03 - 10 - 2024

نحو منظومة صحية بلا (توسل أو تسول)

نحو منظومة صحية بلا (توسل أو تسول)

فيما تبذل الدولة جهودها لتحقيق وفرض منظومة التأمين الصحي الجديدة التى بدات بالفعل بأربع محافظات، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، يطل من خلف  الستار توجه حكومى مزعج نحو "خصخصة" قطاع كبير من مستشفيات الدولة. وهو توجه من شأنه أن يثير لدى المواطنين وعلى وجه الخصوص  البسطاء منهم كثيرا من المخاوف المشروعة ، خاصة فى ظل تمدد وتصاعد الأزمة الاقتصادية ، و استمرار نزف الجنيه وتدهوره أمام الدولار ، واللجوء إلى سياسة بيع "بعض الاصول" وغيرها من الإجراءات "المرهقة" للمواطن، على طريق الوفاء بمطالب صندوق النقد الدولي..!!

المنظومة الصحية التى يتطلع اليها المصريون ليست ( ترفا ولا منة ) سيغرق فيه أكثر من مئة مليون مواطن، ولكنها حق دستورى أصيل وجوهرى من أبسط حقوق الإنسان فى أي مكان. فطالما المواطن يدفع ضرائبه ويسدد رسوم خدماته للدولة صاغرا ، فإنه من حقه أن يحصل بالمقابل على خدمات صحية انسانية و تعليمية لائقة تصون كرامته وتؤمن مستقبله، وطرق وشوارع آمنة بلا حفر و مطبات تؤمن سيره على الأقدام أو فى سيارته.

فى المجتمعات الراقية التى تحترم رعاياها ، والمقيمين على ترابها لا ضرائب ولا رسوم خدمات بلا مقابل، وإلا تصبح نوعا من ( الجباية الرخيصة و الابتزاز الممنهج المقيت) عادة ما يشعل الضغائن والأحقاد بالصدور ويوغرها بالكراهية للأنظمة..!!!

وحتى تكتمل المنظومة الصحية المنشودة وتصبح واقعا معاشا فى جميع محافظات مصر، فإن ثمة امور نحسب أن السلطات الصحية وكبار مسؤولينا بحاجة إلى التحلى بها ومراعاتها،

تبرز على رأس تلك الأمور ضمان حقوق المواطنين فى الحصول على حصة خدمات بأسعار مقبولة فى المستشفيات التى تعتزم الحكومة طرحها للبيع أو الاستثمارات الخارجية أو خصخصتها .

ضرورة التيسير على المرضى وذويهم؛ وخاصة هؤلاء أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة أو حتى الذين يتعرضون لحوادث طارئة. نريد لهم خدمات صحية بلا(توسل أو تسول) !!

لا نريد خدمات تنتزعها ( الوساطات أو بطاقات التوصيات) نريد خدمات لا تفرق بين فئات الشعب.

لا نريد خدمات فندقية "خمس نجوم" ومميزة للمعارف و أصحاب الوساطات، وأخرى تقدم فى ردهات وأروقة المستشفيات أو تحت اشجارها..!!

التمييز فى الخدمات الصحية داخل المستشفيات والمراكز الحكومية جريمة أخلاقية، وسلوك غير إنسانى بغيض يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وانتهاك فاضح لها وللدساتير التى ضمنت هذه الحقوق والخدمات متساوية.

الله خلقنا سواء ، والامراض عندما تفتك بنا تفتك بلا تمييز.
--------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي

مقالات اخرى للكاتب

إدمان.. ولكن