06 - 10 - 2024

حورية عبيدة: أرادوا محو فلسطين من الخريطة فبات العالَم كله يتنفسُ اسمَها

حورية عبيدة: أرادوا محو فلسطين من الخريطة فبات العالَم كله يتنفسُ اسمَها

في ندوة (الطّوفانُ ولغةُ الوجعِ العالمية.. الإعلامُ الإنسانيّ) بصالون د."عبد الحميد إبراهيم الزّمبيلي":
حورية عبيدة : - سبعة عقودٍ و"هوليوود"تُضلّل العالَم وتُغنّي: "سنرقص غدًا في غزّة"
- ضرورة مخاطبة الجمهورَ العالميّ بشكلٍ إنسانيٍّ؛ فزمن الخُطب العنتريّة ولَّى وأدبر

سبعة عقود فشلت فيها القضيّة الفلسطينية الوصول للعقليّة الغربيّة؛ وظلت صورة اليهوديّ الضّحية صاحب الحق في العودة لأرض الميعاد؛ الذي يواجه "الإرهاب الإسلاميّ" هي المسيطرة على العقل الغربيّ.. ثم جاء "طوفان الأقصى" ليقلب الأمور رأسًا على عَقب؛ ويكسب تعاطفًا عالميًّا جماهيريًّا غير مسبوق؛ بعد نجاحه في تقديم القضية الفلسطينية بشكل إنسانيّ.. ولم يعد العالَم بشرقه وغربه يرى الحقوق الفلسطينية بعيون إسرائيلية وقحة.

كيف انقلبت الموازين وكسبت فلسطين ذلك الزخم العالميّ خلال بضعة أشهر في مقابل سبعة عقود من تزييف الوعي العالميّ ؟!.. هذا التساؤل كان محور ندوة: "الطّوفان ولغة الوجع العالميّة.. الإعلام الإنسانيّ" التي نظمها صالون د."عبد الحميد إبراهيم الزّمبيلي"؛ حيث استضاف الكاتبة الصّحفية والأديبة "حورية عبيدة"، قدّم الندوة د."حسام عبد الحميد" رئيس الصالون مُتتبعًا المسيرة الصّحفية والأدبية لضيفة اللقاء في مصر وخارجها؛ وشارك فيها: أ."مؤمن الهبّاء" الكاتب الصّحفي الكبير، د."محمود خليل" الإعلامي القدير، أ."سيد حسين" الصّحفي المخضرم ، د."محمد العزب" أستاذ الفلسفة الإسلاميّة بجامعة المنصورة، وّباقة من رجال الفكر والإعلام ولفيف من المهتمين.

في كلمتها قالت حورية عبيدة:

لتكن بدايةُ ندوتِنا من "هوليوود".. ففي أحد أفلامها نرى ممثلين أحدهما يسأل الأخر: ماذا وجدتَ بالطائرة وأنت متجهٌ إلى مكة ؟ فيردُّ عليه: دجاجًا وماعز مع العرب !!

ويسأله ثانيةً: وكيف وجدتَ لندن ؟ فيجيبُه الآخر بكثيرٍ من الازدراء والاحتقار: وجدتُها مليئةً بالعرب.. والنّساء خلفَهم يتشحن بالسّواد !!

1948 احتفلت "هوليوود" بنشأةِ الكيان؛ 1967 تظاهرة "هوليوودية" لتأييد حرب الأيام الستة؛ 1948 تقيم حفلًا ضخمًا راقصًا بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على قيام الكيان؛ غنوا فيه أغنية:"سنرقص غدًا في غزّة" !!

إليكم قصة "اليهوديّ" -كما يصوره الإعلامُ الغربيّ وكما رسّخه في عقول الغربيين- الذي عاد لأرضه الصّحراويةِ الجافةِ الجرداء.. حيث لا عمار ولا زراعة ولا حضارة.. فحولها لجَنّةٍ ومشافي وجامعات ومدارس ومؤسسات.. وباتت دولةً ديمقراطيةً وسط تخلفٍ رعويٍّ وإرهابيٍّ بالشرق الأوسط.

لكنّ"العربَ" لم يتركوه بحالِه؛ فحاربوه وخسِروا.. ثمّ استهدفوه بعملياتهم الإرهابية.. فقام اليهوديّ يعرض عليهم "السّلام" فرفضوا؛ فأدرك أنّ الحربَ ستفرض عليهم السّلام" فهكذا يفهم العربي لأنه غبيٌّ؛ إضافة لكونه نجسًا وقذرًا !! ولذلك أمَر الربُّ اليهودَ أن يتقربوا إليه بقتلِ عربيّ؛ وعلينا أن نُلقن أولادَنا بمدارسهم قناعاتِنا تلك ليحاربوا العربي أينما وجدوه" !! "على حد تعبيرهم".

