06 - 09 - 2024

مصر الحقيقة والورق

مصر الحقيقة والورق

في معظم الدوائر الحكومية لو اطلعت على تقارير رسمية لوجدت معدل الأداء والتقييم تشير أنك في سنغافوره، فتقارير الكفاءه السنوية أغلبها ممتاز لا فساد ولا رشوة ولا تراخى في الأداء، وعلينا أن نصدق الورق ونكذب الواقع المرير الذي يقر أننا نقبع في قعر التاريخ، ولا تصنيف لنا عالميا سواء في الصحة والتعليم ودخل الفرد وإنتاجيته، إذا ما الحلول؟ .. الحل هو تغيير شامل في أسلوب إدارة البلاد، ففى الإدارة مثلا تنتقل الدولة من المركزيه إلى النظام الكونفدرالي (الولايات والأقاليم) وتبقى مركزية الدولة في الدفاع والأمن والمنظومة القضائية، وتبقى حافظة نقود الدولة البنك المركزي ووزارة المالية ضمن مركزية الدولة أيضا، هذا يوزع على جميع الاقاليم ويسهل من عملية الادارة والسيطرة وتحديد مواضع الخلل ومحاسبة المقصرين. 

نعود الى الولاية وكيفيه إدارتها، تعادل الولاية جغرافيا المحافظة عندنا، ويكون المحافظ هو حاكم الولاية، وتنقسم الولاية إلى مقاطعات (مراكز) ويكون لكل مركز حاكم يعاون حاكم الولاية (عمدة المركز) ويدير شؤون المركز الذي تتبعه عدة قرى وتشكل مجالس شعبية مصغرة بها لجان توعية كتلك التي في مجلس النواب لإداره ملفات الصحة والتعليم والأمن والزراعة والصناعة وخلافه .. بقيت عملية الموازنة المالية وتقوم فيها الدولة المركزية بإعطاء حصة من الموازنة العامة لكل إقليم (محافظة) وفق عدد سكان وموارد الإقليم نفسه، ويكون اختصاص كل حاكم ولاية بمعاونة جهازه الإداري وعدد من الخبراء كل في مجاله، الاستغلال الأمثل لموارد الاقليم وتنميتها، على سبيل المثال في محافظة الجيزة مثلا، هناك مصرف (اللبينى) تتجمع فيه مياه الصرف الصحي وتترسب بالتربة بعمق أربعة امتار ويعتبرها الجميع مصدر وباء مع أنها منجم ذهب فلو قمنا بتطهير هذا المصرف الذي يمتد بضعة كيلومترات، لكان الناتج آلاف الأمتار المكعبة من السماد العضوي وحولناه بالتعاون مع أساتذة التربة بمركز البحوث الزراعية لحبيبات عضوية، وعالجنا بها تربة الظهر الصحراوي بمحافظة الجيزة ولاستزرعنا مئات الآلاف من الأفدنة .. هذه واحدة من الأمثلة العديدة والمتنوعة ولكننا لا نستعين باصحاب الفكر والرؤى، ونضع المسؤول في المكان وفق ولاءاته السياسية لا الفكرية،  لذا آل بنا الأمر إلى ما نحن فيه الآن. 

مصر غنية بمواردها المتنوعة، فقط لمن ينظر حوله ويعي ما بيده، مصر تنتظر من يبعثها من مرقدها، فهل هذا كثير على وطن عزيز كمصر.
------------------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب

إلا فى مصر