26 - 06 - 2024

دم المهندسة أسماء فى رقبة من؟

دم المهندسة أسماء فى رقبة من؟

صدمني خبر دهس القطار لمهندسة شابة قبل مناقشتها الماجستير بأيام، عروس جديدة يتم  زفها إلى السماء وقبل العيد بأيام، على محطة قطارات السكة الحديد فى "أبوتشت" بشمال قنا، قضى القطار على احلامها الشابة وهى التى يشهد الجميع بتفوقها ، فهي بنت صعيدية جدعة ومتفوقة حلمت ان تلحق بكلية الهندسة وسهرت الليالى وشجعتها أسرتها،  وقتلها قطار الإهمال والنسيان قبل أن يصادفها قطار السكة الحديد.

مزلقان مغلق بقرار عشوائي منذ ٥ سنوات ومزلقان بديل ضيق خانق أسوأ منه ، ومسؤولون فى مدينة حضروا من ماضى المخالفات لواقع الجزاءات، وإدارات متابعة بالمدينة تحتاج من يتابعها و يحاسبها، ومسؤولون فى المحافظة جل انجازاتهم استقبال طالبى معاش تكافل كرامة وفقط، ووزراء فوق المحاسبة ولا يجرؤ أحد أن يسالهم "إذا أسماء سئلت بأي ذنب قتلت"، وقيادات شعبية لا حيلة لها من قريب أو بعيد وتحولت إلى موظفين بالفعل ولا نلوم عليهم ، ومدينة كبيرة فى أقصى الجنوب لاتكاد تخرج  من حداد حتى تدخل فى حداد آخر، مدينة تتشح بالسواد حزنا على نسيانها وحزنا بسبب من دفع بقيادتها لمناصبهم.

هذه مدينة لايمكنك المرور فى شوارعها وأنت تقود حتى دراجة هوائية ، يمكنك أن تسير مترجلا ثم ترى نفسك فى حفرة عميقة أو أعلى قمم من المخلفات والزبالة، أو تكون فى عداد سكان الآخرة فى لحظات، إنهم مسؤولين حولوا مبادرة عظيمة أشادت بها كل الهيئات والمؤسسات الدولية واعتبرها نموذجا فى التنمية، صغار المسؤولين حولوا المبادرة إلى متهم وشماعة يعلقون عليها فشلهم المتكرر وخطاياهم، وأنها هى من حولت شوارعها إلى بؤر صالحة للزراعة قبل أن تكون صالحة للسير فيها.

باتت حركة المحافظين والتعديل الوزارى اخر طوق نجاه لهؤلاء المواطنين، وربما تجمعهم أقدارهم ذات يوم بعدما عز اللقاء، ويمضى كل منهم إلى غايته ، ويسألهم من لايخشى السؤال، لماذا توقف كوبرى يخدم ٦٠٠ ألف نسمة منذ ٦ سنوات ويستكمل بناء كل الكباري فى المحافظة والصعيد ومصر وكوكب الأرض، ولماذا لا يتم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية فى تسهيل خدمات المواطن هناك بالذات.

ربما ينجو البعض ولكن قطعا القيادة ستحاسبهم بشدة وسيحاسبهم الله. 

 وستكتب شهادتهم ويسألون.
---------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ 

مقالات اخرى للكاتب

دم المهندسة أسماء فى رقبة من؟





اعلان