وعلى هذا النَّهج سارت الأفلامُ الوثائقية والرّوائية وسلاسل الكارتون؛ توجِّه رسالة وحيدة للعالم مفادُها: الكيان حَملٌ وديعٌ؛ وهو الديمقراطية الوحيدة وسْط قطيعٍ من الذّئاب العربية !!

اليهوديّ أدرك أن زمن الخُطب العنترية الرّنانة لا تُجدي.. (ربما تُجدي بالداخل العربيّ فقط لتخديرهم.. حيث الجمهور تحركه العواطف.. فالجمهور أُنثوي الطّبع بمعنى أنثوي العاطفة؛ كما يقول علماء الاجتماع والنفس).. أَدركَ أنّ زمن: هتلر وموسوليني ولينين؛ وتجييش الجيوش الصليبية؛ واستمالة الشعوب عاطفيا قد ولّى وأدبر.

إذن فليكن سلاحهم الجديد: الفن والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ورؤوس الأموال الضخمة.. والاستفادة من القرية العالمية الواحدة للسيطرة على العقول وإن اختلفت مشاربُها.. فسلاح الصّورة الذي يُغْني عن آلاف الكلمات وإن كانت مفبركة.. فلا يهم.. لذا لم يكن غريبًا الانتشارُ السّريع والمكثف لكليات "الإعلام" على مستوى العالّم.. وصولًا لكليات أُنشِئت في تسعينيات القرن الماضي بأمريكا لدراسة عِلم "الإعلام المُضلِّل" !!

كيف رأت "هوليوود" طوفان الأقصى ؟ نعود لقصّة اليهوديّ العائد لصحرائه.. 

"ففي يومٍ سلميٍّ جميل.. كان الشّبابُ يرقصُ ويغني لأنه محبٌ للحياة.. هجم عليه الإرهابيون؛ وقتلوا 40 رضيعًا؛ فصلُوا رؤوسَهم عن أجسادِهم؛ ثم حرقوهم وطبخوهم !! واغتصبوا النّساء بشكلٍ جماعيّ متكرر !! أما النّساءُ الحوامل فقد قطّعوا أثداءَهن ورمَوها للكلاب !! لكن"دولتُنا" تحاربُ هذا الإرهابَ الإسلاميَ الأسود (لاحظوا: لا يسمونه إرهابًا فلسطينيًّا ولا عربيًّا).. لأجل أمريكا وأوروربا والحضارةِ الإنسانية.. إذن كلنا إسرائيل، كلنا إسرائيل.. (هتافٌ يتردّد).. هكذا كانت الرّؤيةُ الإعلاميةُ العالمية عقب طوفان الأقصى كسبًا للتعاطفِ العالميّ.

رأيُ أصحابِ القضيّة

باعتباري كاتبة وصحفية.. وقد أمضيتُ أكثرَ من عقدين خارجَ مصر.. حالفني الحظُّ والتقيتُ؛ بل وأجريتُ حواراتٍ وشاركتُ ندواتٍ مع أصحاب القضية؛ سواءٌ من أبناء جلدتها؛ أو الذين يتخذونها قضيَتهم؛ باعتبارها مربطُ فرسِ قضايا عالمنا العربي والإسلامي؛ بها تنفك العُقد وبها تنعقد.

لن أُحدثَكم عمّا قاله "محمود درويش"؛ فكما قلت آنفًا أن اللغة الثورية والخُطب الرنانة لم يعد هذا زمانُها، لكن ربما "غسان كنفاني" القائل: أن القضيةَ عادلةٌ والمحاميَ فاشلٌ.. بدا ملامسًا أو إرهاصات للطريقة المثلى اللائقة بعصرنا هذا.

ممّن تطورت أفكارهم والتقيتُهم كان "إبراهيم نصرالله"؛ الرّوائيُ الفلسطيني الذي قال لي:

سلاحُنا الفنُ والأدب.. فالبندقيةُ غيرُ المثقفةِ لا تُجدي نفعًا.. وحين بدأ العالم يهتم بالمعاناة الإنسانية بعد أن أصبح قرية واحدة.. تَرجمتُ روايتي (براري الحِمى) بعد صدورِها بـ 26 سنة.. كذلك (الملهاةُ الفلسطينية) وهي ملحمةٌ تراثيةٌ بحثيةٌ روائيةٌ؛ تتكون من 7 روايات؛ تغطي 250 سنة من تاريخ وطنِه، ركز فيها كذلك على الدورِ الثقافي لمسيحيي فلسطين، وكيف أن أول "امرأةٍ" مصوِّرةِ فوتوغرافيا مسيحية، ثم 3 روايات (قناديلُ ملك الجبل) تغطي 85 عامًا من القرن الـ 18 قائلًا: "فلسطين وطنٌ غيرُ مسموحٍ بالخطأ في تاريخِه".. ثم روايةُ (حربُ الكلب الثانية) عن توحشِ البشر.. والتي تحولتْ لفيلمٍ عالمي.

