فاز الليلة الكاتب والأسير الفلسطيني باسم خندقجي بجائزة البوكر العربية التي تنظمها دزلة الإمارات عن روايته قناع بلون السماء، وذلك في خضم حرب الإبادة الجماعية على غزة. 

وباسم محمد صالح أديب الخندقجي المولود في عام 1983، هو ابن محافظة نابلس، المحافظة التي عاصرت الاحتلال بكل قسوته، وعنصريته، وقاومت حتى حافظت على هويتها العربية الخالصة، والتي تستطيع أن تتعرف إليها حتى اليوم بدءا من الزي، وحتى أنواع الطعام الشهي الملقب بها حتى خارج حدودها. 

درس باسم في مدارس محافظة نابلس بدأ في مدرسة المعري أولى مراحل الدراسة الابتدائية وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الملك طلال والتحق بجامعة النجاح الوطنية دراسة خاصة قسم العلوم السياسية ثم حول إلى قسم الصحافة والأعلام، وكان شديد التأثر بالفكر الاشتراكي، بكل مايمثله من قيم. 

عام 2004 وخلال الانتفاضة الأولى اعتقل باسم وذلك أثناء تأديته لعامه الجامعي الأخير، وذلك على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل، والتي أدّت إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 50 إسرائيليًا، وحكم عليه في 7 يونيو 2005 بثلاثة مؤبّدات بالإضافة إلى اتهامه بالمشاركة في "عملية سوق الكرمل" كما طالبته السلطات الإسرائيلية بتعويض عائلات قتلى العملية بمبلغ 11.6 مليون دولار وأمضى عشرين سنة في سجون الاحتلال ويقبع حاليًا في سجن "هيداريم". 

كان باسم مولعا منذ صغره بالقراءة وبالإحداث التي تجري حوله وكانت أول رواية قد قرأها وهو في السن العاشرة من عمره وهي نهاية رجل شجاع، مالفت انتباه الصحفي سميح محسن فأجرى معه لقاء صحفيا لصالح جريدة الطليعة المقدسة في ذلك الوقت حول مفهوم الرواية . 

بدأ باسم رحلته داخل السجن في عمر صغير من خلال حكمه، ومعها بدأ رحلته مع الكتابة وإنشاء مكتبات داخل السجون وكانت عائلته تزوده بأحدث الكتب التي تصدر في العالم العربي. من كتابته داخل السجن (مسودات عاشق وطن) وهي عبارة عن 10 مقالات تحكي عن الهم الفلسطيني (وهكذا تحتضر الإنسانية)، وأيضا من كتابته ديوان شعر بعنوان ( طرق على جدران المكان ) و ..،(شبق الورد أكليل العدم ) وأيضا دراسة عن المرآة الفلسطينية وكتاب (أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية) .

وكان قد جرى الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة في مؤتمر صحفي عُقد في الرياض، حيث كشف نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم: حمور زيادة الكاتب والصحفي السوداني، وسونيا نمر كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير، ناقد وصحفي مصري، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان، ومنسقة الجائزة، فلور مونتانارو. 

يحصل كل من المرشّحين الستّة النهائيين على 10,000 دولار، أمّا الفائز بالمرتبة الأولى فيفوز بـ 50,000 دولار إضافية فضلا عن تأمين ترجمة الكتاب الفائز إلى اللغة الإنجليزية، وهي الجائزة التي تسلمها شقيق باسم نيابة عنه.