16 - 07 - 2024

قنا واللى منها!

قنا واللى منها!

محافظات الصعيد وجنوبه كانت ولاتزال حبلى بمشاكل نادرة ربما لا يسمع عنها أحد، مشاكل جلها إدارية وفقط، وقد استطاعت مصر 30 يونية وبالأرقام أن تتعاطى مع كثير من المشاكل الخدمية والاقتصادية بحيث شهدت هذه المحافظات ضخ ما يزيد عن 100 مليار جنيه استثمار فى البنية التحتية والخدمية وهذه حقيقة لا ينكرها إلا من به صمم، لكن وللأسف الشديد لم يشعر المواطن أو يسعد كثيرا بهذه الإنجازات على الأرض ،ويعود ذلك لسبب واحد ومتهم واحد لا شريك له، ببساطة هناك فساد إدارى لا ينكره أحد، ومسؤول عنه مسؤولية مباشرة وزير التنمية المحلية السابق والأسبق، بالأساس، قبل ان يكون مسؤولا عنه محافظ هنا أو محافظ  هناك. 

لا أعلم ما المغزى والمقصد من صمت وزارة التنمية المحلية عن تعيين قيادات بمختلف المدن فى هذه المحافظات، وفى القلب منها محافظة قنا التى انتمى اليها، من القيادات من اقرت المحاكم الإدارية باعوجاجه ومنها من تمت إحالته لهذه المحاكم وينتظر قراراتها، ومنها من حصل على جزاءات تفوق ما حصل عليه الزمالك "الذى أشجعه" من نقاط فى دورى هذا العام، ومع ذلك تم الدفع بهم والإستماتة على وجودهم لأسباب أرجو من الله أن تحاول الأجهزة الرقابية فى مصر معرفتها.

يسألني أحدهم، يجوز وزارة التنمية المحلية لا تعلم، وهذا ذنب أكبر، فهى طبقا للقانون منوط بها الاطلاع على صحف أحوال هذه القيادات بانتظام، والغريب أنه عند مناقشة الوزارة فى هذا الأمر تحديدا كنت ترى ردا عجيبا من المتحدث الرسمى للوزارة، نتركه لوقته.

مع حركة المحافظين لانزال نتعشم خيرا فى التشكيل الجديد للمحافظين وللوزيرة النشيطة "منال عوض" وزيرة التنمية المحلية  فى أن تنزل للأرض وتفض الاشتباك القانونى بين دور المحافظ فى تكليف رئيس حى أو مدينة دون الرجوع للوزارة، وأيضا اقالته دون الرجوع لها، وربما تكون تكليفات قد أتلفها الهوى، وإعادة النظر فى المسابقات العقيمة التى كانت تقيمها الوزارة لاختيار قيادات وسطى معظمها يرفض العمل فى الصعيد وجنوبه.

سعدت للغاية بحديث محافظ المنيا الجديد عن أن "رضا المواطن شرط لاستمرار المسؤول أيا كان هو" وكذا حديث محافظ الدقهلية الذى لا يفارق الشارع أنه لا شللية ولا استمرارية لمن أساء للمواطن، وكذا محافظ الأقصر النشيط  بحق والذى قام ب 6 جولات فى الشارع خلال الأسبوع الأول له. وراجيا من " محافظ قنا " الخلوق والذى لم يجمعنى به لقاء أو تم منع اللقاء من الأساس، بفعل فاعل، حاول ويحاول وضع اسوار حديدية مستمرة من أربعة اعوم ونصف وربما ستستمر مجددا، في أن يستمع للمواطن فى الشارع دون وسيط  قديم جديد هو متهم من الشارع كونه السبب بما وصل اليه الحال.

أتمنى من " محافظ قنا "  ان يخصص يوما لكل مدينة يجتمع فيه مع الأهالي دون وجود قيادات هذه المدينة أو وجود من يخشى الأهالي الحديث أمامهم، وساعتها سيرى من فعل بالمواطن كل هذا الإهمال رغم تعليمات القيادة السياسية بالاهتمام بالمواطن والصعيد وانفاقها 19 مليار جنيه فى عام وربع فقط لخدمته.

أما عن التعامل مع الإعلام فهو حديث ذو شجون، ويحتاج ثورة تصحيح داخل ديوان المحافظة ومحافظات الجنوب، بحيث يفهم المسؤول أن الاعلام لا يعنى "التطبيل والمدح وفقط " ويفهم أن قانون الصحافة يلزمه بالتعامل وحرية تداول المعلومات ويلزمه قبل ذلك بالاحترام وليس بوضع موظف أمن يحاول استفزازه وسط ضحكات المسؤول فى مكتبه وهو يحتسى الشاى الاخضر بالنعناع.

وفي اعتقادي الشخصي أن القرب من المسؤول غير مريح ولا يفرق مع صحفيين على شاكلتى فى شيء ولا فائدة منه ولا يبحث عنه إلا إعلامي المصالح وفقط 

هذا ما أقوله، وستكتب شهادتهم ويسألون.
--------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

قنا واللى منها!