"مها السّقا" الفنانة التي تقاومُ وتنشر قضيتَها بالإبرة والخيط.. بأزياءٍ تراثية.. ترسم الطّبيعةَ والعاداتِ والتّاريخَ والعَلمَ والكوفية والأطعمة.. معها نساءٌ يغزلن الحنينً بأناملهن، تطرزُ ملابسَ العروسِ التراثية لكل قرى ومدنِ فلسطين، حيث ثوبُ العروس من "غزة" يختلف في النقش والألوان عن "يافا" أو "حيفا"أو "رام الله" وغيرها.. وهكذا.. وملابسَ رجلِ الدّين المسلم والمسيحيّ، وزي المدارس وأثوابَ الجدات.

معارضها الشوارعُ والحواري بفلسطين وأمريكا.. حاربت لتدخل موسوعةَ "جينيس" بثوب الجدات بمساحة "ملعب كرة قدم" مليء بالزخارفِ الكنعانية.. كلُّ هذا بسبب "طالبٍ فلسطيني" ركب "طائرةَ العال" ، كانت عليها مضيفة؛ ترتدي ألوانَ ونقشَ جدات فلسطينيات وتدَّعي أنه تراثُها الوطني.. وحين أنكر عليها ذلك، قالت: لو كان تراثكم للبسته نساؤكم !! أبلغ الشابُ "مها السقا" فبدأت من فورها مسيرتها الفنية.

"واسيني الأعرج"؛ الأديبٌ والروائيٌّ والأكاديميٌّ العالميٌّ الجزائريٌّ؛ الذي يعيش بفرنسا.. له ثلاثون روايةٍ.. وتناولت مجهوداته أكثر من ثلاثين رسالةِ ماجستير ودكتوراه قال لي: الذاكرةُ العربيةُ حال استنهاضِها واستيقاظِها تصبحٌ كالعاصفةِ لا يستطيعُ أحد مقاومتها.

وقال: أن القضيةَ الفلسطينيةَ قُدمت سياسيا فلم يشعر بها الآخر.. فالآخر يجب الدخولُ إليه بشكلً إنسانيّ- بحكم غربتي وإقامتي بينهم مذ عقود طوال - فكان هذا الباب الذي ولجته في روايتي (سوناتا لأشباح القدس) للعبورِ لأجل إقناعِ القارئِ العالمي.

"منال ديب"؛ فنانةٌ تشكيلية فلسطينية مقيمةٌ بأمريكا.. رسمَت على جدرانِ"رام الله" فطاردُها المحتل، هاجرت لأمريكا.. وعرضت بأهمِ قاعاتها؛ ضفّرتْ قضيتَها باللغةِ العربية وبالقيم الإنسانية.. وكثيرًا ما كانت معارضُها تتحولُ لندوةٍ دون ترتيبٍ مُسبَق؛ نتيجةً لسؤال المريدين عن معنى لوحاتِها وأُسسِ قضيتِها الفلسطينية.. فتتسعُ دائرةُ التعاطف.

"نصير شَمّة"؛ الموسيقارُ العالميّ العراقيّ؛ الذي قدم العديدَ من الحفلات في أوروبا تشرحُ القضيةَ الفلسطينية وتدعمُ فعالياتِ "يومِ الأرض" و"يومِ القدس" و"الانتفاضة".. واستقاها كلَها من عيونِ الشّعرِ الفلسطيني.

"شفيق الخليل أبو بشار"؛ مؤرخٌ ومفكرٌ ومحللٌ سياسيّ وإعلاميّ فلسطينيّ، قضى عمره بأمريكا ينافح عن القضية الفلسطينية ويبصّر بحقيقة الصهيونية، وله العديد من الكتب باللغة الإنجليزية، اتصل بي ذات مقال يستأذنني في ترجمة كل ما كتبته من مقالات وقصص للغة الإنجليزية ونشرها بالصّحف الأمريكية، ثم سألني: "هل انت من أكلة الزيت والزعتر"؛ فذلك القلم الجرئ لا نعهده فيمن كَتب عن فلسطين إلا من أهلها؛ فلما علِم أني مصرية؛ ابتهج قائلًا: أنتم من ساندتم القضية الفلسطينية على مدى التاريخ القديم والحديث.

فضلًا عن: أنور الخطيب/ د.يوسُف حِطّيني/ ربا شعبان/ جميل داري/ سمير الحاج/ محمود مُفلح وغيرهم.. كتبوا دواوينَ ورواياتٍ وموسوعاتٍ وكتبًا نقدية وقصصية تحفظُ التراثَ الفلسطيني؛ وتحكي معاناةَ الفلسطيني؛ وتمت ترجمةُ ُ إبداعاتِهم لأكثرِ من لغة.. والفضلُ يعود للمهاجرِ الفلسطيني في بلادِ الغربة والمنافي المختلفة الذي يسعى لترجمة إنتاج مبدعي وطنه.. يلعبون دورًا بات بديلًا عن دورِ السّياسيّ الثوري الذي عهدناه بخطبِه الرنّانة.

