* الوزير يطلب كشفا طبيا كاملا على أبطال البارالمبية بسبب بطلة السلاح "الحامل"
* 4000 ورقة ومستند تحمل رد الاتحادات
* تفاصيل تقرير رئيس اللجنة الأوليمبية..وبنود خطابى الوزارة تكشف الارتباك والفوضى
* صراع إدريس والعريان ينتقل من باريس إلى القاهرة
علي الهواء مباشرة ، اعترف المهندس ياسر إدريس بثلث الحقيقة..
رئيس اللجنة الأوليمبية سعي إلى تجميل صورة البعثة المصرية في باريس، ووصل به الأمر إلي القول بأن مصر حققت شبه ما وعدت به من ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية الـ33!!
ولكنه في لحظة صدق.. اعترف وأدان الجميع في مأزق مشاركة اللاعبة ندي حافظ "الحامل" في منافسة السلاح.. وأكد ما انفردنا به في الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات "مولد سيدي دورة أوليمبية" من أنه لا أحد في البعثة المصرية كان يعلم أو يعرف أي شيء عن حمل بطلة السلاح.. بداية من اتحاد السلاح ومرورًا باللجنة الطبية.. ونهاية باللجنة الأوليمبية والوزارة.
رئيس اللجنة الأوليمبية قال: مكناش نعرف إنها حامل قبل السفر للمشاركة في أوليمبياد باريس.
وأضاف: ندي حافظ لم تقل لنا إنها حامل قبل السفر إلي باريس.. وتفاجأنا بأنها حامل في الشهر السابع.. ولم يظهر عليها أي أعراض حمل!!
ولم يستطع ياسر إدريس أن يتراجع عن تصريحاته وكلماته، لأنها جاءت صوتًا وصورة علي قناة "صدي البلد"، مثلما فعل مع البوست الذي كتبه مع نهاية اليوم الأول من منافسات الدورة.. وبالتحديد بعد خسارة زياد السيسي بطل السلاح مباراة الميدالية البرونزية.. وقام رئيس اللجنة الأوليمبية بحذف البوست بعد أقل من ساعة بناء علي أوامر من الوزير!
وكشف البوست المحذوف لإدريس حالة الانقسام والصراع بين مسؤولي البعثة، حيث كتب فيه: "زمن تصدر المشهد وركوب الموجة وإعطاء صورة أنهم تسببوا في الفوز مشهد أحزنني.. لأن الهزيمة ينسبونها لغيرهم. دا آخر بوست كاتبه.. وآخر تصريح علي صفحتي الشخصية حتي نهاية الدورة.. ولكن الصفحات الرسمية ستحدثكم علي النتائج الرسمية فقط!"
وبدا واضحًا أن ياسر إدريس يقصد المهندس شريف العريان الأمين العام للجنة الأوليمبية، ورئيس اتحاد الخماسي الحديث.. والذي يدور بينهما صراع علي رئاسة اللجنة الأوليمبية خلال الانتخابات التي ستجري في يناير المقبل.. وامتّد الصراع بين الثنائى من باريس إلي القاهرة.. وربما كان هدف إدريس من الاعتراف في القاهرة بعدم معرفة البعثة بموضوع حمل بطلة السلاح إحراج العريان، الذي قال في باريس إن البعثة المصرية كانت علي علم بحمل ندي حافظ وأنه تم توفير رعاية طبية لها!!
وإذا كان رئيس اللجنة الأوليمبية قد اعترف بثلث الحقيقة علي الهواء مباشرة.. فإن باقي المسؤولين فضلوا الاعتراف في الغرف المغلقة، والتي شهدت تبادل اتهامات ومشادات وتوبيخًا وتعليمات من أجل تجميل الصورة.
داخل الغرف المغلقة.. إصرار الوزير علي عمل كشف طبي كامل علي لاعبي ولاعبات الباراليمبية قبل سفرهم إلي باريس، حتي لا يتكرر ما حدث مع بطلة السلاح.. بجانب توبيخ اللجنة الطبية لتقصيرها في القيام بعملها.
