26 - 06 - 2024

نذير شر قادم فاحذروه

نذير شر قادم فاحذروه

هل أجهزت أمريكا وإسرائيل على منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، بعد أن ضربا بقرارات وتقارير الادانة لهما جراء حربهما الوحشية على قطاع غزة عرض الحائط، بل وذهبا إلى أبعد من ذلك باتهامها بالارهاب والتواطؤ مع المقاومة الفلسطينية، وكيل السباب والشتائم الصادمة لها ولمسؤولي مؤسساتها؟ أظن أنهما فعلا ذلك ولا يمكن إنكار أو تجاهل الأمر، فأحاديث المسؤولين في أمريكا وإسرائيل والتي تحمل معاول هدم المنظمة ومؤسساتها لم تعد خافية على أحد سواء كان سياسيا مسؤولا أو مواطنا عاديا، فهي موثقة ومنشورة بالصوت والصورة على كافة وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن وسائل الإعلام.

ما الذي تريده أمريكا وما الذي تستهدفه إسرائيل؟ هل من مصلحتهما إسقاط المنظمة ومؤسساتها التي كانت دوما سلاحهما في مواجهة من تشاءان من دول العالم شرقه وغربه، هل يريدان فرض قانون الغاب؟ يبدو الأمر كذلك. وهذا ما يحمل نذير الشر للعالم أجمع، حيث لن يكون هناك قانون رادع خاصة بعد سبهما وشتمهما وطعنهما في كل من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وإعلان عدم الاعتراف بهما.

إن ما ترتكبه كل من أمريكا وإسرائيل لا يمس بحق الأمم المتحدة ومؤسساتها في الدفاع عن المواثيق والشرائع والأعراف، وأن تكون الدرع الواقي ضد انتهاكات كل من تسول له نفسه من دول وأفراد، ولكن يمس البشرية جمعاء، فما يرتكبانه في حقها يمثل جريمة ستفضي عاجلا أو آجلا لكل ما هو شر، وأول ما سيصيب الشر سيصيبهما، فعندما تسقط المواثيق والأعراف والقيم الإنسانية، يسقط كل شئ، ليتحول العالم إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف، وتطفو إلى سطحه كل الحيات والثعابين وما أكثرها الآن لتنهش مقومات الحياة.

لذا لابد من تحرك دولي لمواجهة هذا الغشم الوحشي العشوائي والفاضح، ولتكن أوروبا التي أصابها هذا الغشم في مقتل في مقدمة هذا التحرك، لاسترداد قوة المنظمة ومؤسساتها، وأن تقوم بدورها في مواجهته وإحداث التوازن المطلوب لحماية الحياة الإنسانية، قبل أن تتوغل نذر الشر الأمريكية الإسرائيلية شرقا وغربا.

وسط هذه الفوضى ينبغي أن تستيقظ جامعة الدول العربية من سباتها الذي طال حتى يمكن القول بأنها فقدت وجودها، وأن يجتمع قادة دولها على كلمة سواء تتمثل في إعطاء هذه الجامعة وقراراتها قوة نافذة، وليس مجرد أوراق تحشى بها الأدراج أو خطابات رنانة يتردد صداها في أرجاء قاعاتها دون أن يتجاوز جدرانها، وأن تفرض مصداقية تحصن وجودها ومستقبل بلادها، فمواجهة خلل القادم من صراعات وحروب خارجية وداخلية، يحتاج إلى هذه القوة التي أرى أنه لا مفر من العمل عليها فورا. فلا أحد يريد أن تدهس أي من دول الجامعة جراء هذا الغشم اللا أخلاقي الذي تمضي بها العنجهية الأمريكية والإسرائيلية. ويكفي ما جرى للعراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا والصومال، إلا إذا كنا نرغب في أن يمتد الأمر لباقي الدول العربية.
-------------------------
بقلم: محمد الحمامصي

مقالات اخرى للكاتب

حرب إقليمية أم عالمية ؟





اعلان