لا يخفى على أحد ما تسير عليه الأمور في الشارع المصري من فوضى عارمة وانفلات غير مسبوق وانحدار في السلوك العام وعدم المبالاة والسلبية الشديدة وتحول الشعب المصري من حقيقة كونه شعب إلى مجموعة من الناس تعيش في جزر منعزلة ومربعات بيانية ضيقة الأفق وبدأ كل يصنع قوانينه الخاصة وفق مصلحته الشخصية دون اعتبار للدولة وقوانينها، فرأينا جمهورية التوك توك وجمهورية الميكروباص ومملكة الباعه الجائلين وجمهورية المواقف والركن في الممنوع وبلطجية الأرصفة وأصحاب الكارتة من المسجلين، كل هذا في ظل ظاهرة الغلاء الفاحش فرأينا السلعة ذاتها تباع بأكثر من ثمن دون مبرر معقول في ظل انسحاب كامل للدولة ومؤسساتها التي تضبط الأداء وتنزل أشد العقاب بالمخالفين، وتحولت الدولة من دور الراعي إلى دور الصياد رحم الله عبد الرحمن الشرقاوي كاتبنا الكبير حين قال : (دولة الصياد عادت / الخطايا تتحدى كالبغايا / بينما الخير عجوز أبكم / فيه بله لم يعد في الأرض من يسمع له)
بعد كل ما سبق نرى شعار الجمهورية الجديدة يطاردنا أينما ولينا الوجوه وأنا أتساءل أين هي وما ملامحها وكيف تتحقق وسط كل هذه الفوضى؟ أوقفوا الفوضى أولا وأعيدوا النظام للشارع المصري بقوة القانون وردع المخالفين وبعدها أقيموا جمهوريتكم المنشودة.. أعيدوا لمصر ملامحها المسروقة أعيدوا للمصريين طيبتهم وشهامتهم المعهودة، فأنا لا أرى الشعب المصري بل أرى جموع من الغرباء تهيم على وجوهها في ربوع الوطن المتاهة.
أبيع عمري لمن يعلمني الوقوف شامخا وسط المحن
وأخيرا أقول لكم:
صلوا وقوفا .. صلوا وقوفا .. ليبارك الرب الغضب.. ليبارك الرب الغضب
--------------
بقلم: سعيد صابر