لا تصدق من يقول لك أن كرة القدم لعبة .. تلعب والسلام !
قبل المباراة النهائية بكاس العالم 1938 ؛ والتي جمعت بين المجر وإيطاليا موسوليني ؛ أرسل الأخير برقية مختصرة حملت تهديدا للاعبي فريقه مفادها : انتصر أو مت.
وبعد نهاية المباراة وفوز إيطاليا بالكأس ؛ علّق حارس المجر بطرافة: ربما أكون قد فوت أربعة أهداف في مرماي ، لكنني على الأقل ؛ أنقذت حياة أحد عشر لاعباً.
والحكم.. هو الطاغية البغيض الذى يمارس ديكتاتوريته دون معارضة. هو الجلاد المتكبر الذى يمارس سلطته بإيماءات لاتخلو من تهديد أو وعيد.
الصفارة فى فمه ، ينفخ بها رياح القدر المحتوم ، ويمنح الأهداف أو يلغيها .. البطاقة فى يده ، يرفع ألوان الإدانة: الأصفر لمعاقبة المذنب وإجباره على الندم ، والقاء صاحب البطاقة الحمراء إلي المنفي !
ومثل الحكم .. كان مشاهير الديكتاتوريين حول العالم يتحكمون بالمستديرة .
وفي الفصل الثالث من الكتاب الأخضر ، تساءل القذافي لماذا يلعب 22 لاعبا كرة القدم .. بينما يتفرج عليهم الآلاف من المغفلين؟
والقذافي كان مشجعا لفريق ليفربول الانجليزي ؛ وكان أحد فناجين الشاي الذي كان يعتز به ، يحمل شعار النادي الانجليزي. على عكس أولاده الذين كانوا يميلون إلى النوادي الأيطالية واستثمروا ولعبوا فيها.
Hسامة بن لادن كان مشجعا لفريق أرسنال الانجليزي ، وأبدى حماساً للنادي منذ أيام المراهقة حين زار بريطانيا في حقبة السبعينيات. وكان يتابع مبارياته .. وهو هناك فى جبال تور بورا الأفغانية !
رادوفان كاراديتش جزار صربيا كان مشجعا فريق انترميلان الإيطالي ، وكان يتابع نتائج الفريق.. حتى وهو يحاكم أمام محكمة جرائم الحرب فى لاهاى الهولندية !
الإرهابي الأشهر كارلوس كان مشجعا مجنونا لفريق أرسنال الإنجليزي ، وكان يتابع نتائجه من داخل سجنه الفرنسى.
وأدولف هتلر مشجع فريق شالكه الألماني ، كان وراء فوز الفريق ست مرات بالدوري الالماني.. خلال الفترة الممتدة بين عامي 1934 و 1942.
وعلى نفس الطريقة.. سارت النظم الديكتاتورية في أمريكا الجنوبية فى شيلى والبرازيل والارجنتين.. وديكتاتور أسبانيا فرانكو؛ وأصبحت معها أخبار كرة القدم تشغل كل الشعب عن كوارث الحكم العسكري ؛ ومئات الآلاف من المساجين والنشطاء والمختفين قسريا ؛ واستخدم الأساطير مثل بيليه ومارادونا لذلك.
حتى الدول الشيوعية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى ؛ ومعهم صدام حسين ؛ اتبعوا نفس الأسلوب: الثواب أو العقاب. فالفريق.. كان يجب أن يفوز لينال رضا الديكتاتور. أما لو هزمفالسجن والإخفاء القسرى .. سيكونان قدر اللاعبين!
------------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]