14 - 11 - 2024

لست معارضا.. ولن أكون

لست معارضا.. ولن أكون

لست معارضا...ولن أكون

أنا كأكاديمي عاشق للعلم والبحث ..شغوف بالقراءة عاشق للكتابة...لم أكن طول حياتي أهتم بالسياسة إلي أن أصابنى فيروس الحلم فى يناير ٢٠١١ ..ولكنى اليوم أعالج هذا الفيروس بجعل نفسى غريبة..تقطن علي شاطيء الوطن وهي تعي أنه ليس وطنها.. فنفسي مسكونة به، بترابه وزبالته وفقرائه والمهمشين فيه.. بأهلى فى الريف وطلابي بالجامعة.. ومنذ فترة أعاود إماتة نفسي بنفسى..والتطهر مما أصابنى من عته وخبل.

أنا لست معارضا لأنى جبان يخشي البطش ويخاف الإهانة ويخاف من غياهب السجون وضياع الكرامة.. ضعيف أنا وهش.. جبان مثل كل الجبناء.. ولكتى أحمل بعضا من ضمير حي نعم .. أحمل بعضا من قيمة فى سلوكى نعم.. ولكنى أحمل الجبن والخوف في نفسي وروحي ككل الجرذان على ضفاف الوادي.

أنا لست سياسيا ولا محبا لها .. ولكن السياسة تطاردنى فى رغيف العيش ووسيلة المواصلات.. وبناء الجامعات ، وكل شئ خلفه وأمامه السياسة التى تحرك الإقتصاد ووجوه الحياة.

منذ واريت أمي الثري فى ديسمبر ٢٠٢٣ ..وبعدها واريت أخي الكبير بجوارها فى مايو الماضى.. بات على أن أجهز نفسى وأحيا يوما بيوم وأجهز نفسى للدخول خلفهم.. عينى فقط على تلبية احتياجات أبنائي .. والمكوث على السرير فى غرفتى وحيدا أشهد وأرقب وأتفرج على كل شئ وأى شئ.. مأساة هي الحياة فى أوطان العبث.

لست معارضا ولن أكون، فمثلي يرى وطنه مطية الأقوياء.. والأقوياء صاروا عبيدا لملاك الوطن الجدد.. وغدا لن يكون أسياده سوى عبيد وحراس لدى الملاك الجدد .

لست معارضا ولن أكون ، لأن المعارضة ثقل وحمل كبير لا قبل لي بحمله.. أنا اجلس فقط اتفرج وأقرأ وأحيانا أكتب .. ها هو البرنس تامر شيرين شوقى يشجينى اليوم بقلمه .. كيف لنا أن ننظر لهذا الإنسان على أنه عظيم لمجرد أنه يقول رأيه... نعم هو عظيم لأنه يقول مانعجز عنه.. وفى الطبيعي أن مايقوله البرنس استحقاق للجميع.

لكن الجميع وأنا منهم جرذان ناموا فى الجحور.. ناموا فى حضن الجبن الخوف.. وها هو أنور الهواري Anwar El Hawary (فلاح الشرقية) يكتب اليوم مدافعا عن سجين .. أو طالبا الترؤف بالجرذان الخائفة في لقمتهم ومعاشهم .. ما أروعك أنور فقد أصبحت جريدة بشخصك حين اختفت الجرائد .. وتسول الصحفيون قوتهم أو تركوا المهنة.. وهاهو عمار على حسن (فلاح المنيا) مازال يرفع قلمه ينير مواطن الظلام .. ويكشف لنا الخبر .. ويحلل لنا الواقعة .. هو عمار الفلاح المصري قبل أن يكون الأكاديمي والكاتب والصحفي.. لم يهادن ولم يخادع أو يبيع.. هؤلاء ينظر لهم الأموات مثلي بإعجاب .. معقولة لسه فيه رجاله فى وطن يقطنه الجرذان.

ومازال فوزي العشماوي Fawzy Elashmawy جدو السفير يغرد بحواراته مع حفيدته ليشجينا مؤمنا بأن وطنه يستحق أكثر مما هو فيه.. يعلق مهموما ومكتئبا، يكشف لنا حدود الممكن والمتاح.. ويشير إلى مواطن العيب.

ما أنا إلا إنسان جرذ أماته الاستبداد ومسخه الخوف.. وهو يعي التحول فى مجتمع الجرذان الذي يسكنه الخوف .. ولكنه مازال قادرا وهو في وسط الجرذان أن يري النور فى كلمة الأحرار.. وأن تزعجه تلك الكلمات.. وهو فى مسكن العبودية الراكدة.. يرى بطولتهم وهم يبحثون عن أخيهم يحيي حسين .. الحقوا يحيى أتأخد امس.. يري بطولتهم وهم ينادون الدكتور زوح بنت كمال مغيث اتسجن أمس.. الحق يا أحمد حتى جدار الصمت والروح المسالمة أنور مغيث وينادى على صفحته.. الحرية للطبيب زوج بنت أخي كمال.. أما كمال فهو هو لايخشي الكلمة ولا يخاف القول.

تنادينى نفسي وأنا وسط الجرذان، هم الرجالة المشاغبين دول عايشين وسطنا نحن الجرذان لكي يؤرقوا مضاجعنا ويحرمونا من الهدوء شوية؟

واضح تماما امام عينى أن هؤلاء المشاغبين الأحرار هم مشكلتنا.. وكلامهم هو ما يؤرقنا .. اسكتوا بقه.. قول يا أحمد وردد : تحيا مملكة الجرذان

تحيا مملكة الجرذان

الموت للأحرار

الموت للأحرار فهم يزعجونا.
-------------------------
بقلم: د. أحمد سالم
* كاتب وأكاديمي .. والمقال (نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)

مقالات اخرى للكاتب

لست معارضا.. ولن أكون