعم "جهودها للدفاع عن نفسها، فيما تسميه بالعمليات االعسكرية ضدها".

وعلى كل من يرى في أمريكا شريكا نزيها للسلام في المنطقة، أن يقرأ تفاصيل حزمة المساعدات لكيان يرفض كليا أي محاولة للسلام، بل يرفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية لوقف حرب الإبادة في غزة، بل خرج الصهيوني نيتنياهو محتجا ومستعديا سفراء الدول التي صوتت لصالح عضوية فلسطين في مجلس الأمن، للإحتجاج على مواقفها الشريفة.

ولنقرأ تفاصيل حزمة المساعدات من راعية الإرهاب للكيان الصهيوني، حيث تشمل تمويلا بقيمة 4 مليارات دولار لنظامي الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، و1.2 مليار دولار لنظام الدفاع "الشعاع الحديدي"، الذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون.

وتشمل الحزمة أيضاً 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة لإسرائيل، و3.5 مليار دولار لشراء أنظمة أسلحة متقدمة وعناصر أخرى من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي.

وفي مقابل هذا تقف الولايات المتحدة ضد كل عمل إنساني تجاه الشعب الفلسطيني، من خلال ما تضمنته حزمة المساعدات للكيان الصهيوني، فقد شملت حظر إرسال الأموال إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، وهي المؤسسة المعينة باللاجئين الفلسطينيين، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تزحف على بطنها وراء الإدعاءات الإسرائيلية الصهيونية والتي تزعم فيها أن بعض موظفي الوكالة كانوا متورطين في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بل الأغرب في الموقف الأمريكي المتصهينن أنه أقر توفير تمويل بقيمة 9.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأغذية الطارئة والمأوى والخدمات الأساسية للإسرائيليين والمستوطنين ممن ترى أنهميعانون من أزمات.

ولاشك أن هذا الموقف الأمريكي، يمثل واحدا من أبشع أعمال الإنحطاط الأخلاقي، وتصريح رسمي باستمرار العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ولمزيد من شلالات الدماء من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي في عمليات صهيونية لا تتوقف ضد مصالح كل البلدان العربية التي تطالها قوات الإحتلال الصهيوني.

ويبقى من حقنا كشعوب عربية أن نعرف كيف سيكون للحكومات العربية رد فعل يناسب حجم ما نراه على الأرض من تأييد أعمى ودعم لا نهائي من واشنطن "الصديق"، لعدونا الصهيوني.. فهل آن الأوان لكلمات ومواقف، توازي هذه الغطرسة الأمريكية مع سبق الأصرار والترصد؟.  ألا يكفي الوصول إلى 34150  شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال، و77 ألفا و84 مصابا .. لتحريك المواقف من عتبة الإدانة إلى الفعل.
-------------------------------
بقلم: محمود الحضري 

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | تخفيف أحمال الكهرباء والوجه المسكوت عنه





اعلان