26 - 09 - 2024

سفيرة المكسيك: هناك دعم مشترك مع مصر لتحقيق السلام لشعوبنا

سفيرة المكسيك: هناك دعم مشترك مع مصر لتحقيق السلام لشعوبنا

أقامت سفارة المكسيك بالقاهرة، حفلًا بمناسبة يوم الاستقلال الوطني، حضره عدد من القيادات المصرية وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلى جانب أصدقاء من مختلف الأطياف. 

وفي كلمتها الافتتاحية، رحبت  سفيرة المكسيك لدى القاهرة، ليونورا رويدا، بالحضور معربة عن سعادتها وفخرها بإحياء هذا اليوم الوطني الذي يحمل أهمية خاصة لكل مواطن مكسيكي.

أشارت السفيرة إلى أن المكسيك تحتفل بذكرى مرور 214 عامًا على استقلالها، الذي انطلق بدعوة الأب ميجيل هيدالجو لحمل السلاح في عام 1810، لبدء معركة تحرير البلاد وبناء دولة حرة ذات سيادة، ومنذ ذلك الحين، عمل الشعب المكسيكي على تحديد هوية الأمة وبناء دولة حديثة مزدهرة، تمزج بين تراث الأجداد وتنوع الثقافات التي تشكل نسيج المجتمع المكسيكي اليوم.

وأكدت السفيرة أن العلاقات بين المكسيك ومصر تعززت على مر العقود بفضل القيم والمبادئ المشتركة بين البلدين، رغم البعد الجغرافي. 

وأشادت بالعلاقات الثنائية القوية التي تجمع البلدين، حيث يتعاونان في العديد من القضايا الدولية مثل التنمية الاقتصادية وتغير المناخ.

كما سلطت الضوء على الروابط الثقافية التي تربط الحضارتين، مؤكدة أن كلا البلدين يمتلكان إرثًا ثقافيًا ومعماريًا عظيمًا يعكس تاريخهم الغني. 

وأضافت أن هذا التراث ما زال يؤثر في الهندسة المعمارية الحديثة، مشيرة إلى إسهامات المهندس المكسيكي فيكتور لاجوريتا في تصميم مركز الحرم الجامعي للجامعة الأمريكية في القاهرة.

تطرقت السفيرة إلى أوجه التشابه بين المكسيك ومصر في المجال الأدبي، مشيرة إلى حصول كلا البلدين على جوائز نوبل في الأدب. 

وأوضحت أن أعمال الأدباء المكسيكيين والمصريين، مثل نجيب محفوظ وأكتافيو باث، لا تزال تلهم الأجيال حول العالم. 

وقالت السفيرة المكسيكية، إن المكسيك ومصر تُعتبر من مهد الحضارات، حيث يمتلك البلدان تراثًا أدبيًا ثريًا يستحق التقدير، وقد ترك هذا التراث بصمة واضحة على الساحة الأدبية العالمية، فقد حاز كاتبان من كلا البلدين على جائزة نوبل في الأدب، وهما الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث الذي حصل على الجائزة في عام 1990، والروائي المصري نجيب محفوظ الذي نالها في عام 1988.

وأشارت إلي أن  أعمال هذين الكاتبين لا تزال تساهم في تشكيل و إلهام الأجيال الجديدة في جميع أنحاء العالم، حيث تمثل تجاربهم الأدبية نافذة على الثقافات المتنوعة. على سبيل المثال، تم اقتباس رواية "زقاق المدق" لنجيب محفوظ في فيلم يحمل نفس الاسم، أخرجه المخرج المكسيكي خورخي فونس، وبطولة النجمة سالمة حايك. يعكس هذا الاقتباس مدى تأثير الأدب المصري على الساحة الفنية في المكسيك، ويؤكد عمق الروابط الثقافية بين البلدين.

