26 - 06 - 2024

ماذا يريد الشعب؟ (12)

ماذا يريد الشعب؟ (12)

بعد انتظار وترقب طال حوالى الشهرين انتظارا لتسمية رئيس مجلس وزراء يقوم بالتغيير أو التعديل الوزارى المزمع قيامه بعد الدورة الرئاسية الجديدة، ومن الواضح أن البحث والتقصى قد أسفر عن تكليف مدبولى بالقيام بالمهمة كمان مرة. 

نعم هذا من صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكن فى المقابل ففى ظل الظروف التى يعيشها المواطن المصري، خاصة فى الجانب الاقتصادى الذى تجاوز كل المقبول والمتاح للمواطن بكل طبقاته (غير طبقة القلة من الموسرين والأغنياء وسكان الاماكن المسيجة وكل من يده طائلة). تلك الظروف التى جعلت الحصول على لقمة العيش من أهم مصاعب الحياة، ولذا كان هناك أمل فى التغيير الحقيقي، خاصة أن هذه الظروف وفى كل الظروف لابد أن يكون هناك هذا الأمل فى التغيير للأحسن حتى لو تعذر هذا التغيير، لأن غياب هذا الأمل فى ظل الظروف التى يعيشها الوطن مع التحديات غير المسبوقة وعلى كل المستويات داخليا وخارجيا، شرقا (غزة والتحديات والاستفزازات الصهيونية) وغربا (ليبيا) وجنوبا (السودان وسد النهضة) وغير ذلك، تمثل خطورة على الوطن وعلى المواطن وهذا ما يريده كل من ليست قلوبهم على الوطن ولكن على مصالحهم الخاصة والتنظيمية. 

وكان انتظار هذا التغيير (مع التقدير لكل من عمل فى الوزارة المستقيلة فهذا واجب أخلاقي) 

لأن فى ظل هذه الوزارة كانت التحديات والمشاكل التى فاقمت الأوضاع الاقتصادية سوءا، نعم عملت الوزارة فى حدود الإمكانات ولكن كانت النتيجة النهائية هي هذه المعاناة المستمرة والمتفاقمة التى يعيشها المواطن خاصة بسبب تلك الفوضى التى بلا حدود فى الأسعار، وفى ظل وزارة مدبولى نأخذ مثلين: الأسعار وتخفيف الاحمال الكهربائية، فعلى غير العادة تصدى مدبولى شخصيا للحديث عن هاتين القضيتين شخصيا وليس المتحدث الرسمى . فكم وعد بتخفيض الأسعار؟ وكم صرح باتفاقه مع المنتجين ورؤساء الشعب التجارية على تخفيض الأسعار؟ كم وعد بتخفيض نسبة محددة للأسعار فى سلع استراتيجية بالنسبة للمواطن ؟ والأهم (والإعلام هنا شريك معه) بعد صفقة رأس الحكمة صوروا الدنيا ( بمبى . بمبى ) وكأن هذه الصفقة كانت هى الحل لمشاكلنا الاقتصادية.

نعم قلنا وقتها أنها تصبيرة وليست حلا، فماذا نرى الان ؟ فوضى غير مسبوقة فى الأسعار تتمثل خطورتها ليس فى الحصول على السلعة الضرورية فقط، ولكن فى النتائج الاقتصادية والمعيشية والحياتية التى سيعاني منها المواطن مما سيؤثر على حالته النفسية ضيقا وسوءا فتنسحب هذه الحالة على السلوكيات فى الأسرة والشارع وفى كل مكان مما يؤثر بشكل مباشر على كل شىء، والأخطر هو استحلال الفساد وتحليل الحرام. أما قطع التيار الكهربائي، فقد تبنى مدبولى الحديث عن هذه المشكلة وأخذ يعد ويعد ويحدد ويحدد مواعيد لإنهاء المشكلة! ولكن ماذا نرى؟ نرى عكس ماوعد. هنا يارئيس مجلس الوزراء فمن البديهيات السياسية والتعامل مع المواطن هو الصدق والمصداقية، لأن الخطورة الحقيقية هى أن يفقد المواطن المصداقية من أى نظام سياسى طوال التاريخ، فهذا ليس فى صالح أى نظام ولا فى صالح الوطن الذى هو فى المقام الأول صالح المواطن. 

ومع ذلك فنحن ننتظر التشكيل الوزاري، خاصة فى ظل تكليفات رئيس الجمهورية والتى تمثل أهمية حقيقية تتوافق مع الظروف والتحديات المعاشة الآن. وسأختص هنا ببناء الإنسان، وهذه مهمة لاتحتاج لاستثمارات مادية ونقدية بقدر ما تحتاج إلى رؤية ومنهج وبرنامج سياسة وأجواء ثقافية تستغل المتاح والموجود وتفعل الإمكانات والقدرات التى يزخر بها الوطن طوال الوقت. وأهم الوسائل لبناء إنسان سوي يؤمن بالوطن وينتمى إليه ويعمل لصالحه هو تفعيل الدور السياسى وإفساح المجال لأبدأ الرأى والرأي الآخر فى كل وسائل الإعلام . لأن ابدأ الرأى والتعبير عن الرؤية هو الضمان الوحيد لسلامة الوطن من استغلال أى مستغل للظروف المعاشة لتحقيق أهدافه التى لا ولن تكون فى صالح أحد. مصر هى كل المصريين، مصر تحتاج لجهود وسواعد كل أبنائها، كل المصريين وطنيين غير من تلطخت أياديهم بالدماء وهم وغيرهم لهم القانون ولهم شعب مصر الوطنى والمنتمى . حفظ الله مصر وشعبها العظيم .
----------------------------
 بقلم: جمال أسعد

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يريد الشعب؟ (١٤)





اعلان