17 - 07 - 2024

الاحتفال بغسيل الايدى فى زمن "الفطرة الممنوعة"

الاحتفال بغسيل الايدى فى زمن

في دورة تدريبية لمنظمة الصحة العالمية: القتل والإبادة في غزة يتم بالميكروبات أيضا
- صعوبة "قضاء الحاجة" لأهالي غزة يخيم على الاحتفال باليوم العالمي "لغسيل الأيدى" بالقاهرة

- خبراء منظمة الصحة العالمية يحذرون من التقزم والعدوى المزمنة بسبب نقص المياه ومواد التطهير

فى مايو من كل عام تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمى لنظافة الأيدى ويأتى الاحتفال هذا العام والعالم عينه على غزة وحرب الإبادة التى حرمت أهلها من كافة حقوقهم كبشر حتى حقوق الفطرة ومنها حق قضاء الحاجة.

فكيف نتوجه لهؤلاء بالحديث عن ضرورة غسيل الأيدى وكيفية الغسيل الذى يحمى من الإصابة بالميكروبات والعدوى فى ظل شح المياه وغياب مواد التطهير ومنع دخولها؟

لذلك كانت غزة حاضرة فى دورة تدريبية أقامتها منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بمقرها فى القاهرة تحت عنوان تدريب إعلامي بمناسبة اليوم العالمى لنظافة الأيدى.

حسب ما تنقله التقارير الصحفية والتلفزيونية، وما قاله المصابون الذين يتلقون العلاج بمصر فإن الوضع مأساوى على كل المستويات، فقضاء الحاجة وهو حق إنسانى مرتبط بالفطرة أصبح صعبا، فعدد دورات المياه فى المستشفيات محدود ولا يتناسب مع عدد المصابين وذويهم فضلا عن العاملين بالمستشفيات مما جعل المشهد المعتاد طوابير أمام دورات المياه .

التكدس أمام دورات المياه ظهر فى التقارير التى نقلتها وسائل الاعلام من داخل مستشفيات ومدارس 

"الأونروا" ومجمع ناصر الطبى

البعض يمسك نفسه عن قضاء الحاجة بسبب بشاعة المنظر وخشية العدوى مع نقص المياه ووسائل النظافة وأدوات التطهير ولذلك آثار صحية تؤدى للإصابة بالسلس البولى وقد يصل للإصابة بالفشل الكلوى- حسب ماذكره الأطباء المتخصصون – فالفرد الطبيعى  يحتاج لقضاء الحاجة ودخول الحمام من 4-5مرات فى اليوم.

ومن يحالفه الحظ بالحصول على حق الفطرة بقضاء الحاجة لن يفلت من العدوى بالميكروبات مع انتشار الاصابة بالنزلات المعوية.

 داخل حلقة نقاشية شارك فيها خبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود وعدد من الإعلاميين دار الحوار حول الأوضاع الصحية فيما يتعلق بالعدوى وانتشار الأوبئة والميكروبات فى غزة وهل حديث غسيل الأيدى واقعي فى ظل الأوضاع فى غزة والشح المائى ومنع دخول "الكلورين" المادة المطهرة التى تقضى على الميكروبات .

د. إيمان هويدى – خبيرة مكافحة العدوى بالمكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط -شرحت طرق العدوى عن طريق الهواء والرذاذ والعدوى بالتلامس، وقالت إن الحمامات مصدر كبير للعدوى بأمراض الكوليرا وشلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائى A.

وتشير إلى أن كود بناء المستشفيات يحدد عدد دورات المياه بما يتناسب وعدد المرضى والزوار ومع الوضع الاستثنائى فى غزة، فان العدد يفوق قدرة دورات المياه.

وأضافت إنه يجب تحديد دورات مياه للمرضى ودورات للعاملين والأطباء ودورات مياه للزوار.

وتواصل قائلة: المرضى فى العزل تنطبق عليهم إجراءات أشد ويكون لهم حمامات خاصة.

وترصد إجراءات مكافحةالعدوى متمثلة فى غسل اليدين ، وفصل النفايات ، وتنظيف غرف العزل بحماماتها ثلاث مرات بالكلور الذى يقضى على الجراثيم والميكروبات .

د. إيمان هويدي وصفت الوضع في غزة بالمأساوي فيما يتعلق بنقص المياه والمطهرات وتأثيره على العدوى وانتشار الأوبئة وأضافت يتم البحث في إدخال نوع من الصابون موجود في فرنسا لايحتاج للمياه.

حل آخر ذكرته د. إيمان ويتم تنفيذه في أفريقيا بتحضير مادة الكلورين من ماء البحر باستخدام أجهزة معينة وذلك للتغلب على منع دخول الكلورين.

لكن السؤال هل من منع دخول الكلورين سيسمح بدخول الأجهزة؟

طرح الصحفيون أسئلة حول الحلول الإضطرارية التىي لجأ إليها أهل غزة للتغلب على نقص المياه منها استخدام مياه البحر في تطهير الجروح واستخدام التراب عقب قضاء الحاجة.

ردت د. إيمان بأن ماء البحر قد يحقق التنظيف ولكن لايحدث التطهير الذي يقضي على الميكروبات.

د. إيمان ترفض الحلول الاضطرارية وتؤكد أهمية حل المشكلة من جذورها وحق الناس في مياه نظيفة وحقها في دخول الكلورين لتطهير أرضيات المستشفيات وأهمية مكافحة العدوى وعدم الترويج للحلول الاضطرارية المحفوفة بالمخاطر.

وحذرت خبيرة منظمة الصحة العالمية من الآثار المستقبلية الممثلة في التقزم والعدوى المزمنة.

إتفق معها في الرأي د. محمد سالم – خبير مكافحة العدوى بالمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط – مؤكدا إن الحلول الإضطرارية مثل استخدام مياه البحر والتراب تحمل مخاطر مع وجود الإصابات والجروح .

أطباء بلا حدود

د. رولا المعلم – مسؤولة الوقاية من العدوى ومكافحتها فى منظمة أطباء بلاحدود- قالت إن أطباء بلاحدود تنشئ نوعا من المستشفيات يصل فى فترة قصيرة خلال 4أيام  ويعمل لمدة أسبوع كحد أقصى ويقدم خدمة نقل المصابين ويقدم خدمات الإسعافات الأولية.

وعن غسيل الأيدى فى غزة خاصة للفريق الطبى والعاملين بالمستشفيات وتطهير الأدوات الطبية قالت د. رولا إن الحل إضافة الكلور أو غلى الماء للقضاء على الجراثيم .

ومن المشروعات التي تعمل عليها منظمة أطباء بلاحدود - كما ذكرت د. رولا- حصد وتجميع مياه الأمطار ولكنه حل موسمى.

الحلول التى طرحتها خبيرة أطباء بلا حدود تبدو مستحيلة فى ظل أزمة الطاقة اللازمة للتسخين وفى ظل منع دخول الكلورين اللازم للتطهير والقضاء على الميكروبات بإضافته بنسبة معينة للمياه.

رسالة منظمة الصحة العالمية  فى اليوم العالمى لنظافة الأيدى واضحة فى حق أهل غزة فى الصحة والحماية والمياه النظيفة والمطهرات وحماية حياتهم.
----------------------------------------
شاركت فى الحلقة النقاشية: نجوى طنطاوي