26 - 09 - 2024

مسؤول صيني : العلاقات بين مصر والصين تشهد تقدمًا كبيرًا وتعاونًا مثمرًا

مسؤول صيني : العلاقات بين مصر والصين تشهد تقدمًا كبيرًا وتعاونًا مثمرًا

في السنوات الأخيرة، أظهرت الصين رغبة متزايدة في تطوير العلاقات مع مصر وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وعكست  هذه الرغبة اهتمام الصين بتعزيز شراكاتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تعتبر مصر بوابة رئيسية لهذه المناطق بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وأهميتها التاريخية والسياسية.

وتسعى الصين إلى تعميق تعاونها مع مصر في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد والتجارة، البنية التحتية، التكنولوجيا، والثقافة. 

ويأتي هذا التوجه في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين لتعزيز الترابط الاقتصادي والتجاري بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

من خلال تعزيز التعاون مع مصر، تأمل الصين في تحقيق فوائد مشتركة، منها دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلدين، وتوسيع الأسواق وتبادل الخبرات والتكنولوجيا. 

وهذا التعاون يتجاوز الأبعاد الاقتصادية ليشمل التفاعل الثقافي والتعليمي، مما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتعميق العلاقات الشعبية بين الشعبين الصيني والمصري.

و رغبة الصين في تعزيز علاقاتها مع مصر تعكس رؤية طويلة الأمد لتحقيق الشراكة المستدامة والتنمية المتكاملة، مما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون المثمر والبناء بين البلدين في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق، أكد السفير لي تشن المعني بمنتدى التعاون العربي- الصيني، بوزارة الخارجية الصينية، على عمق العلاقات الثنائية بين الصين ومصر، مشيرًا إلى أن البلدين يشهدان تقدمًا كبيرًا في التعاون في ظل الرغبة المشتركة لتطوير هذه العلاقات.

 وقال تشن خلال لقاء مطول مع الوفد الصحفي الذي يقوم بزيارة لبكين حاليا إن مصر بفضل تاريخها العريق وحضارتها العظيمة، تعتبر شريكًا مهمًا لبكين التي تعتز بالقاهرة ، اعتزازا وثيقًا.

وأضاف السفير لي تشن، أن الصين ملتزمة بتقديم الدعم والمساعدة لمصر بما يدعم برنامجها للتنمية الاقتصادية. 

وتطرق المسؤول الصيني خلال اللقاء إلي انضمام مصر لتجمع  بريكس في يناير الماضي، حيث أشار إلى أن هناك مجالات متعددة تسعى الصين لتفعيل التعاون فيها ضمن إطار البريكس، من بينها التكنولوجيا وتبادل الخبرات وزيادة حجم التجارة والاستثمار، مرحبًا بانضمام مصر إلى هذا التجمع الذي سيوفر فرصًا كبيرة للاقتصاد المصري في الوصول إلى أسواق دول التجمع.

وفيما يخص القضية الفلسطينية قال لي تشي،  إن موقف الصين واضح من القضية الفلسطينية و نحن نقف دائما مع حل الدولة الفلسطينية.

وأشار تشن  إلي أن الصين دائما تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية والمادية لتخفيف المعاناة على سكان قطاع غزة.

وأشاد المسؤول الصيني بالجهود التي تبذلها مصر من أجل التواصل إلي حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، موضحا بأن الصين تدعم مصر دائما في استعادة الحق والعدل للشعب الفلسطيني. 

وقال إن أولوية الصين هي تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، معربا عن رفض بلاده  لاستهداف المدنيين في غزة، محذرًا من كارثة إنسانية طالما نبهت إليها الصين منذ اندلاع الحرب. 

 وأكد مجدداعلى أن الحل الجذري هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلي أن حكم فلسطين سيأتي من الفلسطينيين أنفسهم.

ودعا المسؤول الصيني إلي حصول فلسطين على عضوية كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. مطالبا بعقد مؤتمر بفاعلية أكثر ووضع جدول محدد لحل الدولتين، مشيرا إلي حرص الصين على العمل مع الجانب المصري لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. 

وفيما يخص موانئ البحر الأحمر، شدد تشن على أهمية الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر، نظرًا لما تشكله من مخاطر على التجارة الدولية وارتفاع تكلفة النقل.

وأوضح السفير لي تشن أن الصين تؤكد على أهمية الحفاظ على أمن مياه البحر الأحمر باعتباره ممرًا مائيًا دوليًا مهمًا لنقل البضائع، وأن الحفاظ عليه يعنى الحفاظ على سلاسل الإمدادات والنظام التجاري الدولي.

 ودعا إلى وقف عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر، مؤكداً أن أي تصعيد في الأوضاع هناك لا جدوى منه، وأنه يتعين على المجتمع الدولي الحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر وفقًا لقانون حرية الملاحة.

وأفاد "تشن" أن السبب الجذري لتصعيد الوضع في البحر الأحمر هو الحرب في غزة، داعيًا إلى وقف هذا الصراع في أقرب وقت ممكن لتحقيق الاستقرار في المنطقة. 

وأكد أن الصين تكثف اتصالاتها مع كافة الأطراف ودول المنطقة والمجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار في البحر الأحمر في أقرب وقت.

ودعا المسؤول الصيني إلي حصول فلسطين على عضوية كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. مطالبا بعقد مؤتمر بفاعلية أكثر ووضع جدول محدد لحل الدولتين، مشيرا إلي حرص الصين على العمل مع الجانب المصري لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. 

وحول مضيق تايوان، قال المسؤول الصيني إن تايوان هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ القدم وهذه القضية هي شؤون داخلية بحته للصين لا نسمح لأي طرف بالتدخل ولا نريد التدخل بقوة فهم صينيين ونحن صينييون.

 وأشار إلي أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي وستدافع عن سلامة أراضيها دائما وستعود تايوان إلي أحضان الصين لتوحد الوطن. 

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، قال تشن إن موقف الصين من الحرب في أوكرانيا واضح ونحن دائما ندعو إلى الحوار والسلام، مؤكدا  على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.

وقال إن الصين دعت مراراً إلى حل سلمي للأزمة من خلال الحوار والتفاوض، مشددا على أن العقوبات الاقتصادية ليست الحل الأمثل وقد تؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة التوترات العالمية. 

وفي المحافل الدولية، امتنعت الصين عن التصويت على قرارات تدين روسيا في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعكس رغبتها في عدم الانحياز الكامل لأي طرف. 

وفي الوقت نفسه، تستمر الصين في الدعوة إلى مفاوضات سلمية وتشجيع جميع الأطراف على الحوار للوصول إلى تسوية سلمية للنزاع.

وتسعى الصين إلى الحفاظ على استقرار النظام الدولي القائم على القواعد، مع تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية أو سياسية غير محسوبة، مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع كل من روسيا وأوكرانيا ودول الغرب.