26 - 09 - 2024

متى يحين الغضب؟

متى يحين الغضب؟

لم أر في حياتي أمة أكثر هوانا من أمة العرب، أمة بلا غد وكل ماحدثونا عنه صغاراً من كرامة العرب وشجاعتهم في مواجهة أعدائهم هو محض افتراء أو ظرف زمني عابر، ولو أحصيت المواجهات العربية العربية لوجدتها أكثر بكثير من حروبهم مع أعدائهم.. يواجهون بعضهم البعض بالسيوف بينما يحاربون أعداءهم بالدفوف والأغاني وأبيات الشعر الحماسية التي ما حررت خيمة من خيام القبيلة.. فيما عدا ما وصلنا عبر التاريخ من حروب المسلمين الأوائل وتلك الإنتصارات العظيمة التي تحققت على أيديهم، وكأنهم منذ سنين الفتح الأول يُلمعون سيوفهم ليوم الشدة، وهاقد جاءتنا فلم نسمع نفيراً ولا قعقعة. 

تعالوا نُسقط الأقنعة جميعاً لنرى حجم القبح الذي وصلنا إليه، فإسرائيل ذلك الكيان المزعوم والمدعوم من قوى الغرب الاستعماري الذي يستقوى بأموالكم عليكم، استطاع أن يفعل بكم الأفاعيل وأنتم كالقطيع، كل ما يعنيكم هو العشب والكلأ ، أما كان أولى بكم لو كنتم كيانا واحدا .. فلم نسمع عن تحالف عربي في مجال الإقتصاد بإنشاء كيانات إقتصادية عربية كالسوق الأوروبي مثلا .. أو قيام صناعة عسكرية عربية بدلا من إستجداء السلاح من الأعداء .. هناك إتفاقية دفاع عربي مشترك لم تفعل مرة واحدة، بينما أمريكا وأوروبا تمدان إسرائيل بالعتاد والسلاح مع أنها كيان إحتلال، ونحن نخاف من دعم أصحاب الحق والأرض، مع أنه لا يوجد قانون على الأرض يمنع ذلك، لكنه الخوف على العروش والقروش. 

استحببتم الحياة على الموت، فكان مصيركم أن تعيشوا حياه بطعم الموت، نعم أنتم أموات والأموات لا يغضبون، انعموا بقصوركم وجواريكم وغلمانكم وتطاولوا في البنيان ما شئتم فأنتم الأقزام هامة وهمة، هذه هي الحقيقة المريرة ثم يأتي من يقول: لماذا لم تحارب مصر وهذا جيشها الجرار القوي ماذا يفعل؟ نعم، تحارب مصر فكم حاربت وكم دفعت الكثير من قوت أبنائها ودمائهم، لكن كونوا أمة أولا، كونوا خلفها نعم السند لا شوكة في ظهرها، فكم تطاولتم عليها وطاب لكم أن تسعدوا لنوائبها، مصر قد تمرض لكنها لا تموت.

أنا ما قصدت من كل هذا العداء أو البغضاء، فكلنا أخوة في الوطن والمصير، ولكنها كلمة صدق من أجل خير هذه الأمة وعزها، واعلموا أن الخطر الصهيوني ليس بعيدا عن أي منكم، فحروب اليوم لا تستلزم حدودا مشتركة فانظروا صواريخ صنعاء تصل تل أبيب، وبالتالي فصواريخ إسرائيل ليست ببعيدة عن أي من العواصم العربية، أغضبوا لا تهربوا كونوا رجالا، فالله عز وجل اصطفى الرجولة على الإيمان (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) والذين تخاذلوا أقول لهم: 

أيها الواقفون فى المنتصف .. لا أنتم تقدمتم ولا صرتم هدف

أيها الحالمون بالغذاء وبالكساء وبالوطن .. أسفارنا تمنح صكوك المجد .. للذين تمردوا

فلتغضبوا ولترحلوا صوب السماء .. من قال أن الشمس أدمنت الرحيل كاذب

هي تنتظر من يخمش الضوء .. لتسطع في المساء
------------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب

ماذا لو؟