29 - 06 - 2024

مبادرة لكنائس الاسكندرية تثير غيظ المتشددين: استضافة طلبة الثانوية لتلافي أثر انقطاع الكهرباء

مبادرة لكنائس الاسكندرية تثير غيظ المتشددين: استضافة طلبة الثانوية لتلافي أثر انقطاع الكهرباء

أعلنت كنائس الاسكندرية بمختلف طوائفها وهيئات كنسية استقبال طلاب الثانوية العامة في القاعات المجهزة والملحقة مع المشروبات المجانية، في مبادرة لافتة بدأها نيافة الانبا بافلي،أسقف عام كنائس قطاع المنتزه والمسؤول عن قطاع شباب الإسكندرية، المعروف بنشاطه الاجتماعي المتميز ، في ظل موجة انقطاع التيار الكهربائي التي ضربت مصر خلال فصل الصيف الحالي، وبسبب معاناة طلاب الثانوية العامة من هذه الانقطاعات خلال فترة امتحاناتهم، برزت المبادرة الإنسانية اللافتة ضمن سلسلة من المبادرات تخت شعار  "في رباط إلى يوم الدين"، قضت بفتح أبواب ما يزيد عن ١٠ كنائس في الإسكندرية لكي يستطيع طلاب الثانوية العامة المذاكرة فيها خلال فترات انقطاع الكهرباء في ظل توفير مولدات الكهرباء، كما توفر هذه الكنائس للطلاب بيئة هادئة ومجهزة بالمقاعد والإضاءة المناسبة، بالإضافة إلى خدمة الإنترنت، وذلك دون أي مقابل مادي.

لقيت مبادرة الأنبا بافلي تفاعلاً كبيرًا من قبل أهالي الإسكندرية، حيث عبروا عن شكرهم وتقديرهم لهذه المبادرة الإنسانية التي ساعدت أبناءهم على المذاكرة والاستعداد للامتحانات في ظروف صعبة. كما حظيت المبادرة بدعم وتأييد من قبل وزارة التربية والتعليم ومديرية التعليم، الا بعض المتشددين حاولوا إفسادها غير مرحبين بهذا النوع من الأنشطة رغم انه المتعارف عليه أنه في وقت الازمات والشدائد نصبح جميعا كالبيان المرصوص .  

وليس هذه هي المرة الأولى التي يُقدم فيها الأنبا بافلي مبادرات لدعم الشباب والطلاب، حيث سبق له وأن أطلق مبادرات أخرى تخص الخدمات الطبية خلال وباء كورونا و "كشك الطعام" لتوزيع وجبات مجانية على الفقراء والمحتاجين، و تأتي المبادرة من إيمانه الراسخ بأهمية التعليم ودعم الشباب، وحرصه على توفير كل سبل الراحة والنجاح لهم. وتُعد هذه المبادرة مثالاً رائعًا للتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والكنيسة لدعم أبناء الوطن، و بالفعل اعلنت ايضا الكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية يليها عدة ايبراشيات خارج الاسكندرية القيام بالمثل في كنائسهم مثل محافظة اسيوط و القاهرة.

و بجانب نشاط مكتبة الاسكندرية التي تفتح أبوابها أيضا طوال السنة، و بدلا من تقديم الشكر والتقدير، لتُجسد قيم التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع رفض المتشددون المبادرة، واتهموا الكنيسة بمحاولة التبشير والترويج للمسيحية من خلال فتح أبوابها للطلاب وتوسيع نشاط الكنيسة في المجتمع.

علي الرغم من أن النتائج الإيجابية للمبادرة تخص للطلاب وتحضهم على تعزيز التواصل مع أقرانهم والمجتمع في الكنائس، و تنظيم الأنشطة الاجتماعية والتطوعية بما يعزز التواصل والتعاون، كما تلعب الكنائس دورًا في تعزيز القيم الإنسانية والأخلاق لدى الطلاب و التركيز علي الأخلاق والتسامح يساهم في تطوير شخصياتهم.

وعلى الرغم من التعليقات الرافضة، إلا أن المبادرة استمرت في عملها، ولم تؤثر بشكل كبير على عدد الطلاب الذين استفادوا منها، لتؤكد أن الهدف منها هو مساعدة الطلاب دون أي تمييز ديني، و لذلك كان من اللازم فتح حوار وتعزيز التفاهم بين مختلف فئات المجتمع، ونبذ التعصب والكراهية، لتلعب المؤسسات الدينية دورًا إيجابيًا في المجتمع، وتساهم نشر قيم المحبة والتسامح دون الالتفات لمن يؤرقهم ذلك، فمن المعروف أن الكنيسة مؤسسة وطنية بلا مشروع سياسي تخدم الجميع علي حد سواء الا أن النقاشات السلبية حول هذا الموضوع قد تؤثر على الصورة العامة للكنائس وتزيد من التوترات و اتساع الفجوات الفكريه حتي تمس سمعة الكنائس نفسها و تؤدي إلى تقليل الثقة في الكنائس وتقويض دورها الاجتماعي ناهيك عن الأثر النفسي لدي الاقليات .

ومن الأفضل تنظيم ندوات وورش عمل للتحدث عن هذا الموضوع بلا حرج، و يجب أن يكون للدوله دور في كبح جماح هذه الظاهرة لمكافحة التعليقات السلبية التي تجذب الانتباه بشكل أكبر، مما يؤدي إلى انتشارها بشكل أوسع و يكون متعددًا ومتنوعًا، فيجب أن تكون هناك قوانين وتشريعات رادعه تنظم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بدل من الفوضي الالكترونية ، لتتضمن هذه القوانين عقوبات للتحريض على الكراهية والعنف أو نشر معلومات كاذبة، ويجب أن تعمل الدولة على نشر التوعية بين المواطنين بأهمية المشاركه الوجدانية من هذا النوع.

كما يمكن تنظيم حملات توعية حول التحقق من المعلومات والتصدي للتعليقات المتشددة، من خلال تفعيل أجهزة رصد لتتبع التعليقات المتشددة والتحقق من مصداقيتها، يمكن أن تتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن المحتوى المشكوك فيه، فأن مكافحة التطرف الإلكتروني عبر الحدود أيضا يمكن من خلاله تبادل المعلومات والخبرات بين الدول لتعزيز الجهود المشتركة،حيث تمثل في النهاية مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والأفراد.






اعلان