وقالت: لا نستطيع اليوم تجاهل  الصلة بين أثنين من أهم ممثلي الكوميديا فى القرن الماضى، و الذان مازالا حاضرين بيننا إلى اليوم و هما الممثل المصرى إسماعيل يس،  و الممثل المكسيكى ماريو مورينو "كانتينفلاس"، " أساطير الكوميديا"  الذان أضحكا الملايين كلا فى منطقته، مضيفة أنهما ممثلان استطاعا من من خلال أعمالهما، التى تميزت بالنقد الساخر و المشاكسة ، الاستحواذ على قلوب شعوبنا: بفضل هذا الحس المرهف، الذى  جعلنا نضحك حتى فى خضم الأزمات  المختلفة.

وأشادت السفيرة بتقاليد الطهي في كلا البلدين، مؤكدة أن المطبخ المكسيكي والمصري يعكسان التاريخ الغني والتقاليد العريقة، قائلة: نفتحر نحن  المكسيكيون و المصريون بتقاليد الطبخ لدينا و بأكلاتنا الثرية، فشعوبنا تقدر  أهمية الطعام للإحتفال و التجمع. فمثلا  فى مصر من الممتع أن تبدأ يومك  بتناول طبقا من الفول ، كما هو ممتع أيضا فى المكسيك تناول الفول الأسود في المكسيك فى الصباح، كما تعبر أكلاتنا عن تاريخنا وعن الأهمية التى نعطيها للعائلة و التمتع بالألتفاف حول مائدة تجمعنا. 

وتابعت قائلة: كما لا يمكننا تجاهل التوابل و البهارات التى تعطى طعما  ولونا مميزا لأكلاتنا كوسيلة للتعبير عن مدى التشابهة بيننا،  فنجد مثلا الطبق المكسيكى " تاكو ألباستور"  هو حفيد للشاورمة العربية، و لكن بعد إضافة المذاق الحلو -الحار -المر الذى يعجب المكسيكين كثيرا.

 وأشارت إلى التعاون المتواصل بين البلدين لاستعادة الأعمال التاريخية التي سرقت من كلا الدولتين. 

وأكدت السفيرة المكسيكية أن مصر والمكسيك هما دولتان مصدرتان للهجرة، مما يمنحهما فهمًا عميقًا لمعنى وجود أحد الأحباء في الخارج، مشيرة إلى أهمية مد يد العون والمساعدة لمن يأتون من بلدان أخرى، حيث يُعكس هذا الدعم قيم التعاون والتضامن بين الشعوب. 

كما أعربت عن التزام البلدين بالعمل سوياً لتعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية، لضمان اندماج المهاجرين في المجتمعات الجديدة التي يتواجدون فيها.

وأكدت سفيرة المكسيك أن بلادها، إلى جانب مصر، دائمًا ما تقف إلى جانب أشقائها من الدول في التضامن والعمل على حل النزاعات من خلال الوساطة، وبناء جسور الحوار والسلام، مشيرة إلى التزام البلدين بمبادئ تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي عبر التفاهم والحوار.

وأعربت سفيرة المكسيك عن ثقتها في أن المكسيك ومصر ستستمران في تقديم دعمهما لجهود الأطراف الساعية لتحقيق السلام لشعوبهما وللأطراف المتأثرة بالصراعات، مؤكدة أن هؤلاء يستحقون التمتع بالسلام، وأن البلدين ملتزمان بدعم تلك المساعي النبيلة لتحقيق الاستقرار.

وفي ختام كلمتها، وجهت السفيرة شكرها للرعاة الذين ساهموا في تنظيم هذا الحفل وجميع الأنشطة التي تدعم التعاون الثنائي بين البلدين. 

كما أعربت عن تقديرها للجالية المكسيكية وجالية أمريكا اللاتينية على دعمهم المتواصل، مؤكدة على الدور الكبير الذي يلعبونه في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين المكسيكي والمصري.

واختتمت السفيرة كلمتها بالتأكيد على أهمية مواصلة بناء الجسور وتعزيز التعاون بين المكسيك ومصر، قائلة: "معًا، سنواصل تعزيز التفاهم المتبادل وبناء جسور التعاون، وهي حاجة ملحة لعالمنا اليوم."