24 - 07 - 2024

المشكلة الحقيقية للرغيف المدعوم

المشكلة الحقيقية للرغيف المدعوم

.فى ظل الارتفاعات غير المسبوقة لأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك ، وصولا إلى البقوليات والأرز و السكر والزيوت ، لم تعد مشكلة فقراء مصر مع رغيف الخبز المدعوم الذى رفعت الحكومة سعره إلى ٢٠ قرشا ، ولكن فى ما بعد شراء الرغيف المدعوم ، فبماذا "يغمسونه" وأسعار اللحوم والخضروات والزيوت تلهب ظهورهم ، مع غياب الرقابة على الأسواق التي "يعربد" فيها- بلا حياء - جشع ونهم التجار والوسطاء و شريحة "الانتهازيين الجدد"،الذين تسللوا إلى أسواق الجملة مستبيحين "مص" دماء الفقراء والإجهاز عليهم.. !!

بعد دخول مليارات "رأس الحكمة" خزينة الدولة راحت الحكومة تبشرنا بقرب انتهاء أزمتها، وأن ذلك سينعكس إيجابا على أسواقنا خلال أيام ، وراحت  لجانها الإليكترونية وجوقات نفاقها وحملة مباخرها عبر الفضائيات، تكتب وتتحدث يوميا عن تراجعات وهمية فى أسعار المواد الغذائية.

تراجعات عملوا لنا منها نهر النيل والبحرين المتوسط والأحمر بحيرات ثقيلة القوام من الطحينة!!

بينما ينزل مواطنونا الأسواق ويعودون إلى بيوتهم، وقد لفحت نيران الأسعار وجوههم وحرقت جيوبهم..!!

بدون نفاق أو مجامله ولله وللوطن،

أحسب أن الامانة تقتضى القول بأن مصر ظلت الدولة الوحيدة بالعالم التى تطرح خبزا مدعوما يباع بعملة اختفت من التداول منذ حوالى عشرين عاما..!!

لكن تبقى المشكلة في "غموس" هذا الرغيف المدعوم، مع استمرار تلك الأسعار الجنونية للحوم بأنواعها والأسماك والبقوليات والخضروات والزيوت.

من غير المعقول ولا المقبول أن تستمر أسواقنا غائبة عنها الرقابة، بزعم انتهاجنا لسياسة و نظرية (السوق الحرة) حتى يأكل الشعب "الخبز الحاف"..!!

هناك مسؤوليات وطنية والتزامات أخلاقية تحتم على الدولة - أي دولة - التدخل بقوة وحزم وحسم عندما يسود الجشع وتعم الفوضى بالأسواق.
---------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي

مقالات اخرى للكاتب

غراب