وأنا بدَوري قد حذوتُ حذوهم.. فكتبتُ مقالاتٍ عدة؛ وقصصًا قصيرةً؛ (ومئاتِ الخواطر ربما ترقى لمرتبة الشِّعرِ الحُر.. لكني أهابُ طباعتَها وسأعرضُها على النقادِ بإذن الله)، تناولتُ فيها مآسي الشّعب؛ من الأسير؛ للطفل؛ للفتاة؛ للجَدة؛ لأم الشهيد؛ لمعاناة التدريس؛ لطمس الهوية ؛ واحتفالات يوم الأرض؛ والعودةِ؛ والقدسِ؛ والتراثِ الفلسطيني؛ بل ومعاناة الفلسطيني بدءًا من جدران المطارات الباردة وصولا للمنافي وبلاد الغربة.. وغيرها؛ كلها تعزف على الوتر الإنساني؛ منها: "خديجة لا تُغلقي البابَ"، "أحِنُّ إلى أمي أحِنُّ إلى نور"، "حدوتةٌ قبل العيد"، "اتركوا فلسطين لأهلها"، "أقصانا أم أدنانا ؟"، "أغنامٌ على ظهر السفينة"، "العروسُ مستوفيةُ الشّروطِ لكنّها متزوجة !!"، "هل باع الفلسطينيون أرضهم"، "حنظلة في غزة"، وغيرَها من القصص والمقالات.

السّينما ووضوح الرّؤية والهدف: مِصر !!

ننتقل لمثلث الهيمنة: المال والسّيطرة والقوة؛ فأكبر 5 شركات في العالَم لصناعة السّينما سيطرَ عليها اليهود.. البداية في ألمانيا؛ ثم فرنسا؛ ثم "مصر" باعتبارها أهمُ بلدٍ بالشّرق الأوسط والأدنى؛ فأنشأت دور عرض في القاهرة والأسكندرية وبورسعيد.

وصناعة السّينما تعني: آلاتُ عرضٍ وتصويرٍ؛ وأفلامٌ خام؛ ودورُ عرضٍ؛ وإعلاناتٌ بالصّحفِ والشّوارع.

كانت عائلات اليهود بمصر:"مزراحي وشيكوريل وقطّاوي وموصيري وعدس وسويرس وريو ومنَشّا" وغيرُهم همُ المالكونَ المسيطرون.. والمدهشُ أنّهم أنشأوا أولَ غرفةٍ لصناعةِ السينما عام 1927؛ ولم يكن عندَنا فيلمٌ مصريٌّ واحدٌ !! فجلبوا أولَ عروضٍ في السينما فكانت أفلام: سِفرُ اليهود/ اليهوديُّ التّائه/ المرأةُ الأسيرةُ التي أصبحت ملكة/ قمرُ إسرائيل/ اليهودُ في المستعمرات.. "والذي تم تصويرُه في فلسطين" !!

المذهلُ فيلم: (مغني الجاز) وهو أولُ فيلمٍ ناطقٍ في تاريخِ السّينما العالمية؛ بعد أن كانت السّينما صامتةً؛ وكانت أولُ جملةٍ سمعها الجمهور: "هاي مامي".. الشّركة المنتجة كانت يهودية؛ والقصةُ يهودية؛ وتم عرضه بمصر.

إذن؛ فالقضية عندهم كانت واضحة، واستغلال الفن كان أحد أهمِ الطرقِ لعمليةِ غسيلِ أدمغة الشّعوب !!

فيلم (بن هُور) عُرض بمصر؛ وعملوا له دعايةً غريبة.. أتَوا ببعضِ الحمير وكتبوا عليها: وحدُهم همُ الذين لن يذهبوا للسينما !! كان البطلُ يهوديًّا ومعه عربي "العربيُ كان خسيسًا دنيئًا مقامرًا يحب المالَ"!! .. وفكرته تناصر اليهود وتُسيء للعربي.. وتُبين أن اليهوديَ حلالٌ للعُقد وطيبٌ، وبالمناسبةِ.. هذا الفيلم تم انتاجُه وتمثيلُه ثلاثَ مرات.. في عشرينيات القرن الماضي ثم خمسينياته ثم 2016.. أي للفيلم 3 بوسترات إعلانية.

الهدم والتّوليد

تغييرُ صورةِ اليهوديّ العالميةِ النّمطية كان هدفُهم من الفن؛ لأنه في مسرحية "تاجر البندقية" لوليام شكسبير؛ وفي الأدب الأمريكي والأوروبي عامةً: خسيسٌ ومرابٍ؛ فاستغلوا السينما لنظرية: "الهدمِ والتوليد"؛ أي تغييرُالصورة النمطية عنه؛ وتوليدُ وخلْقُ صورةٍ أفضل.

1948 حدثتْ ثورةٌ في "الأسكندرية".. فقد عُرض فيلمُ "كاليفورنيا"؛ يحكي عن شابٍ وغانية يبحثان عن ثروةٍ في أمريكا.. وبه مشهدٌ يقرأ فيه البطلُ كتابًا عن "أرض الميعاد"؛ بأنّها أشهى من السَّمنِ والعسل.. فخرج الجمهورُ لأولِ مرةٍ بمظاهرةٍ؛ وطالبوا بوقف عرضِ الفيلم.. فتوقّف ، لكنهم عرضوه بعدها في "القاهرة" وتقبلُه الجمهور !!

وضَح تمامًا اهتمام اليهود بالأفلام المصرية للوصولِ لأكبر قاعدة جماهيرية ، فكان "توجو مزراحي" اليهوديّ في "الإسكندرية" - من سوريا وقد اختار لنفسه اسمًا مسلمًا ثم عاد لاسمه الحقيقيّ- عمل فيلم "إكسبريس الحُب" يروِّج للصّهيونية !! ثم "راقية إبراهيم" اليهودية؛ والملقبة بـ "المرأةِ الأفعى"؛ واسمُها الحقيقي: "راشيل إبراهام" مولودةٌ بحي "السكاكيني"؛ من أسرةٍ فقيرةٍ، عملتْ خياطة وخادمة ثم بائعة في محلٍ يهودي، وتزوجتْ من فنانٍ مصريّ؛ فمثلتْ وأنتجتْ بماله..ثم راسلتَ السّينما العالميّة باعتبارها مضطهَدة في "مصر" لكونها يهوديةً؛ لتحظى بمكانةٍ بين يهود الغرب، لأن يهود الغرب كانوا يحتقرُون اليهوديّ المصريّ الفقير.

ثم توالى الفنانون: ليلى مراد؛ ومنير مراد؛ وزكي مراد؛ ونجمة إبراهيم؛ وصالحة قسيم؛ وإستر شطاح؛ واستيفان روستي؛ وكاميليا والتي قالوا أنها مسيحية تربّت في أسرة يهوديّة؛ ونجوى سالم؛ وإلياس مؤدب؛ وثريا فخري.. وتم إنتاج 100 فيلم مصري بشكل متواصل ومتسارع لدخول قلب المصريين.. فلَمّا اطمأنوا أنتجوا مجموعة أفلام تحت اسم "شالوم" !!

كانوا يروِّجون لأفكار الصّهيونية في اجتماعاتهم مع الفنانين؛ وانتشرت جمعياتُ "الموساد".. وكثير من هؤلاء الفنانين كان يرسل أموالَه للمستعمرات في فلسطين ومنهم من زار الكيانَ أو هاجر واستقر فيه.

كنا في حالة "عدم وعي" بتلك الأفكار المدسوسةِ في الأفلام.. لدرجة أن الحكومة المصرية حينما حاولت فرضَ ضرائبٍ على تلك الأفلام.. تدخلت المفوضيةُ الأمريكية عام 1932؛ وقدمت للخارجية المصرية احتجاجًا مكتوبًا: وتبعتها فرنسا واليونان !!

السّينما كانت كذلك بها مكتبةٌ ومدرسة؛ وتقام فيها اجتماعاتٌ خصوصًا في منطقتي: "الضّاهر" و"السكاكيني".. وقد خرج صهيونيٌّ من أحد هذه الاجتماعات قائلًا: كنتُ مرتابًا في نجاح مساعينا، والآن صرتُ متأكدًا بل وضامنًا تحقيقَ آمالِنا.

إليكم بعض عناوين الأفلام مذ 1911 ذات توجهٍ صهيونيّ: إستر منقذةُ إسرائيل/ خروج بني إسرائيل/ يهوديت التي قطعت رأس أليجانا/ داوود وجولييت/ ابنة يفتاح.

انتشرت المحافل لتضم وتستقطب الفنانين أمثال: يوسف وهبي، محسن سرحان، حسين رياض، محمود المليجي، حلمي رفلة، زكي طُليمات، كمال الشّناوي، أنور وجدي، فريد شوقي، عبد السّلام النابلسي، سراج منير، فؤاد شفيق.. وقيل أنهم كانوا يمارسون طقوسًا ماسونية داخل هيكلهم السّري قائلين: "باسم مهندس الكون الأعظم".. ويعصبون أعين "محسن سرحان".. ربما بعضهم لا يعلم ذلك الفخ والبعض يَعلَم.. وكثيرون أنكروا واعتبروا أن الانضمامَ نوعٌ من الوجاهة الاجتماعية !! المهم حِرص الماسونية على جذب الفنان المصري والعربي بسبب تأثيره وجماهيريته.

دور السّينما العالمية

غالب إنتاج السّينما الأمريكيّة كان لصالح اليهود، أشهرها فيلم "العرّاب".. التّركيز كما قلنا على السينما لتتغيير صورة اليهوديّ؛ حيث كانت صورته النمطية: أنه يتسم بالدّهاءِ، وحبِّ المالِ.. الاستغلاليٌّ.. المُرابي.. أنفه كبير.. يبثُ الخوف في نفوس الآخرين.. ملامِحُه حادة.. بخيلٌ.. ظهرهُ محنيٌّ، وطبعًا كما اسلفت كانتِ الصورةُ مأخوذةً من "تاجر البندقية"؛ حيث قدم اليهوديَ المُرابيَ "شايلوك"، لذلك أنتجوا فيلمي: "خيوطُ المصير" و"مغني الجاز" ليتعاطفَ الغربُ معه ودمجه في المجتمع وعدم إظهاره كشخصية منفصلة عنهم.

رويدًا رويدًا.. ظهروا كضحايا "للهولوكست".. ثم الدعوة لاستيطان فلسطين.. ثم عشراتُ الأفلام التي تُحسن صورته؛ وتشوه العربيَ البدويَ القذرَ الجاهلَ الإرهابيَ؛ بل وتدعم العمليات الإجرامية تجاه الفلسطينيين مثل منظمة "إرغون" التي تبنت مسؤولياتِها تاريخيًّا عن المجازرِ المرتكَبة ضد الفلسطينيين.. وأخيرًا الدّعوة لتجنييد ممثلين عالميين لجمع التّبرعات؛ مثل "مارلون براندو" المتحدث الدّائم باسم حملات تبرعاتهم.

1948 أنتجوا فيلمًا يحكي قصة "أم يهودية تشيكية"؛ تبحثُ عن ابنها الضائع جراء الحربِ العالمية، فتُظهر بشكلٍ إنساني صورَ المأساة على وجوهِ الأطفال؛ والخوفِ الذي يعتريهم حتى من فرق الإسعاف.. ويمتدُ الفيلمُ ليطرحَ مأساةَ أطفالِ اليهود في أوروبا بصفة عامة؛ وكيف أنهم يبحثون عن مأوىً لهم.

يخرج جمهور الفيلم في حالٍ من الشّفقة؛ يفكرون ويبحثون عن حل (تلك مسألة ذكية من وجهة نظري؛ أحيي المؤلف الذي يترك النهايات المفتوحة؛ ويشرك القارئ في الحل ثقةً في ذكاء القارئ).

تمتد الأفكار السّينمائية الغربية لتبين أن فلسطين أرضٌ خاليةٌ من السكان، ويقطنها بعض الجهلة الذين لا يملكون دولة حقيقية.

ثم فيلم "المشعوذ".. 1953 وهو أول فيلم يتم تصويره كاملًا في "فلسطين".. يرصد أحدَ الهاربين من أفران النّازية؛ والذي يلتمس وطنَه الجديد في فلسطين.

1960 فيلم "نزوح".. ومن بين النازحين "آري بن كنعان" القياديُ في عصابات الهاجاناة اليهودية، وهذا من أهم أفلام الدّعاية الصّهيونية.. ومن أكثرِها تأثيرًا على المتلقّي الغربيّ، وقد خلق تعاطفًا رهيبًا مع قضيتهم.

هذا الفيلم يوضح كيف أن اليهود يمرون بمراحل من الكفاح: الظلم والاضطهاد؛ ثم الهروب؛ ثم الاصطدام بوحشية العرب الذين يريدون قتلهم في السفن أو سجنهم في إحدى الجزر بالبحر قبل الوصول لأرض الميعاد.. لكن إيمان اليهود بالصّهيونية جعلهم ينتصرون في النّهاية.. والنّصر عندهم هو: "بناءُ الدّولةِ اليهودية".

الفيلم حاز عدةَ جوائز أوسكار.. ولا يؤرَّخ للسينما إلا مرورًا بهذا الفيلم.. والذي كان سببًا في كسب تعاطف الجمهور العالميّ.

2005 كانت البداية لظهور أفلام بشكلٍ واضحٍ تتحدث عن الصّراع العربيّ الإسرائيليّ؛ فقد قدمت الأفلام اليهود كضحايا تاريخيين؛ في الأول ضحايا للنّازية؛ والآن يكملون مسيرة آبائهم في إقامة دولة اليهود؛ ومايفعلونه في فلسطين مجردَ الرّدِ على الإرهابيين كي تظهر صورةُ الإسرائيلي المتزن نفسيًا وفكريًا.. باعتبارهم يحملون مشاعرَ إنسانيةٍ تنشد حقوقًا عادلة في إيواء أطفالِهم وتعليمِهم.

المدهشُ؛ أحد المهاجرين رأى معاناة الفلسطينيين فعمل فيلمًا اسمه: "الحُب والظّلام"؛ يحكي معاناة الطّفل الفلسطيني؛ وكيف أنّ فلسطين مكانٌ يتسعُ للجميع؛ وحاول الفيلم إظهار أن الطّفلَ الفلسطينيّ والإسرائيليّ ضحايا من خلال علاقةِ طفلين عمريهِما 7 سنوات متجاورَين في السكن، فقُدمت ضده شكاوى؛ وهوجم وتم تعنيفه؛ ولقنوه كيف يجب عليه أن: يرى الطّفلَ الفلسطيني بعيونٍ إسرائيلية !! ومن منظور "الحق التّاريخي".. كما هوجم الفيلم بطبيعة الحال من الجانب العربي أيضًا.

فإذن فَهِمَ أدباءُ العرب؛ وحاولوا وقدموا؛ بعيدًا عن السّياسةِ والخُطبِ العنترية.. وكان جهد هؤلاء الإرهاصات الأولى للرؤية الإنسانية التي تبناها "طوفان الأقصى".

طوفان الأقصى

ثم جاء الطّوفان؛ واستطاعوا استغلال الميديا ووسائل التّواصل ونقل المعاناة الإنسانيّة للعالم المخدوع.. وأصبحت عبارة "روح الرّوح" تتردد عن الجَد الذي فقد حفيدَته.. وغيرها من كلمات رددها العالم -شرقًا وغربًا - باللغة العربية؛ وفندتِ الصّحافة الصّورةَ المغلوطةَ للمقاومَ الفلسطيني الذين اتهموه بحرق الطّفل والاعتداء على المحتفلين في يوم السّابع من أكتوبر.. كما كانت المعاملة الإنسانية (بين قوسين الإسلامية) للأسرى الإسرائيليين تنشرها وكالات الأنباء.

 ركّز "الطّوفان" في إعلامه على معاناةِ فلسطين الإنسانية؛ قد فقِه الدّرس؛ ولم يحذو حذو الزّعماء العالميين المشهود لهم بالخطابات التعبوية؛ حتى في خطابات "أبو عبيدة.. لاحظوا".. نقلوا الجوعَ؛ والعطشَ؛ والقتلَ؛ والذبحَ؛ والحرقَ؛ والتشريدَ؛ والتهجيرَ؛ والهدمَ؛ وبقرَ البطون؛ وقطعَ الأعضاء للأحياء؛ وانقطاعَ الكهرباء؛ ونفادَ الوقود؛ ووفياتِ الخُدّج في الحضّانات؛ وضرْبَ المشافي. 

ويا للعجب؛ حين نرى "هوليوود تعدل مسارها !! فهذه المآسي أزعجت "هوليوود" نفسَها - الذّراع اليمنى النّاعمة للصّهيونية - لدرجة تأجيلُها لفيلم "سنو وايت" للممثلة وعارضة الأزياء الإسرائيلية "جال جادوت" التي مثلت فيلما وثائقيًّا كاذبًا عن بلدها بعد "طوفان الأقصى"؛ فانصرف عنها الجمهور (لاحِظوا).. 

حتى كُتّاب السيناريو اليهود توقفوا ولم يكتبوا تغريدةً واحدة ضد المقاومة أو تأييدًا لدولة الاحتلال.. وخرج المخرج "نيثان جليرز" في حفل الأوسكار وشبّه الصّهيونية بالنّازية!!

الخلاصة:

نعيش الآن مرحلة (القوى الإنسانيّة العالميّة).. التي ترفض الانصياع لأنظمة دوليّة صنعتها تحالفُ قوى الأنانيّة والعنصريّة والهيمنة على الشّعوب.. انظروا للحراكِ الطّلابيّ بالغرب.. انظروا للحراكِ الشّعبيّ في العديد من دول العالّم؛ يرسلون رسالةً واحدةً لغزة مفادُها: "قد وصلَنا وجعُكم وفهمناه؛ وإن لم نكن نعرف اللغة العربية.. فقط يكفينا أن بيننا لغةً إنسانيةً يشترك فيها جميع البشرلا تحتاج لترجمة.

التعاطفُ الإنساني العالمي أعاد - حتى في الغرب - فتح ملفات العراق وأفغانستان والجزائر والبوسنة ومالي والاستعمارِ في إفريقيا.

سبحانك ربي في ديننا الذي يخاطب الفطرةِ الإنسانيّة؛ العقولُ تختلف وتتعدد مشاربها؛ لكن تبقى الفطرة بإنسانيتها تَجمع الشّعوبَ مهما اختلفت لغاتُها.. وهنا أذكر جملة قالها الرئيس الأمريكي الأسبق "أوباما": لم استطع الوفاء لفطرتي والوقوف مع الجانب الفلسطيني؛ وإن فعلتُ لَما أصبحتُ رئيسًأ".

أُخيرًا.. أدعو صنّاعَ السّينما ليضطلعوا بواجبهم؛ وليحذوا حذوَ عدونا المترقِب.. وليقوموا بمسؤلياتهم بكل تحدٍّ تجاه قضية فلسطين العادلة؛ وتوعية الجماهير؛ وكسبِ التّأييد والتّعاطفِ العالميّ كما فعلتِ اليهود؛ فالطوفان حوَّل دفّة العالَم من "جنونِ القوة" إلى "قوةِ الفكر".. والجماهير مفتاح السِّر.

تعقيبات

عقّب د."حسام عبد الحميد" بقوله: أن الاحتلال الإسرائيلي هو آخر تجربة إنسانية استعمارية في العالم؛ وذلك باعتراف العالَم الغربي نفسه؛ وأنها كضرس العقل يحتاج خلعه للدماء والآلام؛ وأنّ "الطوفان" غيّر المعادلة ونجح في توصيل القضية للعالم كله.

وفي تعليقه قال د."محمود خليل": كلنا نحيا في هَمٍّ وآلام واحدة؛ أمّا عن باع اليهود الطويل في استخدام السَينما خدمة لأفكارهم؛ وبصيرتهم الواعية السّابقة علينا بمراحل فأقول: أنا لا ألومَ المستبدَّ إذا تعنّت أو تعدّى.. فسبيله أنْ يستبدَّ وشأننا أنْ نستعدَّ؛ من أول "وداد عَرفي" الذي كان يُعلّم اليهود العرب تأسيس الكيان الصّهيوني، و"سامي بلاص" العراقيّ؛ و"أنطون طبيب" اليمنيّ؛ و"يهودا إبشواع" المصريّة؛ الذين قدّموا صورة مغلوطة عن العرب؛ وكيف خرج "سبايا التّلمود" من بلادنا مِن قدور المَنِّ والعسل؛ وماذا قالوا عنّا بعد أن أكلوا خيرنا وخدموا غيرنا.

وأضاف أنّ السّينما تفريعة على الثّقافة؛ وهي بدورها تفريعة على السّياسة وعلى مَن يُبْصر ومَن يقول؛ "الطّوفان" كان عودًا على بِدء؛ فقد آن الآوان لتهشيم زجاج الوعي الصّهيونيّ على كل الأنساق وفي كل المواطن؛ وما حدث في انتخابات بريطانيا وذلك المعبأ بالحقد البوذي؛ ومع "ماكرون" في فرنسا؛ و"بايدن" في أمريكا؛ من تردٍّ وسقوطٍ وفشلٍ كلها موجات وتردّدات لطوفان الأقصى؛ والله نسأل ان نكون "شهود عصر" التّغيير الكبير كما كُنّا ضحايا عصر "السّحق الكبير" ونتَاج قرن المذابح المليونية الذي مضى ولن يعود إن شاء الله.

بينما اشار أ."مؤمن الهبّاء" إلى أنّ الذي يغير الآن من الرّأي العام العالميّ إضافةً للأدب والفن هو امتلاك أداة القوة والزّخم الهائل الذي امتلكه "طوفان الأقصى" من التّضحية بالنّفس والمال وبكل ما يملكون.. أخرج مشهدًا عالميًّا صادقًا عن القضية وعن صفات العرب وصورتهم المشوهة عند المتلقي الغربيّ.. وصِدق "الطّوفان" جعل الإعلام الغربيّ الكاذب يتلاشى؛ والعالَم حقيقةً يحترم القوة؛ ويحترم الذي يدافع عن قضيته.. ووجه اللوم للإعلام "العربيّ" المُغيَّب والمتخبِّط في غياهب الأفكار القديمة والذي لم يكن على مستوى الحدث؛ بل ربما يتماهى مع الخطاب الصّهيونيّ من حيث تثبيط الهِمم وتسفيه المقاوَمة ومعاناة الفلسطينيين منذ عقود !!

بينما أشار أ."سيد حسين" إلى ضرورة قراءة كتاب "السّينما اليهودية" للأستاذ "أحمد رافت بهجت"؛ حيث يوثق ويفضح الصّهيونية العالميّة باستخدام فن السّينما، وأضاف كيف أنّ المفكر اليهوديّ الأمريكيّ"نعوم تشومسكي"؛ حين جاء إلى مصر وقال: "أنّه من أكثر دروس التّاريخ وضوحًا أنّ الحقوق لا تُعطَى بل تؤخذ بالقوة".. ولقوله تعالى: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة.." وهنا جاءت كلمة "قوة" بالتّنكير.. والتّنكير يفيد الشّمول؛ بمعنى كل أنواع القوة؛ سواء أكانت ناعمة أو صلبة، ومن هنا أُحيي الفلسطينيين وطوفانهم الذي يعيد زرع ثقافة القوة داخل أنفسنا بدلًا من ثقافة الاستسلام التي طعنتنا بها اتفاقية "كامب ديفيد".

وأشار د."محمد العزب" إلى قول فضيلة الشّيخ "محمد الغزاليّ" بأنّ القضيّة الفلسطينية - بل والإسلام نفسه – قضية عادلة وقعَت بيد محامٍ فاشل.

شاهد الندوة بالفيديو