22 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | الحرية لطلاب مع فلسطين لايشربون "الكوكاكولا"

عجايب غراب أبيض | الحرية لطلاب مع فلسطين لايشربون

بمناسبة الامتحانات بالجامعات والثانوية العامة، لا نعرف لأنه غير مسموح، كم يبلغ اليوم عدد الطلاب الذين حيل بينهم وبينها جراء حبوسات الرأي وبشبهات الجهر به؟. أو أعداد أقرانهم بالمحابس"المحظوظين" الذين يجتازونها في ظروف غير طبيعية ولا إنسانية. وفي هذا وذاك ما يضرب في مقتل المبدأ الدستوري بالمساواة في الفرص بين أبناء مصر.

أعرف تفاصيل هذ المحنة عند طلاب بالثانوية العامة والجامعات. وأخص اليوم بالإشارة ثلاثة من أبنائنا، هم: "زياد محمد البسيوني" بأكاديمية الفنون، و"مازن أحمد دراز" و "محمد إبراهيم عبد الفتاح إبراهيم" بكلية طب المنصورة. وهم متهمون بتدشين صفحة معلقة في الهواء بعالم افتراضي (فيس بوك) بعنوان: "طلاب من أجل فلسطين".

منذ نحو الشهرين، وفي 9 مايو 2024، زجت السلطات (إياها في نطاق القانون وخارجه) بالطلاب الثلاثة في دوامتها المعروفة جيدا لعموم الشعب منذ نحو 11 عاما: اقتحام منازل بالفجر، وترويع أهلها وتكسير محتوياتها، واعتقال، وإخفاء قسري، وعرض على نيابة أمن الدولة، وتجديد حبس احتياطي، مع ثالوث الاتهامات التقليدية سابقة التجهيز.

ولا أكاد أصدق ماقرأت عن اعتقال طالب من ثنائي المنصورة وسط زملائه من مدرج الجامعة، والتحقيق بوليسيا معه بغرفة عميد الكلية، و لأنه وزملاءه دعوا لإعفاء أبنائنا طلاب فلسطين من المصروفات الدراسية ولمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل مثل "كوكاكولا". ولا أتخيل، رغم ما نراه منذ كامب ديفيد، تحول مايشرف ويرفع الرأس إلى تهمة وبلاء وعقاب.

يا الله .. لا نطلب رحمة أو وطنية ومواطنة، ولا حريات وحقوق وديمقراطية. ولا ردع إجرام إسرائيل بحرب أو "تهويش" أو حتى طرد سفير.  بل نأمل في قليل تعقل عند مسؤول ما ليأمر فورا بتحرير "زياد" و"مازن" و"محمد"، ومعهم كل ابنائنا الطلاب المحبوسين لحب فلسطين ومصر معا، أو بتهم رأي وسياسة غيرها. ولكي يستأنفوا الدراسة، ويمكنوا من أداء امتحاناتهم،أو تعاد لمن فاتته قسرا، وفي ظروف طبيعية ومساوية لغيرهم. 

وهذا "حرصا على مستقبل الطالب"، كما كان يقول ويقرر من سبقوا في مواقع "المسؤولية".. وأكرر: "المسؤولية".

وعجايب!
-------------------------
بقلم: كارم يحيى

 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية