21 - 07 - 2024

معهد الدوحة يكشف تزايد نسب الطلاق في السنوات الأولى للزواج بالعالم العربي

معهد الدوحة يكشف تزايد نسب الطلاق في السنوات الأولى للزواج بالعالم العربي

نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ممثلةً بقطاع الشؤون الاجتماعية وإدارة الأسرة والطفولة، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، فعالية مميزة لإطلاق التقرير الاستطلاعي حول "تقييم العلاقات الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج في العالم العربي".

أقيمت الفعالية في القاهرة خلال الفترة من 2 إلى 4 يوليو 2024، وشكلت فرصة هامة لبحث واقع العلاقات الزوجية في الوطن العربي، ومناقشة التحديات التي تواجهها، إضافة إلى تقديم توصيات عملية لتعزيز استقرارها واستدامتها.

شهدت الفعالية حضور السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والسفير طارق الأنصاري، سفير دولة قطر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلين من المندوبيات العربية والجهات الحكومية والخبراء.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، أن الزواج يعد ميثاقًا غليظًا كما ورد في القرآن الكريم، مشيرةً إلى أن هذا الميثاق ليس مجرد علاقة تشاركية، بل هو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات والأمم. واستشهدت العمادي بالآية الكريمة من سورة النساء التي تقول: "وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا"، مبينةً أهمية هذا العهد الوثيق.

كما أشارت العمادي إلى أن الآية الكريمة في سورة النساء تجمع بين تقرير عقيدة التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر، وتنظيم الروابط الاجتماعية، ومعاني التكافل والعلاقات الأسرية والتراحم. وأضافت أن الخطاب القرآني يذكر في مواضع أخرى بأن الزوجين يشكلان كيانًا واحدًا يجمعهما السكن والمودة والرحمة، مستدلةً بالآية الكريمة من سورة الروم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً".

وأضافت العمادي: "في أواخر عام 2019، أطلق المعهد بالتعاون مع جامعة الدول العربية كتاب "حالة الزواج في العالم العربي"، والذي يعد الأول من نوعه الذي يتناول بشكل شامل كافة الأبعاد المتعلقة بالزواج في العالم العربي، بما في ذلك الاختيار الزواجي، والأنماط التقليدية والمستحدثة للزواج، ومسألة العمر والزواج، والعلاقات الزوجية، وتشابك الزواج مع منظومات التعليم والعمل والاقتصاد، إلى غير ذلك من الجوانب التحليلية لظاهرة الزواج في الدول العربية".

تابعت العمادي، الحديث قائلة إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى تزايد نسب الطلاق في السنوات الأولى للزواج في كافة الدول العربية دون استثناء. 

وأكدت على أن هناك علاقة ارتباطية بين مدة الزواج واستمراريته، فكلما تجاوز الزوجان الفترات الأولى للزواج زادت احتمالية استدامة مؤسسة الزواج.

وشددت العمادي على أهمية تأسيس فهم علمي ودقيق للعلاقات الزوجية، بالأخص ما يحدث في السنوات الأولى ويؤدي إلى الطلاق والتفكك المبكر لمؤسسة الزواج.

وأوضحت أن معهد الدوحة الدولي للأسرة عمل بالتعاون مع قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مشروع بحثي حول "تقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي".

وأعربت عن ترحيبها بالمشاركين في فعالية إطلاق تقرير هذا المشروع، الذي شكل منصة للوقوف العلمي على أسباب الطلاق المبكر. 

وأشارت إلى أن الدراسة تعتبر الأولى من نوعها من حيث شمولية العينة الكمية المستجيبة من الدول العربية وتمثيل أقطارها المختلفة، ومن حيث الشمول المواضيعي حول العلاقات الزوجية وتقديم بدائل سياساتية وبرامجية لدعم استمرار مؤسسة الزواج واستدامتها.

وقالت العمادي إنه بفضل الشراكة المؤسسية الراسخة مع جامعة الدول العربية، تم توزيع الاستبيان وفقًا لآليات عمل الجامعة، مما أسفر عن تفاعل واستجابات المندوبيات في تنقيح التقرير وتقديم المرئيات المشتركة. 

وأضافت أن التقرير الختامي أصبح وثيقة استرشادية للدول الأعضاء، وفقًا لقرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب رقم (1014) في دورته العادية (43) بجمهورية مصر العربية.

وأوضحت العمادي أن نتائج الدراسة أظهرت خريطة مسببات التفكك المبكر لمؤسسة الزواج، مشيرة إلى أسباب غير تقليدية مثل المقارنات بالفاشونيستات والتأثر بالسوشيال ميديا، وكذلك قناعات الزوجات بالنسوية وتأثيرها على العلاقات الزوجية. 

وأكدت العمادي أن هذه الأسباب، رغم عدم تمثيلها نسبة كبيرة من إجمالي المسببات، تستدعي العمل البحثي المواكب لها والخروج بتوصيات غير تقليدية.

وفيما يخص العمل المشترك بعد التقرير، أكدت العمادي أن معهد الدوحة الدولي للأسرة يسعى للتأثير في السياسات والبرامج التدخلية التي تسهم في حل الظاهرة، مقترحةً برامج تأهيل للمقبلين على الزواج مبنية على الأدلة العلمية المستخلصة من هذا التقرير. 

وأشارت إلى أنه سيتم خلال هذه الفعالية دراسة كيفية الخروج ببرنامج تأهيل استرشادي للمقبلين على الزواج على مستوى العالم العربي، مع إمكانية مناصرة فكرة جعل هذه البرامج إجبارية كما هو الحال في دول أخرى مثل ماليزيا.

ودعت العمادي للمشاركة في مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، تحت عنوان "الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة"، الذي تستضيفه دولة قطر في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2024، حيث سيتناول الحدث الاستعدادات الفنية والتنظيمية للمؤتمر ودعوة كافة المندوبيات العربية للانضمام لهذا المؤتمر الدولي الهام.

وختمت العمادي كلمتها بالشكر والتقدير للشركاء في تنظيم هذه الفعالية، ممثلين في جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية القطرية، وكافة المشاركين والوفود والخبراء من مختلف الدول، معربةً عن تطلعها لنقاش مثمر يعقبه عمل دؤوب لدعم الأسرة في العالم العربي.

من جانبها، أعربت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، في كلمتها، عن سعادتها بافتتاح فعالية إطلاق التقرير الختامي لدراسة تقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي، بالشراكة مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، منوهة بأن الدراسة الاستطلاعية تمكنت من رصد مسببات النجاح والتحديات، واقتراح البرامج التدخلية المعالجة لمظاهر الخلل في العلاقات الزوجية خلال السنوات الأولى للزواج في العالم العربي.

كما ثمنت أبو غزالة جهود معهد الدوحة الدولي للأسرة، لإنجاح هذه الفعالية، لافتة إلى أن جامعة الدول العربية تعتبر هذه الجهود المقدرة استمرارا لرؤية المعهد للنهوض بقضايا الأسرة.

ولفتت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى الظروف التي تمر بها الأسرة العربية جراء التحولات والحروب والمتغيرات الثقافية والانفتاح الإعلامي والمعلوماتي، مما يتطلب حلولا ابتكارية مستمرة ومنظورا مختلفا لحماية مؤسسة الزواج والحفاظ على تماسكها في منطقتنا العربية، من خلال العمل على استحداث وتطوير برامج تأهيل المقبلين على الزواج في العالم العربي لتعزيز استمرار مؤسسة الزواج والتماسك الأسري التي هي قوام المجتمعات العربية المتماسكة .