17 - 05 - 2024

كلام والسلام | الديكتاتورة المستديرة !

كلام والسلام | الديكتاتورة المستديرة !

لا تصدق من يقول لك أن كرة القدم لعبة .. تلعب والسلام !

قبل المباراة النهائية بكاس العالم 1938 ؛ والتي جمعت بين المجر وإيطاليا موسوليني ؛ أرسل الأخير برقية مختصرة حملت  تهديدا للاعبي فريقه مفادها : انتصر أو مت.  

 وبعد نهاية المباراة وفوز إيطاليا بالكأس ؛ علّق حارس المجر بطرافة: ربما أكون قد فوت أربعة أهداف في مرماي ، لكنني على الأقل  ؛ أنقذت حياة أحد عشر لاعباً.

والحكم.. هو الطاغية البغيض الذى يمارس ديكتاتوريته دون معارضة. هو الجلاد المتكبر الذى يمارس سلطته بإيماءات  لاتخلو من تهديد أو وعيد.

 الصفارة فى فمه ، ينفخ بها رياح القدر المحتوم ، ويمنح الأهداف أو يلغيها .. البطاقة فى يده ، يرفع ألوان الإدانة: الأصفر لمعاقبة المذنب وإجباره على الندم ، والقاء صاحب البطاقة الحمراء إلي المنفي !

ومثل الحكم .. كان مشاهير الديكتاتوريين حول العالم يتحكمون بالمستديرة .

 وفي الفصل الثالث من الكتاب الأخضر ، تساءل القذافي لماذا يلعب 22 لاعبا كرة القدم .. بينما يتفرج عليهم الآلاف من المغفلين؟ 

 والقذافي كان مشجعا لفريق ليفربول الانجليزي ؛ وكان أحد فناجين الشاي الذي كان يعتز به ، يحمل شعار النادي الانجليزي. على عكس أولاده الذين كانوا يميلون إلى النوادي الأيطالية واستثمروا  ولعبوا فيها.

Hسامة بن لادن كان مشجعا لفريق أرسنال الانجليزي ، وأبدى حماساً للنادي منذ أيام المراهقة حين زار بريطانيا في حقبة السبعينيات. وكان يتابع مبارياته .. وهو هناك فى جبال تور بورا الأفغانية ! 

 رادوفان كاراديتش جزار صربيا كان مشجعا فريق انترميلان الإيطالي ، وكان يتابع نتائج الفريق.. حتى وهو يحاكم أمام محكمة جرائم الحرب فى لاهاى الهولندية !

 الإرهابي الأشهر كارلوس كان مشجعا مجنونا لفريق أرسنال الإنجليزي ، وكان يتابع نتائجه من داخل سجنه الفرنسى.

 وأدولف هتلر مشجع فريق شالكه الألماني ، كان  وراء فوز الفريق ست مرات بالدوري الالماني.. خلال الفترة الممتدة بين عامي 1934 و 1942.

وعلى نفس الطريقة.. سارت النظم الديكتاتورية في أمريكا الجنوبية  فى شيلى والبرازيل والارجنتين.. وديكتاتور أسبانيا فرانكو؛ وأصبحت معها أخبار كرة القدم تشغل كل الشعب عن كوارث الحكم العسكري ؛ ومئات الآلاف من المساجين والنشطاء والمختفين قسريا ؛ واستخدم الأساطير مثل بيليه ومارادونا  لذلك. 

حتى الدول الشيوعية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى ؛ ومعهم صدام حسين ؛ اتبعوا نفس الأسلوب: الثواب أو العقاب. فالفريق.. كان يجب أن يفوز لينال رضا الديكتاتور. أما لو هزمفالسجن والإخفاء القسرى .. سيكونان قدر اللاعبين!
------------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | و إيش .. فرعنك ؟!





اعلان