وصدرت تعليمات واضحة يصحبها تهديد بعقوبات لكل لاعب ولاعبة شارك في دورة باريس لعدم الحديث عن أي مشكلة أو أزمة مع اتحاده سواء لوسائل الإعلام أو علي صفحاتهم الخاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتوقف حديث مجلس إدارة اتحاد المصارعة مع لاعبيه داخل الغرف المغلقة عند هذا الحد، بل طلب من لاعبيه خلال اجتماعه معهم يوم السبت (24 أغسطس) توجيه الشكر لوزير الرياضة ورئيس اللجنة الأوليمبية في أي لقاء إعلامي!!
وهو الأمر الذي جعل أحد المصارعين يناقض نفسه إعلاميًا خلال أقل من أسبوع .
ظهر المصارع علي إحدي القنوات، يشتكي من ضعف الإعداد وعدم حصوله إلا علي راتب شهري يبلغ 7 آلاف جنيه من اتحاد المصارعة، في الوقت الذي يقوم بشراء مكملات غذائية بما يقرب من 15 ألف جنيه.. وبعد خمسة أيام ظهر في قناة أخري يشكر أشرف صبحي وياسر إدريس.. ويشيد بدور اتحاد المصارعة ودعمه قبل باريس!!
وقام مسؤولو اتحاد السلاح بالتنبيه علي اللاعبين بعدم الحديث عن المشكلات التي افتعلها علاء أبوالقاسم وخروجه من القرية الأوليمبية في باريس وعلاقته مع المدرب الإيطالي.
وداخل الغرف المغلقة.. رفض عدد من مسؤولي الاتحادات الرياضية اتهامات الوزارة أو اللجنة الأوليمبية بالتقصير والفشل في دورة باريس وإهدار المال العام.. ويأتي في مقدمتهم وجيه عزام رئيس اتحاد الدراجات وعمرو النوري رئيس اتحاد التجديف والباسل عبدالله رئيس اتحاد الشراع وعلاء جبر رئيس اتحاد القوس والسهم.. وأن النتائج التي تحققت في باريس كانت متوقعة.. بل إن الاتحادات عانت من تأخر وصول دفعات الإعداد للدورة الأوليمبية.. وضربوا مثالاً بمنتخب الكرة الطائرة الشاطئية، والذي خسر مبارياته في باريس.. من البرازيل صفر/2 ومن إيطاليا وإسبانيا بالنتيجة نفسها.. وتحدّث بعض الإعلاميين وفي مقدمتهم أحمد موسي بأن السبب يعود لتدريب المنتخب في نادي المقاولون العرب علي ملعب من الرمل، وليس علي أحد الشواطيء.
وانتقدت لاعبات منتخب الكرة الطائرة الشاطئية (دعاء الغباشي ومروة مجدي) هذا الرأي ، وأكدتا أن الكثير من بطولات العالم لا تقام علي البحر.. ومباريات الكرة الطائرة الشاطئية في باريس أقيمت بالقرب من برج إيفل، وملعب المقاولون العرب قانوني، وأن الخسارة في المباريات الثلاث تعود إلى نقص الخبرة وقلة الاحتكاك.. فمنتخب مصر هو الأول في أفريقيا والـ66 علي العالم.. ويتنافس مع أفضل 23 منتخبًا في العالم ..ولم يخرج أحد منهم ليرد فى وسائل الإعلام ومنهم رئيس البعثة والذى لم يقرأ أو يشاهد أحد اى تصريحات ..لا فى باريس ولا بعد العودة إلى القاهرة !
وداخل الغرف المغلقة بوزارة الشباب والرياضة، كانت هناك حالة من الارتباك واللخبطة، والتي ظهرت واضحة في خطابي الوزارة إلي الاتحادات الرياضية.. في يوم 15 أغسطس ولم يفصل بينهما سوي ساعتين فقط.
