28 - 06 - 2024

عمرو دياب لن يمثل مع تركي آل الشيخ ولا مع إبراهيم عيسى..ونتحدى!

عمرو دياب لن يمثل مع تركي آل الشيخ ولا مع إبراهيم عيسى..ونتحدى!

الأول:

الخبر الذي يتم تداوله على نطاق واسع، وكان مصدره ـ المثير للجدل ـ تركي آل الشيخ مستشار هيئة الترفيه السعودية، وقال فيه أنه توجه بالطلب للمطرب المصري عمرو دياب والمطربة اللبنانية نانسي عجرم التي لم يسبق لها التمثيل ولو لمشهد واحد، طلب منهما القيام ببطولة فيلم سينمائي استعراضي بتمويل مفتوح، وأوحى آل الشيخ لمتابعيه بموافقة النجمين!

أما الحقيقة التي ربما لا يعلمها المنتج السخي هي أن عمرو لن يقف أمام كاميرات السينما ولا الفيديو لتجسيد أية مشاهد تمثيلية ولو كانت بملايين الدولارات، والخبر ليس مصدره عمرو بالطبع، ولكنه سر قديم باح لي به كاتب راحل كبير جدا كان مطلعا على هذا الملف وكاد أن يكون شريكا به وهو مالا يعلمه الشريك السعودي، وكم من عقود فسخت بعد عقدها في نفس السياق!

الثاني:

وكنت قد حذرت الكاتب إبراهيم عيسى عبر منصات السوشيال من الإنخراط في كتابة مسلسل عن قصة حياة عمرو دياب عندما علمت من صديق مشترك أنه يعكف على كتابة سيناريو مسلسل قصير ـ من 7 حلقات ـ عن مشوار مطرب البوب عمرو دياب لصالح إحدى المنصات الرقمية، وأنه تحصل بالفعل منذ نحو عام كامل على آلاف القصاصات من الصحف التي تمثل الأرشيف الصحفي لما نشر عن مطرب الشباب وأنه غرق بالفعل في قراءتها وفرزها وتصنيفها رغم أنه كان يكفيه قراءة كتابي عنه، وبحسب المعلومات المتناثرة من المربع الذهبي للحي الراقي في الشيخ زايد أن إبراهيم عيسى شرع بالفعل في مشروعه، ولما سئلت ـ بضم السين ـ عن توقعي، دارت الحسابات في رأسي لأقل من 30 ثانية، قلت بعدها: ان المشروع سيظل حبيس الأدراج لدى الكاتب ـ وليس لذلك علاقة مطلقا بالهجوم الذي يتعرض له الكاتب فالأمر سابق للحدث، أكثر من هذا فإنني أتصور أن عمرو ليس لديه الحماس الكافي ولا يصح لي أن أتكلم باسم أحد، بل هي مجرد توقعات تنتظرها الأيام!

الثالث

مع كل خبر عن مشروع فيلم جديد للمطرب عمرو دياب مثل مشروعه الأسبق مع المخرج طارق العريان والمنتج سامي العدل، يوجه لي سؤال عنه، أقول بكل أسف ـ من دون حاجة إلى الـ 30 ثانية تفكير ـ أنه "لن يتم" رغم أنه تصدى لتلك المشاريع كتاب كبار على رأسهم شريك نجاحه السينمائي دكتور مدحت العدل الذي سعى سعيا حثيثا لاستلهام قصة حياته في مسلسل، ومن بعده أستاذنا الراحل الرائع وحيد حامد الذي شرع بالفعل في وضع خطته للأحداث والشخصيات كما قال لي بنفسه، ورغم أن القصة مهضومة لدى عمرو وهي غالبا تدور حول معالجة محطات "مفلترة" من مشوار حياته وقد أخذت هذه المشروعات عنصر الجدية وكان كتابي عن عمرو.. بعنوان المغني.. حاضراً فيها وهو متوفر لدى المؤلفين الأصدقاء والأساتذة المحترفين، والأمر لا يعود إلى قدرتي على تحضير الأرواح أو حتى صرفها، إلا أنني كنت أجدني أعلق أن العمل بكل أسف لن يتم وهناك سر وراء هذا الحكم أن عمرو يبحث عن لغة تشبه أيقونة خيري بشارة (آيس كريم في جليم) وحوار يضاهي حوار مدحت العدل في أوج تألقه رغم أنه كان عمله الأول، وهو العمل الذي يمثل درة التاج في مسيرة عمرو مع السينما بعد أعمال متواضعة الإمكانيات في سهرة تليفزيونية بعنوان "الثانوية العامة" كانت بمثابة ضربة البداية، ثم فيلمي:"السجينتان" و"العفاريت"ونجح الأخيرنجح فقط في توثيق بعض أغنياته بل والأماكن التي كان يغني فيها "ملاهي السندباد" ورغم وجود عمل تالي مع العالمي عمر الشريف.. "ضحك وجد وحب" لم يحقق النجاح المطلوب.

 وفي تصوري أن عمرو لا يحب "صورته" فيه، إلا أن  "جليم" نجح في تحقيق معادلات كثيرة صعبة أهمها اللوكيشن والتصوير الحالم المتطور واللغة الراقية ذات الجرس الموسيقى التي كتبها صديقنا مدحت العدل والاستخدام الأمثل للإضاءة والتعبير عن واقع الشباب في التسعينيات وكاريزما عمرو دياب الأولى وبريق نجوميته وتألق كل المشاركين بمساعدة العبقري خيري بشارة بدءاً من سيمون إلى جيهان (التي تمثل البراءة في مواجهة سيمون التي تمثل الوقاحة في العمل والتي أدت دورها وهي تلعب تمثيل وليس تمثيلا أكاديميا بإبداع وحضور وشقاوة طاغية)، وكان الفيلم هو الأفضل للأصدقاء حسين الإمام وأشرف عبد الباقي وعلي حسنين وفاتحة خير للصديق الغالي المرحوم علاء ولي الدين وقد حضرت تصوير كثير من مشاهد الفيلم في المعادي وجليم بالإسكندرية وكان الزحام عند عرضه على شباك التذاكر مبهرا وحقق الفيلم في أسبوعه الأول نصف مليون جنيه وبقينا لفترة نرى عمرو دياب بنفس الاستايل لم يخرج منه بسهولة.

هو ليس على إستعداد أن يتنازل عن مكانه؛ خاصة مع تربعه على "عرش شباك الغناء" ـ إن جاز التعبير ـ لزمن يتخطى الأربعة عقود ، بالاضافة إلى أن عمرو لديه فوبيا السقوط من أعلى يسكنه الخوف منذ التسعينيات، يخاف منه ويتحسب له، وهو يعلم أنه ناجح في حفلاته فما الداعي لخوض مغامرة من أجل نزوة سينمائية عابرة؟!

لذلك كلما تقدم أحدهم بشروع سينمائي أو تليفزيوني فإنه يقابله بالتراجع عشر خطوات إلى الخلف.. الخلاصة: لن يمثل وأحلام آل الشيخ لن ترى النور.. ونتحدى!
------------------------
حكايات يكتبها: طـاهــر البهـي






اعلان