17 - 07 - 2024

"شكرا يانفسي".. تعظيم سلام

شكرا لك أنك انتصرت أغلب الوقت على فجورك فربحت تقواها وكنت أنا، هكذا أعرف أن الأمر ليس باليسير ولكني دوما كنت أطلب العون من ربي فأنا بشر وأحب الحياة والمعركة مستمرة على مدار الفيمتو ثانية لا تتوقف كومضات جهاز قياس ضربات القلب والعرض مستمر. فجورها تقواها .. فجورها تقواها، وبينهما اللحظة الاصطفاء فإذا أمسكت بها صرت نبيلا، وإن أفلتتك صرت أحقر المخلوقات فنافقت وارتشيت وأكلت الحرام ومارست الطغيان والتجبر وسفكت الدماء. 

ما أعظم أن تقف أمام المرآ́ة وتعطي لنفسك التحية، وكأنك أمام الذي يقودك نحو الخير فتبدي له كل الاحترام والتقدير، أعرف أن بعضهم يقف أمام المرا́ة ليبصق عليها وأحيانا يحطمها، فهو وحده يعرف كم هو حقير وتافه وكم كان قوادا كبيرا في دنيا المال والسياسة، وما تلك الملابس الأنيقة إلا قناع يستر كل عوار النفس الدنيئة، وهذا الطوفان الهائل من العطور إلا ليمحو أثر النتن والعفن اللذين يضربان أطنابه، وهو وأمثاله يعرفون جيدا أنهم حفاري قبور الوطن ومصاصي دماء الشعب، نجوع ليشبعوا ونتعرى ليكتسوا ونشقى وتزداد معاناتنا ليرفلوا هم في النعيم الزائف، ولن يدركوا الحقيقة إلا ساعة الرحيل.

أولاد القحبة، كما وصفهم مظفر النواب، لن تناموا ملء جفونكم بعد أن رقصتم رقصة العار فوق جراح الوطن الموجوع، سنطاردكم في صحوكم ونومكم وسنقض مضاجعكم. سنباهيكم أننا القابضون على اللحظة الاصطفاء، فلم نكن يوما منكم نحن ملح الأرض وزادها، نحن عرق العمال في المصانع وكدح الفلاحون في الحقول وأغنية العائدين من النصر، أما أنتم فكل ريح عصفت بركب القافلة وتركتها تتخبط في صحراء قاحلة، أنتم أعوام الجدب وزارعو الشوك في فناء حدائقنا وسارقو الأحلام وبائعو الخبز الجاف . المرابون بأموال اليتامى (أولاد القحبة لا أستثني منكم احدا) وسيأتي يوم المقصلة، يوم الفصل لا المرحمة ساعتها يفرح المقهورون، وتمطر سماء الوطن أمنيات وتعم ربوع الوطن الأغنيات ويأتي يوم الحصاد . يرونه بعيدا ونراه قريبا، بل الأقرب من كل قريب ...

رسائل قصيرة .. 

إلى الحرف ( لا ) الحرف الإيمان والثورة، أعلم أنني ابنه الشرعي وتابعه، غير أنه علمني ألا أنحني..

إلى وطني.. عله يعرفني يوما .. 

إلى نفسي.. علها ترضى 

إلى بلادي .. ما أروعك حين تشرق الشمس  
-------------------------
بقلم: سعيد صابر  

مقالات اخرى للكاتب