26 - 06 - 2024

حوار الرئيس أم تعليماته؟

حوار الرئيس أم تعليماته؟

الفرق بين الحوار والتعليمات أن الثانية هي حوار من جانب واحد يحمل فكراً احادياً وقناعات شخصية قد تقبل الرفض أو القبول، ولكي يكون الحوار ناجحا لابد أن يكون بين مدارس فكرية وسياسية مختلفة لنصل معاً إلى جوهر الحقيقة، وإلا سنكون كمن يسمع الصوت وصداه. 

ولكي تتقدم أي أمة فلابد لها ان تعيش في حالة من الحوار الدائم وان تقترب مؤسسات الدولة وسلطتها من دوائر الفكر، لأن المفكر يسبق السياسي بمائة عام، صحيح أنه جري حوار وطني أو هكذا أسموه لكننا لم نسمع يوماً عن مخرجات هذا الحوار وتوصياته، ولا الحلول التي قدمت من لتجاوز المشكلات المتراكمة عبر مراحل الحكم المختلفة، ولا زالت نفس العبارات القديمة تُردد وبلا وعي سياسي كعبارة بناء على توجيهات الرئيس دون أدنى مسؤولية سياسية، فالكل يعمل وفق توجيهات الرئيس دون أدنى مساحة من الفكر والإبداع، لذا رأينا الموظف التقليدي والمحافظ العادي والوزير الفاشل وهكذا، فهل هذا مناخ يسمح بالإبداع أو التفوق، بل تحولت الدولة إلى مملكة من النحاس وتشبعت عقول الموظفين بالفقه الإداري العقيم والمعوق لكل تقدم، والأمثلة عديدة ولا مجال هنا لذكرها، وكل تجارب الشعوب التي سبقتنا وحققت لنفسها النهضة والنمو بدأت بالإصلاح الإقتصادي والسياسي معاً، ولا يصح الأخذ بأحدهما دون الآخر، أما الشق الأول وهو الجانب الاقتصادي فلست مؤهلاً للحديث عنه وله أهله وعلمائه، والثاني فلابد من إعادة هيكلة الحياة السياسية في مصر بدءاً بإصلاح الفوضى الحزبية العارمة التي تجتاح البلاد بأن تُحل كل هذه الأحزاب او تنضوي تحت كتلتين كبيرتين (فكره الائتلاف) وبناء ديمقراطية سليمة على أسس ثلاثة: حرية التعبير - المناخ السياسي الملائم - آليه التغيير. هذه مقومات الديمقراطية الثلاثة على أن تتحول المجالس النيابية إلى مجالس حقيقية وليست جزءا من ديكور الدولة وأن تاخذ حقها في ممارسة دورها الرقابي والتشريعي وفق ما هو منصوص عليه دستورياً وأن تتحول الدولة إلى مرحلة الهيمنة الدستورية لا الهيمنة السلطوية المطلقة، وهذا هو الخطر الحقيقي على أي دولة أن يتحول التقدير إلى تقديس، وبالتالي فلا حساب ولا عقاب وهذا هو الفساد المطلق، والسماح بالمزيد من وسائل التعبير الورقي والإلكتروني في سقف من الوعي والمسؤولية بأمن الوطن ومصالحه العليا على ألا يكون ذلك حقاً يراد به باطل لتقييد الحريات والتضييق على أصحاب الرأي، وإعلاء سلطة القانون واحترام أحكامه والإلتزام بتنفيذها على الجميع دون تمييز وأخيرا أقول لك سيادة الرئيس :

افتح شبابيك البلد - النور في حجر الكلمه دائما يتولد

النور على سن القلم - كل السلام على الحرف كلمه مقدسه

تعدل ميزان الحق في زمن الهوان
------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب

الحرب القذرة





اعلان