27 - 07 - 2024

فرنسا تعترف بمغربية الصحراء.. خطوة تاريخية تُشعل غضب الجزائر

فرنسا تعترف بمغربية الصحراء.. خطوة تاريخية تُشعل غضب الجزائر

في خطوة تاريخية ومفاجئة، أعلنت فرنسا اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، مما أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والدبلوماسية في المنطقة وخارجها. 

القرار الفرنسي جاء ليضع حدًا لسنوات طويلة من المواقف الضبابية والمفاوضات المستمرة حول هذه القضية الشائكة التي تعتبر من أبرز القضايا التي تواجه منطقة المغرب العربي.

فمنذ انسحاب الاستعمار الإسباني في السبعينات، كانت الصحراء المغربية محور نزاع طويل بين المغرب وجبهة البوليساريو، المدعومة بشكل رئيسي من الجزائر. 

المغرب يعتبر الصحراء جزءًا لا يتجزأ من أراضيه ويقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع، بينما تطالب البوليساريو باستقلال الإقليم. 

هذا النزاع أدى إلى توترات كبيرة في المنطقة، واستدعى تدخلات ومحاولات وساطة متعددة من قبل الأمم المتحدة والعديد من القوى الدولية.

القرار الفرنسي بالاعتراف بمغربية الصحراء يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الفرنسي، وجاء بعد دراسة معمقة ومناقشات موسعة داخل الأروقة السياسية الفرنسية، حيث أن الحكومة الفرنسية أكدت أن هذا الاعتراف يعكس التزامها بدعم حل سلمي ومستدام للنزاع، ويعزز من فرص الاستقرار والأمن في منطقة المغرب العربي. 

كما أن هذا الاعتراف يعكس عمق العلاقات الثنائية بين فرنسا والمغرب، التي تعد من أقرب الشركاء لباريس في شمال إفريقيا.

من جهة أخرى، كانت ردود الفعل في الجزائر حادة وسريعة، بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، تحدث عن قرار فرنسي  قضى باعتراف الايليزي بسيادة المغرب على صحرائه كاشفة – أي وزارة الشؤون  الخارجية الجزائرية – أنه  تم إبلاغ السلطات الجزائرية بفحوى هذا القرار من  قبل نظيرتها الفرنسية في الأيام الأخيرة قبل أن تسارع الى حذفه بعد ذلك من  موقعها الرسمي .

إصدار الدبلوماسية الجزائرية لبلاغ واستباقها لقرار سيادي لدولة وازنة  مثل فرنسا ، والمسارعة بعد ذلك إلى حذفه ، يؤشر على قراءتين الأولى تشير  الى محاولة قصر المرادية التأثير على قرار باريس بعد أخذها علما  استخباراتيا بهذا الاعتراف والثانية تؤكد حالة التخبط الدبلوماسي للعسكر  ومحاولة لي ذراع فرنسا بخصوص الموقف التاريخي الذي سيتم الكشف عنه عبر  القنوات الدبلوماسية الفرنسية والمغربية الرسمية .

بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية الذي نشرته وحذفته ، كشف جليا الطرف  المعني بشكل أساسي بنزاع الصحراء المغربية ، وفند ادعاءات قصر المرادية  واسطوانته المشروخة بحصر النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية  التي تلقت مؤخرا صفعة قوية من قبل الاتحاد الافريقي باستبعادها من لقاءاته  الدولية ، في انتظار التأكيد الرسمي للقرار الفرنسي الذي سيطلق رصاصة  الرحمة على الاطماع التوسعية لنظام العسكر .

الجزائر، التي دعمت البوليساريو لسنوات طويلة، رأت في هذا الاعتراف تهديدًا للتوازن الإقليمي ومحاولة لتهميش جهود المجتمع الدولي في البحث عن حل عادل للنزاع. 

المسؤولون الجزائريون دعوا فرنسا إلى إعادة النظر في قرارها والالتزام بموقف محايد يسهم في إيجاد حل تفاوضي يقبله جميع الأطراف.

هذا القرار الفرنسي جاء في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية، ويبدو أنه سيؤدي إلى إعادة تشكيل التوازنات السياسية في المغرب العربي.

كما أن الاعتراف الفرنسي قد يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية ويدعم جهوده في تحقيق التنمية والاستقرار في الصحراء، لكنه في الوقت نفسه يزيد من تعقيد العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة أصلاً.

أما المجتمع الدولي فبدوره يتابع بترقب تداعيات هذا القرار على المنطقة،  فبعض الدول رحبت بالقرار الفرنسي واعتبرته خطوة نحو حل النزاع، بينما عبرت أخرى عن تحفظاتها ومخاوفها من تأثيره على الاستقرار الإقليمي.

كما أن الأمم المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لمراجعة جهودها ومبادراتها في ضوء هذا التطور الجديد.

في النهاية، يمكن القول إن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ليس مجرد قرار دبلوماسي، بل هو تحول كبير يعكس تغييرات أعمق في السياسة الدولية والإقليمية. 

هذا القرار يضع فرنسا في موقف داعم للمغرب ويعزز من فرص تحقيق حل سلمي للنزاع، ولكنه في الوقت نفسه يفتح فصلًا جديدًا من التوترات والتحديات في العلاقات المغربية الجزائرية وفي الساحة الإقليمية بشكل عام.