21 - 06 - 2024

مصر تصف تنفيذ غارات إسرائيلية على إرهابيي سيناء بالخرافات

مصر تصف تنفيذ غارات إسرائيلية على إرهابيي سيناء بالخرافات

نفت مزاعم "بيت المقدس" والمذبوحين الأربعة

تسليم الأباتشي بادرة لعودة الدفء أم مكافأة على الجهود المصرية

مصدر عسكري: "كذب يستهدف النيل من الجيش".. و"غطاس": "اعترافات أُجبروا عليها"

أربك فيديو اعترافات أربعة أشخاص من قبائل سيناء، بثه موقع "يوتيوب" الخميس الماضي،  المشهد الملتبس في شبه الجزيرة، التي ضمت عناصر مسلحة، بدأت حرباً ضد الجيش، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، منتصف العام الماضي، وكان أهالي سيناء قد عثروا على جثثهم في رفح منذ أسبوعين، وأعلن متشددون ينتمون تنظيمياً إلى جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية، ذبحهم.

وفجر الفيديو الجديد جملة من التساؤلات، تتعلق بحقيقة الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة، التي تشهد تصعيداً من الجماعات المتطرفة، وسط تقارير أمنية تؤكد استقرار الأوضاع هناك، وتضمن الفيديو اعتراف 4 أشخاص بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، في نقل معلومات عن تحركات الجيش المصري في سيناء، وعن تحركات العناصر المسلحة التي تتخذ من الأفكار الجهادية أيديولوجية لها، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 25 ألف دولار.

أحد المذبوحين ويدعى لافي إبراهيم سلمان، (42) سنة، من قبيلة "السواركة"، أكد أثناء اعترافاته في الفيديو، أنه تعاون مع أحد ضباط "الموساد" في رصد تحرك مسلحي سيناء، وبزرع شرائح متصلة بطائرات إسرائيلية دون طيار في بيوت وسيارات مسلحين، زاعماً أن بعض الضربات الجوية التي تشهدها سيناء، تنفذها إسرائيل، في حين سادت حالة من الصدمة بين شيوخ قبائل سيناء، عقب عثور الأهالي في قرية نجع شبانة جنوب مدينة رفح، الخميس الماضي على جثة خامسة مفصولة الرأس.

من جانبه، كذب مصدر عسكري مصري مسؤول تنفيذ إسرائيل طلعات جوية في السماء المصرية، واصفاً إياها بـ"الأكاذيب والشائعات التي تستهدف النيل من القوات المسلحة المصرية"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى معلومات، تفيد بسعي أنصار بيت المقدس إلى استمالة تنظيم الدولة الإسلامية بمثل هذه الأفعال، في إشارة إلى قطع الرؤوس، مضيفاً: "الأجهزة الأمنية تعرفت على عدد من المتورطين في تلك العملية، وسوف يتم ضبطهم خلال الفترة المقبلة".

وأعرب رئيس جهاز عمليات الجيش المصري اللواء عبدالمنعم سعيد عن دهشته من تلك المزاعم، مضيفاً لـ"المشهد": "قوات الدفاع الجوي المصري تراقب الحدود بشكل جيد ولا يمكن دخول طائرات المجال الجوي دون اعتراضها"، فيما استبعد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق أسامة الجريدلي حصول تدخل إسرائيلي، مشيراً إلى أن مصر لديها موقف مبدئي وتاريخي برفض وجود قوات أجنبية على أراضيها أو حتى تنفيذ عمليات داخل مصر، لأن الأمر يتعلق بالسيادة المصرية.

بدوره، استبعد مساعد وزير الداخلية للأمن العام الأسبق مجدي البسيوني حصول غارات إسرائيلية، قائلاً: "مصر لن تسمح بذلك مطلقاً"، لافتاً إلى أن "الذبح أسلوب داعش والهدف منه إرهاب المصريين".

كما استبعد الخبير في الحركات الإسلامية سمير غطاس شن إسرائيل غارت جوية على الأراضي المصرية، مشيراً إلى أن "أنصار بيت المقدس" قامت بإرهاب تلك العناصر لإجبارهم على ذلك، مطالباً في تصريحات لـ"المشهد" قوات الأمن تكثيف تواجدها في تلك المناطق، وسرعة ضبط المحتجزين.

فيما قال القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، إن جماعة انصار بيت المقدس أرادت التغطية على تلك الأفعال، بالزعم أن إسرائيل تشن طلعات جوية على المسلحين في سيناء، لإحراج الجيس المصري.    

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء إجلال العنفي،  إن الأربعة أشخاص الذين ذبحتهم جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية، كانوا يتعاونون مع الأجهزة الأمنية المصرية، لتوفير معلومات عن المسلحين في سيناء، وعن الجماعات الإرهابية الموجودة هناك، وحين انكشف أمرهم قامت بقطع رؤسهم، كعقاب لهم.

وأضاف الخبير العسكري والإستراتيجي، أن جماعة أنصار بيت المقدس إتهمت الأربعة المقتولين، بالتخابر مع "إسرائيل" حتى تجد مبررًا لها امام أهالي الضحايا، ولكي تثبت إنها ضد إسرائيل ولا تعمل لحسابها، موضحاً أن الجيش المصري يمتلك نحو 180 طائرة هليكوبتر، وإسرائيل، تملك نحو 136 طائرة، ما يثبت تفوقنا، عليهم من إعداد التسليح.

فيما أكد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والإستراتيجي، أنه لايوجد أي ترتيبات مع الجانب الإسرائيلي، تسمح بقيامه بعمليات عسكريًة ضد الإرهاب على أرضينا ولا العكس، حيث تمنع القوانين الدولية هذا، وكل دولة مسئولة عما يجري بداخلها.

وأضاف الخبير العسكري والإستراتيجي، أن منظومة الدفاع الجوي المصرية، الرادارات الموجودة لاتمكن أي طائرة من إختراق مجالنا الجوي، حيث يتم رصد أي تحرك سواء جوي او بري أو بحري على جميع الحدود قبل وصول للهدف، ويتم التعامل معه، كما إن إسرائيل ليس بهذا الغباء الذي يجعلها تصطدم مع مصر.

وفيما يخص التنسق الأمني بين مصر وإسرائيل قال اللواء طلعت مسلم إن دول الجوار يحدث بينهم تنسيقاً أمنياً في تبادل المعومات السرية المتوفرة لديها عن الإرهابيين، لكن تبقى كل دولة مسؤولة عن تأمين الحدود من جانبها، وهذا التنسيق ليس بين مصر وإسرائيل إنما بين جميع دول العالم المجاورة لبعضها.

في السياق، بعد قرابة عام من الشد والجذب فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وتعليق الأخيرة للمساعدات العسكرية السنوية لمصر، بدأ الهدوء يجد طريقه لها بعد قرار الإدارة الأمريكية تسليم طائرات الأباتشى العشر التى تحتاجها مصر فى إطار جهودها لمكافحة الإرهاب، فى أقوى بادرة لعودة الدفء فى العلاقات بين البلدين. 

ووصف مفيد الديك، الملحق الإعلامى بالسفارة الأمريكية قرار إدارة الرئيس باراك أوباما تسليم الحكومة المصرية، صفقة المروحيات العسكرية الهجومية، التى تم تعليق تسليمها إلى مصر بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، منذ أكثر من عام بالإيجابى، قائلا "إن كل خطوة إيجابية تزيد من متانة العلاقات بين واشنطن والقاهرة".

 
##






اعلان