في سياق التطورات المتسارعة والمتفاقمة للقضية الفلسطينية، يتجدد التأكيد الدولي على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية باعتباره التزامًا دوليًا لا يحتمل التأجيل. 

وفي هذا السياق،  شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي 19 سبتمبر، على ترحيب الصين وتقديرها لاعتماد مشروع القرار بأغلبية ساحقة في الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الرأي الاستشاري حول وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وأكدت الصين دعمها لمشروع القرار، وصوتت لصالحه، معربة عن أملها في تنفيذه بشكل كامل.

وقال: لقد مضى ما يقرب من عام على اندلاع الجولة الحالية من الصراع في غزة، وخلال هذه الفترة شهدنا تدهورًا مستمرًا للأوضاع الإنسانية، رغم الجهود الدولية المتواصلة لوقف إطلاق النار.

 وأضاف المتحدث أن الأمم المتحدة عقدت أربع دورات استثنائية طارئة حول القضية الفلسطينية، وتم اعتماد أربعة قرارات في مجلس الأمن، بالإضافة إلى إصدار محكمة العدل الدولية أوامر بشأن التدابير المؤقتة ومع ذلك، تستمر المعارك في غزة، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين المدنيين، ويفاقم من الكارثة الإنسانية.

وقال لين جيان، إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ليس خيارًا، بل هو التزام يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته.

 وأكد جيان أن وقف إطلاق النار ومنع المزيد من القتال ليس مجرد مطلب من دولة واحدة، بل هو توافق دولي يجب أن يتم الالتزام به. وفي هذا السياق، فإن تنفيذ "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق من أجل حل دائم للقضية الفلسطينية.

وأشار المتحدث إلي أن الضغوط تتزايد على الأطراف المعنية، وبالأخص إسرائيل، للالتزام بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.

 وقال: يتوجب على إسرائيل أن توقف فورًا عملياتها العسكرية في غزة وأن تنهي الأنشطة الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية. هذه الإجراءات ليست مجرد مطالب فلسطينية، بل هي استجابة لمطالب دولية وقرارات أممية.

ولفت إلي أن الصين، إلى جانب الدول الكبرى الأخرى، لا تزال متمسكة بالوقوف إلى جانب السلام والعدالة، داعمة لمطالب الأغلبية العظمى من الدول التي تسعى لإنهاء الصراع. وقد تعهدت بكين بمواصلة التواصل مع كافة الأطراف المعنية، والعمل على تعزيز الجهود الدولية لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية التي تشهدها غزة.

وفي ختام حديثه، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده ستلعب دورًا إيجابيًا وبناءً في دفع عجلة استعادة السلام والاستقرار في المنطقة، مشددًا على ضرورة إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن.

يظل الأمل معقودًا على أن تتضافر الجهود الدولية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك حل الدولتين كطريق لتحقيق السلام الشامل. ومن المهم أن يدرك العالم أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد خيار سياسي، بل هو واجب أخلاقي وقانوني لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل في المنطقة.