21 - 06 - 2024

المؤامرة وكوبري غمرة

المؤامرة وكوبري غمرة

ظهر الكاتب الصحفي الشهير في برنامجه التلفزيوني ليحدثنا عن المؤامرة الكبرى على مصر، محذرا من أننا لانعرف حجمها وأبعادها، والكلام عن المؤامرة هنا ليس من منطلق الخوف على البلد ولكن هناك بعد سياسي يهدف لتخويف الشعب وإسكاته عن المطالبة بالإصلاح والتغيير بمبدأ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. 

وهنا أسأل الرجل ما علاقة المؤامرة بخراب الذمم وفساد كبار المسؤولين وصغارهم؟! ماعلاقة المؤامرة بإنهيار الصحة والتعليم وعدم قدرة الدولة على الوفاء بإلتزاماتها تجاه شعبها  وهو التزام دستوري وأخلاقي، وهذا يذكرني بمواقف كانت تحدث في طفولتنا بالقرية حين يطلب الصغير قرشا ليشتري به حلوى فتصيح الأم محذرة صغيرها من (البعــو) فيختبيء في حضنها طلبا للأمان وينسيه الخوف طعم الحلوى. 

ما الذي يحول بيننا وبين بناء هذا الوطن هل هي المؤامرة؟! من قال لنا ارتشوا .. غشوا.. اكذبوا.. بيعوا ضمائركم الرخيصة هل هي المؤامرة؟! 

وهذا يذكرني بواقعة موت أحد المرضى داخل عربة الإسعاف فوق كوبري غمرة،  وذكر أن سبب الوفاة الأزمة المرورية فوق الكوبري مما حال دون سرعة إنقاذه/ فهل هي المؤامرة؟! أم كوبري غمرة.. ارحمونا يرحمكم الله.

لجنة رعاية الوزة

حكى الصديق الفنان حمدى أحمد رحمه الله في أحد البرامج في ضيافة الفنانة صفاء أبوالسعود أنه أثناء عرض إحدى المسرحيات بالمسرح القومي (مسرح الدولة) وكان العرض يستلزم وجود (وزة) فقاموا باستئجارها من إحدى السيدات بمبلغ 0.25جنيه (خمسة وعشرون قرشا لليوم) وبعد فترة أدركوا أن شراء الوزة أوفر من استئجارها ففعلوا وليتهم لم يفعلوا، إذا استلزم الأمر حزمة من الإجراءات كأمر الشراء وأمر الإضافة (مخازن) وكذا تحديد من يقوم على رعاية الوزة، وفي النهاية نفقت الوزة. 

فتشكلت لجنة لتحديد سبب الوفاة وعلى من تقع المسؤلية القانونية، وفي النهاية وقع الجزاء الإداري على الموظف المنوط برعاية شئون الوزة. 

فبلد مثل مصر يحبس فيها إنسان أو يعاقب من أجل وزة لاتحتاج إلى جهد من أي متأمر. فكل اعداء مصر كفوا أيديهم عنها لقناعتهم بما نفعله في أنفسنا . فما أنجزناه في هذا المضمار قد عجز عنه عتاة المجرمين والمتأمرين.

وإلى الشعر

(صباح المؤامرة .. دماغك عايزة عمرة)

صباح الذل ياوطني .. ياواقع وسط كماشة وهباشة 

ويرحم عمنا عرابي ويوم التل.. وإيه الحل؟

قالها سعد مشهورة مفيش فايدة

تصدق إني باستهبل على نفسي وأنا عارف مفيش فايدة

وعامل فيها واد وطني.. وعايشها حقيقي بجد

لا نابنى م البلح شامي.. ولا طايل عنب يمني 

وأنا زمني غايظني بجد.
--------------------
بقلم: سعيد صابر


مقالات اخرى للكاتب

المؤامرة وكوبري غمرة





اعلان