الخطاب الأول حمل شعار قطاع الرياضة بالوزارة وبالتحديد من الإدارة المركزية للأداء الرياضي والإدارة العامة للمنتخبات والفرق الوطنية.. إلي رؤساء الاتحادات الرياضية وجاء فيه: بالإشارة لكتابنا السابق إرساله بشأن سرعة موافاتنا بالتسويات المالية الخاصة بالدفعات المنصرفة من وزارة الشباب والرياضة لتغطية نفقات تأهيل وإعداد الفرق والمنتخبات القومية للمشاركة في أوليمبياد باريس 2024 يرجي من المختصين والإدارة المالية سرعة موافاتنا بالملفات الخاصة بتسوية الدفعات.
وحمل الخطاب توقيع الدكتور عبدالأول محمد مدير عام الإدارة العامة للمنتخبات الرياضية ومحمد الدكروري رئيس الإدارة المركزية للأداء الرياضي والدكتور أشرف البجرمي وكيل أول الوزارة ورئيس قطاع البطولة.. وهذا الثلاثي سافر إلي باريس ضمن إدارة البعثة.
وخرج الخطاب الثاني من مكتب الوزير.. وبمعني أدق حمل الخطاب شعار وزارة الشباب والرياضة.. وتم توجيهه إلي المهندس ياسر إدريس رئيس اللجنة الأوليمبية ورؤساء الاتحادات الرياضية.. وحدد عشرة طلبات وتقريرًا تفصيليًا عن المشاركة في أوليمبياد باريس.. وتضمن ما جاء في الخطاب الأول.. ولكنه في الخطاب الثاني تحدث عنها في ثلاث نقاط:
1ـ الدعم المالي المنصرف من وزارة الشباب والرياضة للاتحاد لتغطية تكاليف برنامج الإعداد والتأهيل.
2ـ الرعاية المالية المقدمة من مؤسسات القطاع الخاص والشركات إلي اللاعبين والاتحادات وبنود الصرف.
3ـ بيان بكافة الموارد الذاتية للاتحاد وأعداد المسجلين بالاتحاد من اللاعبين واللاعبات خلال الدورة الحالية.. والمبالغ التي تم صرفها من اللجنة الأوليمبية علي الإقامة والإعاشة وتذاكر الطيران.
4ـ الحساب الختامي للاتحاد خلال الـ3 أعوام السابقة.
وطلبت الوزارة من الاتحادات الرياضية أيضًا خطة إعداد المنتخبات للتأهل والمشاركة.. ما تم التخطيط له.. ما تم تنفيذه فعليًا من معسكرات محلية ودولية ومشاركات خارجية بالإضافة إلي معايير اختيار اللاعبين وإعدادهم وأسمائهم.. والبعثة التي شاركت في باريس (لاعبين - أجهزة فنية) ومبررات ومهام السفر لكل فرد وما تم تحقيقه من نتائج تفصيليًا وأسباب تلك النتائج.. والتقرير النهائي لكل رئيس وفد وكذلك التقرير النهائى لرئيس البعثة.
والمحير والمثير للدهشة وعلامات الاستفهام أن الخطاب الأول أعطي لرؤساء الاتحادات فرصة حتي نهاية شهر أغسطس وبالتحديد يوم 30 أغسطس كمهلة أخيرة للرد وتقديم الأوراق والتسويات.
أما الخطاب الثاني والذي طلبت فيه الوزارة خطط المنتخبات ومعايير اختبار اللاعبين.. بجانب الأمور المالية فلم تمنح رؤساء الاتحادات سوي 48 ساعة فقط للرد وتقديم كافة المستندات في موعد أقصاه السبت 17 أغسطس في الوقت الذي خرج فيه الخطاب من الوزارة الخميس 15 أغسطس!!
وأدانت وزارة الشباب والرياضة نفسها بهذين الخطابين.. ليس فقط من خلال تواريخ مهلة الرد للاتحادات.. ولكن من خلال بنود الخطابين أيضًا والتي من المفترض معرفة الوزارة بها.
لقد طلبت الوزارة معرفة خطط الاتحادات لدورة باريس ومعايير اختيار اللاعبين والمعسكرات وهذه الخطط والمعايير وضعتها اللجنة العلمية بالوزارة برئاسة الدكتور كمال درويش بالمشاركة مع الاتحاد.
