30 - 06 - 2024

عجايب غراب أبيض | يحدث في محطة مصر

عجايب غراب أبيض | يحدث في محطة مصر

هذه بعض الملاحظات من واقع تجربة مسافر عبر محطة مصر للسكك الحديدية ( باب الحديد)  صباح 12 أبريل الجاري متجها من القاهرة إلى الإسكندرية، وعائدا ليلا في ذات اليوم:

ـ  لوحة توقيتات الرحلات وأرصفتها لاتعمل. وفي ساعات الصباح الباكر تشاهد الركاب، بمن فيهم الأجانب كبار السن، يهرعون جيئة وذهابا حيارى بين الأرصفة حاملين أمتعتهم. وكأنه لايكفي عذاب التعطل المتكرر لحجزالتذاكر إلكترونيا من موقع الهيئة القومية للسكك الحديدية. 

ـ متحف السكك الحديدية نهاية رصيف 4 مغلق دون كتابة ما يحدد مواعيد العمل بواجهته أو بابه، لا بالعربية أو لغات الأخرى. وكأن على الراكب مصريا أو أجنبيا بعد قطع هذه المسافة الطويلة أن يقنع بالاكتفاء بغنيمة التطلع لاسمي وزير النقل ورئيس الجمهورية بخطمبالغ بضخامته فوق لوحة رخام فاخرة. 

ـ يقر معتادو التنقل بالقطارات بتحسن انضباط مواعيد الرحلات، لكن أحدث أجيال القطارات وأغلاها سعرا بين القاهرة الإسكندرية (التالجو) تأخر في رحلة الذهاب (2025) انطلاقا من الثامنة صباحا 20 دقيقة عند الوصول، وفي العودة (رحلة 2026) انطلاقا من الساعة السابعة إلا عشر دقائق 80 دقيقة، وبلا تنبيه واعتذار.
ـ فشل البوابات الإلكترونية للدخول والخروج من الأرصفة ، حيث أنها دائمة الأعطال. وفوق هذا فمن العبث واللا إنسانية إجبار من يقوم بمرافقة ومساعدة سيدة أو رجل عجوز أو مريض أو طفل على دفع خمسين جنيها.  

لمحطة مصر للسكك الحديدية ( باب الحديد) تاريخ يعود إلى نحو 170 عاما، وهي قيمة معمارية متميزة تفخر بمثلها الأمم. ولكن كأنه لم يكف العدوان على الطابع التاريخي لبهو المحطة الرئيسي بدعوى"التطوير"، ومعه الغلاء المبالغ فيه لأسعار التذاكر. وها نحن نعاين عواقب "تطوير مظهري" بلا رقابة على خطط أو إنفاق، وبدون روح أو مضمون، ولا اهتمام بالإنسان. وكأننا في قبضة سياسة احتقار الناس والتاريخ والحضارة والذوق الجمالي نفقد ماكان متاحا مضمونا مريحا لأجدادنا وللأقل قدرة على الإنفاق.

وعجايب!
----------------------------
بقلم: كارم يحيى

 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | انقطاع ومتكرر للكهرباء





اعلان