27 - 07 - 2024

مستشفى أبوتشت بين الإهمال والمعاناة.. أهالي قنا يتساءلون: "هي عام أم مركزي؟"

مستشفى أبوتشت بين الإهمال والمعاناة.. أهالي قنا يتساءلون:

تعتبر مستشفى "أبوتشت" الواقعة في أقصى شمال قنا إحدى أكثر المستشفيات التابعة لوزارة الصحة التي تناولتها وسائل الإعلام وشكاوى الجهات الرسمية وصفحات التواصل الاجتماعي على محرك جوجل، ورغم ذلك، ما زالت تعاني من حالة إهمال شديدة أثرت بشكل كبير على أكثر من نصف مليون نسمة يعتمدون عليها للحصول على الرعاية الصحية.

بدأت معاناة المستشفى منذ 2741 يومًا، عندما تقرر هدمها وإعادة بنائها من جديد، ونقل خدماتها إلى مبنى قديم لمستشفى الحميات، الذي كان في السابق مرتعًا للحشرات والفئران بعد إغلاقه قبل عشر سنوات. 

ومنذ ذلك الحين، دخلت المستشفى مرحلة بناء بطيئة تفوق في مدتها بناء مدن كاملة في مصر، مع تأجيلات مستمرة ووعود غير محققة.

وزارة الصحة وضعت مستشفى أبوتشت كأولوية رابعة بعد مستشفيات "نجع حمادي"، و"دشنا"، و"قوص"، مما أثار استياء المواطنين الذين يعانون من الإهمال وسوء المعاملة في المستشفيات المجاورة مثل "فرشوط" و"نجع حمادي".

 المرضى القادمون من أبوتشت يُعاملون كضيوف غير مرغوب فيهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوفير أسرة العناية المركزة أو الدخول إلى العيادات الخارجية.

منذ يناير 2018، قامت وزارة الصحة بإرسال أكثر من 23 زيارة لمسؤولين من الفئة الأولى، بدءًا من الوزير ومساعديه، دون تحقيق أي تقدم ملموس في عملية البناء. 

تم إصدار 11 وعدًا بتاريخ الانتهاء والافتتاح الأولي، كان آخرها في 30 أغسطس، والذي لم يتحقق حتى الآن.

في تطور آخر، تم إرسال 16 مكاتبة رسمية من ثلاثة نواب لدائرة المستشفى لتحويلها من مستشفى مركزي إلى مستشفى عام، لكن الدعابة هنا أن وزارة الصحة أصدرت قرارًا كتابيًا بتحويلها، بينما رفضت وزارة المالية الاعتراف بالقرار لعدم وجود توقيع من الوزير. 

هذا التناقض أدى إلى فرحة زائفة بين القيادات الشعبية التي تبادلت التهاني على قرار اتضح لاحقًا أنه غير موجود.

الأمر الطريف جاء من نائب وزير الصحة الذي قام بزيارة المستشفى قبل أسبوع، حيث قام بتقييم العاملين وتعنيفهم أمام الجميع بسبب الأداء غير المتوقع في الظروف القاسية التي يعملون بها،  هذا الهجوم أصاب الحضور بحالة من الضحك الهيستيري، مما يعكس جهل المسؤولين الحقيقي بالواقع.

بينما تستمر المستشفيات المجاورة في الحصول على استثمارات ضخمة، مثل 41 مليون جنيه في عامين لمستشفى في مدينة مجاورة حصلت على تقييم منخفض، تبقى مستشفى أبوتشت في حالة من الفوضى والإهمال.

أهالي مدينة أبوتشت يوجهون سؤالهم مباشرة إلى نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة خالد عبدالغفار: "هل المستشفى عام أم مركزي؟ وأين أنتم يا معالي الوزير؟"