تقيم دار صفصافة حفل توقيع ومناقشة رواية "كلاب تنبح خارج النافذة" للكاتب صبحي موسى في مركز "قنصلية" الثقافي بوسط القاهرة في السابعة مساء يوم الخميس المقبل. يناقش الرواية الناقد الدكتور عادل ضرغام، وتدير الحفل المذيعة البارزة بثينة كامل. تعاني شخصيات الرواية، بلا استثناء تقريبا، من أعطاب نفسية وجسدية، وتدور أحداثها بين عامي 2011 و2023، بين القاهرة وقرية متخيّلة تقع على أطرافها. أما السرد فيتولاه أديب مجهول الاسم يعمل موظفاً في مؤسسة حكومية، بالتوازي مع محام مهمَّش، ويمكن اعتبارهما وجهين لشخص واحد، يعاني اضطرابا نفسيا. وتتفرع الأحداث من بؤرة مركزية يحتلها شاب يدعى "هشام" يعاني من التأخر الذهني، فيبدو في سلوكه وكأنه طفل في العاشرة من عمره، يتقرب منه السارد المنقسم على ذاته، بغرض حمايته من شرور جمَّة تحاصره، وهي مهمة سنعرف من البداية أنها مدفوعة الأجر. وفي البؤرة المركزية ذاتها تتجلى "جيهان" التي يستغلها السارد في البداية لتقربه من "هشام"، الذي يهيم بها حبا لأنها تشبه الممثلة ليلى علوي، التي تهيمن على خيالاته الجنسية. تتصاعد ألأحداث لتبلغ ذروتها في مناسبتي ثورة 25 يناير و30 يونيو، وتمتد وصولا إلى انتشار وباء كورونا وبروز مأزق القاهرة الراهن بعد انتقال الكثير من المؤسسات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
ومن جو الرواية: "يضحك ثابت، ويقول إن العجز له أشكال كثيرة. فحين تتألم والدة المرء ولا يستطيع أن يخفف عنها ألمها فهو عاجز. وحين لا يتمكن من دفع أجرة التاكسي الذي يقلها إلى المستشفى فهذا عجز أكبر، وحين لا يستطيع الإقامة في وسط المدينة، ويأتي ليقيم في هذا المنفى فذلك عجز العجز. أما أن ينتهي تعليمه الذي استمر مدة ستة عشر عامًا بأن يدافع عن مومس، أو أن يضمن صبي تاجر مخدرات، فذلك قمة العجز. وأن يصل إلى سن الأربعين دون زواج أو بيت أو أسرة، فذلك ما فشلت القواميس في توصيفه. أشعر أنني ظلمت ثابت في حكمي عليه. لا أعرف كيف يمكنني أن أعوِّضه عن حالات عجزه. أضحك وأضع في يده ورقة بمئة جنيه، سائلًا إياه عن أقسى أنواع العجز. يمسح دمعة أطلت من عينه وهو يضحك قائلًا إنه العجز الجنسي. لا أتمالك نفسي من الضحك على بؤسه. فأدفعه من كتفه في اتجاه بيته، وأذهب في طريقي إلى بيتي".
وسبق لصبحي موسى المولود في عام 1972، أن أصدر روايات "حمامة بيضاء، صمت الكهنة، المؤلف، أساطير رجل الثلاثاء، الموريسكي الأخير، نقطة نظام، صلاة خاصة، ونادي المحبين". كما أصدر عددا من دواوين الشعر، منها: "يرفرف بجانبها وحده"، "قصائد الغرفة المغلقة"، "هانيبال"، "لهذا أرحل"، و"في وداع المحبة". وصدر له العام الماضي كتاب بعنوان "تحولات الثقافة في مصر" عن دار "بيت الحكمة".