27 - 07 - 2024

متى يرحل الرئيس؟

متى يرحل الرئيس؟

سؤال صادم للبعض، لكنه عادي جداً لمن يعرف ألف باء سياسة، لأنه من أبسط حقوقي السياسية أن أختلف مع من أشاء، ومن أبسط حقوقي السياسية أن أختلف مع رأس الدولة نفسه وهذا مكفول دستورياً .. نعود إلى سؤالنا فأجيبكم، يرحل الرئيس حينما تسقط كل المرجعيات في دائرة الفساد والتربح والرشوة.. يرحل الرئيس حينما يغيب العدل والقانون وتصبح أحكام القضاء بلا فائدة وغير قابلة للتنفيذ فتشيع الفوضى والبلطجة ويعم منطق القوة والغلبة، يرحل الرئيس حينما تعلن الدولة عجزها عن الاصلاح الاقتصادي والسياسي وتختار القمع وإسكات المعارضين طريقاً، ظناً منها أن الأمر سيدوم لها وهذا عكس أحكام التاريخ وحركته، يرحل الرئيس حينما تعجز الدولة عن توفير الدواء للمواطن وهذا من أبسط حقوقه، ناهيك عن انهيار التعليم. وهنا أطرح سؤالا ما دور الدولة إذن إذا كان أهم مقوماتها وهما الصحة والتعليم قد أصبحا خارج الخدمة وتحولت الدولة إلى مجرد جابي متوحش أرهق الجميع وكأنهم أعادونا إلى عصور المماليك، فلا خدمة بلا مقابل وكل شيء باهظ الثمن ويفوق قدرة الناس واحتمالهم، والأخطر أن تتحول كل مؤسسات الدولة إلى ظهير سياسى للرئيس مع أنها ملك للشعب ولم تعمل لأجله وترعى مصالحه وأصبح الشعب كاليتيم على موائد اللئام، حتى نوابه باعوه من أجل مصالحهم وكسب رضا المؤسسة الحاكمة. 

أعلم أن جرأتى مؤلمة، لكن كان لا بد من تناول الأمر، لأن الأمر خطير والأخطر كيف نفض هذه الشراكة الخاسرة دون أن نهدم الوطن؟ ولماذا يكون التغيير دموياً وندفع ثمنه المزيد من الخراب والتقهقر؟ 

آن الأوان أن نتحلى بالشجاعة والإنصاف ونعلى مصلحة الوطن فوق شهوة الحكم والكراسي وأن نترك للشعب أن يقول كلمته عبر انتقال سلمى للسلطة وبشكل مدنى ووفق قواعد الديمقراطية المتعارف عليها، وإلا فكل البدائل تنذر بكوارث لا قبل لنا بها. لا تستهينوا بغضب الشعوب.. والله إنى أقولها لله والوطن ولو كان ثمنها عمرى أني أسمع أنين المظلومين وهدير الغضب يقترب ويقترب فهل يفعلها الرئيس؟

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
-----------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب