20 - 10 - 2024

إعادة انتخاب "مادورو" في فنزويلا وسط جدل واعتراضات شديدة

إعادة انتخاب

في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية الأخيرة، أُعيد انتخاب نيكولاس مادورو لولاية ثالثة، رغم أن المعارضة ترفض الاعتراف بالنتيجة وتعتبرها مزورة. أعلن رئيس المجلس الانتخابي الوطني، إلفيس أموروسو، وهو حليف مقرب لمادورو، أن الرئيس حصل على 51% من الأصوات، بينما نال منافسه الرئيسي 44%. 

وقد اتهمت المعارضة المجلس بتزوير الانتخابات، مؤكدة أن مرشحها إدموندو غونزاليس فاز بنسبة 70% من الأصوات، وأصرت على أنه الرئيس الشرعي.

في أعقاب إعلان النتائج، اندلعت احتجاجات واسعة في العاصمة كاراكاس. المعارضة زعمت أن نتائج فرز الأصوات المتاحة، والتي تغطي أقل من ثلث الأصوات المدلى بها، إلى جانب استطلاعات الرأي والفرز السريع، أظهرت تقدم غونزاليس بنسبة 40 نقطة مئوية على مادورو. 

وقد اتحدت أحزاب المعارضة خلف غونزاليس في محاولة للإطاحة بمادورو، الذي قضى 11 عاماً في السلطة.

وصول مادورو إلى الحكم كان بعد مسيرة طويلة بدأها كسائق حافلة ثم نقابي. تولى منصب الرئيس في أبريل 2013 بعد وفاة هوجو شافيز، الذي عُين مادورو كخليفة له. منذ توليه السلطة، تم اتهام مادورو بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان، وفرّ حوالي 7.8 مليون فنزويلي هرباً من الأزمات الاقتصادية والسياسية.

رغم الانتقادات، تمكن مادورو من الصمود في مواجهة المعارضة، مستفيداً من دعم القوى العسكرية والسيطرة على المؤسسات الرئيسية مثل الهيئة الانتخابية والمحكمة العليا ومكتب المدعي العام. 

كما ظل مادورو يواصل تعزيز صورته العامة كممثل للشعب من خلال ممارسات شعبوية.

الاحتجاجات تواصلت بعد إعلان النتيجة، حيث دعت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو إلى الاستمرار في المعركة حتى النهاية. 

وقد أعربت عن رفضها للنتائج، مبدية عزمها على تقديم الطعون اللازمة. وتوقع الخبير السياسي إدواردو فاليرو استمرار حالة عدم اليقين في البلاد، مع احتمالية فرض عقوبات دولية إضافية.

على الصعيد الدولي، طالب زعماء العالم مادورو باحترام إرادة الشعب الفنزويلي، معربين عن قلقهم من احتمال التلاعب في نتائج الانتخابات. 

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا حث مادورو على احترام نتائج الانتخابات، بينما طالب رئيس تشيلي غابرييل بوريك بشفافية كاملة في العملية الانتخابية.

وفيما يتعلق بالهجرة، يخشى البعض من أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى زيادة جديدة في تدفق الفنزويليين إلى الخارج، بعد انخفاض أعداد المهاجرين في الآونة الأخيرة. 

وتعتبر الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأوضاع في فنزويلا، مع استمرار حالة عدم اليقين.