21 - 06 - 2024

المربي الكبير حمد البوعلي .. و(سوانحُ المحبة)!

المربي الكبير حمد البوعلي .. و(سوانحُ المحبة)!

"سوانحُ المحبة"، هو سيرةُ ذاتية، لم يُصنفها صاحبُها بنفسه، بل صنفها تلاميذُه ومحبوه في ربوع الإحساء وأقطارها ممن شملهم صاحبُ السيرة برعايته وأبوته وتوجيهه .

وفي رأيي أنّ هذا النوع من السيّر هو أكثرُ صدقا مما يصوغه المرء بنفسه عن نفسه؛ إذ يتجنبُ شبهة المجاملة، ومدح الذات، ويتفادي فِخاخ الرياء والسُّمعة المُحبطين لعمل المرء .

وسوانحُ المحبة هو سيرةُ عَلمٍ من أعلام التربية، وقُطبٍ من أقطاب التعليم الثقات بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، تُشدُ إليه الرحال، فيجتني قصّادُه ومريدوه علما، يزينه خلق، إذ إن صاحب السيرة فيهما آية وحجة .

المربي والأب، حسنةُ زمانه حمد البوعلي، هو صاحبُ تلك السيرة العطرة، التي تفوح سطورها أريجا وعطرا، وتشع حروفها نورا وصدقا، سطرها تلامذةُ المدرسة الثانوية، التي أدارها، وتسمت باسمه في سابقة لم تكن معهودة في السعودية من قبل .. مدرسة (حمد البوعلي ).

والسوانحُ هي الخواطرُ والأفكار .. ففي رياض الكتاب الغناء، تتفيأ ظلال الحب وأفكار الود، وخواطر التقدير للمربي الكبير حمد البوعلي حفظه الله .

لم أقف علي هذه السيرة، التي أصدرتها دارُ النابغة بمصر، وأعدها، وجمعها ورتبها ابنُه البار فضيلة الدكتور أحمد حمد البوعلي، أحد رواد العمل التربوي بالإحساء، وصاحب الجهود الملموسة في العمل الخيري والدعوي، واللذين هو فيهما نسيج وحده، وكيف لا، وهو  ابن حمد البوعلي، وصدق القائل :

بأبه اقتدي عديٌ في الكرم  ... ومن يشابه أبه فما ظلم .

أقول : لم أقف علي هذه السيرة، ولكني وقفتُ علي بعض فقراتها بقلم تلامذته، فعلمتُ مكانةَ هذا العلم، ورسوخ قدم ذلك الجبل الأشم، إذ إنّ الناس شهودُ الله في أرضه، فتواتر شهادات محبيه عن مدي إيمانه بعمله، وإخلاصه لوطنه هو دليلٌ دامغ علي أن صاحب السيرة رجلٌ من زمن الأولين خلقه الله في زماننا ليأخذ بأيدي الناس إلي سبل الهدي والرشاد، وبرهانٌ علي أن أمّتنا الإسلامية ولّادة .

لم ألتق صاحب السيرة - حفظه الله - ولكني التقيتُ ابنه د. أحمد حمد البوعلي مرة واحدة في إحدي زيارته لمصر، فألفيتُ فيه سيما أهل العلم، وأيقنتُ أنه واحدٌ من سدنته الكبار .. صوته حالم، يملأ النفس سكينة، والقلبَ طمأنينة، كلماتُه معدودة، لكنها في نفاسة اللؤلؤ المرصّع، تشع حكمة وبيانا، لا يتكلم في الدين إلا بدليل من كتاب أو سنة، ولا يعدُ إلا بتقديم المشيئة، ولا يعتذر عن أمر ليس في مقدوره، إلا ويشفع ذلك بأعذار مقبولة تصحبها حمرة الخجل والحياء، خاصة أنّ الرجل لم يرد يوما سائلا، أو يخذل طالب عون، وهو ما أكده لي كلُّ من خالطه، وعامله عن قُرب .

و الدكتور أحمد البوعلي، هو ابن أبيه في مجال التربية والتعليم والعمل الدعوي، فهو خطيب تهتز له أعواد المنابر، ومُحاضِر في مجال التربية والسلوك يملك أدواته المستندة إلي علم واسع، وأوراق بحثية منظمة، وأفكارٍ مرتبة، وهو ما يتضح جليا في حلقات برنامج إلف الروح بإذاعة نداء الإسلام .

وأخيرا أقول صدرُ المقال عن سيرة أب، وذيله عن مناقب ابن .. وكلاهما يستحق الإشادة والثناء، إذ لا يشكر الله من لا يشكر الناس .

-----------------------------
بقلم: صبري الموجي *
* مدير تحرير الأهرام


مقالات اخرى للكاتب

المربي الكبير حمد البوعلي .. و(سوانحُ المحبة)!





اعلان