جمعية في أمريكا إسمها الفاشلون المتحدون .. شروط الانتساب لها ان يثبت المتقدم فشله في المدرسة والزواج والعمل والعلاقات الاجتماعية كلها .
رئيس هذه الجمعية ألّف كتابا بعنوان "كيف تصبح فاشلا".. ولاقى الكتاب نجاحا فاق التوقعات.. مما دعا أعضاء الجمعية لطرد الرئيس بتهمة النجاح !
ياترى.. كم مليون فاشل في مصر من المئة مليون.. يمكن أن يروى قصته الفريدة مع الفشل من يوم ما ولدته أمه علي أرض المحروسة .
وكم مليون من هؤلاء يمكن أن يؤلف كتابا عن تجربته الفاشلة.. وكم مليون يمكن أن يقرآوا ذلك الكتاب .
فيتحول كل فاشل في مصر لمليونير.. بل قل لملياردير بين ليلة وضحاها .
ويصبح لدينا بدل الكام ألف عربية جاجوار الفاخرة.. مليونا .
وبدل العلمين .. عالمين .
الفاشل في مصر.. لديه حكاياته وتجاربه منذ نعومة أظافره، وبعد أن دعوا عليه قبل مولده .. روح يا ابني إلهي تتولد وتعيش وتموت في مصر .
ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة علي مصراعيها لذلك الدعاء الذى طال معظم المصريين .
فنال الواحد منهم نصيبه علي تلك الأرض.. بداية من المعاناة في الحصول علي شهادة محترمة تغنيه عن سؤال اللئيم .ومرورا باللهاث للحصول علي وظيفة.. يادوب تكفيه قوت يومه .. إلا من رحم ربي .
لو كان من المحظوظين من أولاد فلان أو علان ، أو واحدا من هؤلاء الذين أجادوا اللعب علي كل الحبال والأكل على كل الموائد، وابجني تجدنى .
ويبدو أن الفاشلين فاشلون.. ولو علقوا علي رقابهم فانوسا .فتجد الواحد منهم في مصر ولا عارف يكفي نفسه.. يفكر في الزواج من فاشلة أخرى.. ليضيفا إلى فشلهما فشلا آخر .. يتوج بمجموعة من الفشلة الجدد .. صبيان وبنات ، وربنا يديم الفشل يافشلة بامتياز .
وياريت الفشل وقف علي ذلك ..فهناك فشل متكرر.. فالواحد منهم - ولله في ذلك حكمة لانعلمها- يتحول من فشل لفشل .. فتجده راضيا قانعا بمعاناته اليومية .. مع زحام المواصلات ورزالات البشر الفاشلة أمثاله ، ومع فشله في تدبير فواتيره المزمنة .. مع المياه والكهرباء والغاز ومصاريف العيال وام العيال الفشلة برده .. والتي لا تنتهى ابدا .
وأضف لذلك ..فشله في التحرك من دائرة الفقر لما فوق الفقر بقليل . أو تحوله بقدرة قادر من طبقته التي كانت متوسطة لما تحت الفقر .. والله ينتقم منه المدعوق الدولار .
أيوه .. الفشل في مصر .. حاجة تانية .ولا ينفع معه تجارب لفشلة تروى في كتاب .أو رفع ايد للسماء ترجو الخلاص .. هو على رآى الإنجليز .. هوبليس كيس .. يعني حالة ميؤوس منها والعياذ بالله ، ولا ينفع معها دعاء ولا كشف رأس عند مقام الست الطاهرة السيدة زينب .. ولا حتى شموع تضاء عند محراب ..الست تريزا
---------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]