وطلبت الوزارة إرسال نسخة من الحساب الختامي لكل اتحاد خلال السنوات الثلاث الماضية.. ولا تتم الجمعيات العمومية والتي تشهد عرض الميزانية إلا بحضور مندوب من الجهة الإدارية (الوزارة) وأيضًا مندوب من اللجنة الأوليمبية.. ولابد من إرسال محضر الاجتماع والميزانية للجهة الإدارية لاعتمادها.
فلماذا طلبت الوزارة هذه الأوراق والمستندات مرة أخري.. هل ضاعت أم تريد أن تظهر للرأي العام أنها تحاسب الاتحادات علي كل شيء..؟! رغم أنها تتحمل المسئولية مع الاتحادات واللجنة الأوليمبية.. بل إن طلب الوزارة لهذه الأوراق والمستندات من السنوات الثلاث الماضية يعني أنها لم تكن تتابع الاتحادات ومراحل الإعداد لباريس كل سنة وذلك علي عكس تصريحات الوزير.
ونكشف أن الأوراق والمستندات و التقارير التي ردّت من خلالها الاتحادات تخطت حاجز الـ4000 ورقة.. ذهبت من اللجنة الأوليمبية إلي وزارة الشباب.
ونكشف أيضًا ما جاء في تقرير ياسر إدريس رئيس اللجنة الأوليمبية.. وجاء فيه أن إجمالي ما تم صرفه علي الرياضة المصرية خلال الأعوام الثلاثة الماضية هو مليار و250 مليون جنيه.. أما دعم دورة باريس وما تم صرفه علي 21 اتحادًا فقد وصل إلي 500 مليون جنيه.
كل اتحاد حصل علي 6 ملايين في العام من أجل الاستعداد للدورة الأوليمبية.
وسجل التقرير حصول البعثة علي 300 ألف دولار و120 ألف يورو مصاريف لدورة باريس وجري إعادة جزء كبير من هذه المخصصات المالية بعد تسوية كل شيء.. علي الرغم من أن البعثة المصرية كانت الأكبر في تاريخ مصر الأوليمبي.
وقارن ياسر إدريس بين مصاريف دورة باريس ودورة طوكيو، والتي تم صرف كل المخصصات المالية لها بالدولار واليورو.
وأشاد التقرير بأربعة اتحادات من اللعبة وهي الخماسي الحديث لحصول بطله أحمد الجندي علي ميدالية ذهبية وحصول مهند شعبان علي المركز الـ18 ووصول ملك إسماعيل إلي الأدوار النهائية.
وأشاد أيضًا باتحاد رفع الأثقال واتحاد اليد واتحاد كرة القدم وحصوله علي المركز الرابع لأول مرة منذ ستين عامًا.
وتحدث تقرير رئيس اللجنة الأوليمبية عن وجود ظروف صعبة وأخطاء وضغط عصبي حالت دون تحقيق المزيد من الميداليات علي يد بطلي المصارعة محمد علي جبر وعبداللطيف منيع وأيضًا زياد السيسي بطل السلاح وظهور جيل جديد واعد يملك فرصة وقدرة علي الوصول لمنصات التتويج في الأعوام المقبلة.
وتحدث التقرير عن الاتحادات المقصرة والتي ينبغي محاسبتها ويأتي في مقدمتها اتحاد ألعاب القوي والجودو.
----------------------------
تحقيق: عاطف عبد الواحد
الحلقات السابقة:
مولد سيدى دورة أوليمبية ! (1): كشوف البركة فى البعثة المصرية
مولد سيدى دورة أوليمبية ! (2) الميزانية السرية للبعثة المصرية في أولمبياد باريس
مولد سيدى دورة أوليمبية! (3) | بعثة كبيرة .. ونتائج صغيرة
مولد سيدى دورة أوليمبية ! (4) | المسكوت عنه فى البعثة المصرية .. تدليل ومجاملات وإهمال