26 - 09 - 2024

الجارديان: قائد عسكري لحزب الله بين 12 (شهيدا) في غارة جوية على بيروت

الجارديان: قائد عسكري لحزب الله بين 12 (شهيدا) في غارة جوية على بيروت

- جيش الاحتلال يعلن اغتيال إبراهيم عقيل وقادة آخرين في غارة على ضواحي العاصمة اللبنانية

نفذت إسرائيل غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، أسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 66 آخرين، فيما قالت إنه اغتيال مستهدف لقيادي كبير في حزب الله.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الضربة قتلت إبراهيم عقيل، أحد أعضاء المجلس العسكري الأعلى للحزب والذي تطالب به الولايات المتحدة لارتباطه المزعوم بتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983.

ولم يرد تأكيد فوري من حزب الله، لكن مصدرين أمنيين في لبنان أكدا مقتله، وهو ما أدى إلى تصعيد حاد في التوترات المرتفعة بالفعل بين إسرائيل والجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.

وقالت إسرائيل إن عقيل، قائد قوات الرضوان الخاصة التابعة لحزب الله، قُتل إلى جانب عشرة من كبار قادة الوحدة. وقالت مصادر أمنية لرويترز إن المنطقة المستهدفة كانت قريبة من منشآت رئيسية لحزب الله.

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الهجمات الإسرائيلية ستستمر، وكتب على موقع X: "ستستمر سلسلة الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".

كانت هذه الضربة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات التي هزت لبنان هذا الأسبوع، بعد عملية غير عادية من مرحلتين أدت إلى تفجير آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التي يحملها أعضاء حزب الله في وقت واحد. وقد أسفرت العملية، التي يُفترض أنها من تنفيذ إسرائيل، عن إصابة أكثر من 3000 شخص ووفاة 42 شخصًا على الأقل.

وهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها العاصمة اللبنانية بيروت لغارة جوية إسرائيلية منذ بدء القتال بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بعد أن أطلق حزب الله صواريخ "تضامنا" مع هجوم حماس في اليوم السابق.

وأظهرت مقاطع فيديو سيارات محترقة وحطاما متناثرا عبر الشارع من مبنى بدا أن الطابقين الأولين منه قد تهدما بفعل الانفجار. وذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية أن أربعة صواريخ ضربت المبنى في منطقة جاموس السكنية في جنوب بيروت خلال ساعة الذروة.

وطلب الدفاع المدني اللبناني من المواطنين البقاء في منازلهم لإبقاء الطرقات خالية أمام عمال الطوارئ الذين ينقلون الجرحى إلى المستشفيات. وشارك اللبنانيون صور أحبائهم الذين فقدوا في أعقاب الضربة، مرفقين بأرقام هواتفهم في حال رآهم أحد.

في ليلة الخميس، شهدت جنوب لبنان سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية الأكثر كثافة منذ أكتوبر. ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات على القرى الحدودية في الجنوب، في إشارة إلى ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأنه بداية مرحلة جديدة في الحرب.

وقال حسن شيت، أحد المستجيبين الأوائل في قرية كفر كلا الحدودية: "لقد بلغ الدمار أقصى ما يمكنك رؤيته. لقد هدموا حوالي 30 منزلاً بين عشية وضحاها. وتم تدمير حي بأكمله".

ونشر صورا لمنازل مدمرة وسيارات إنقاذ تزيل الأنقاض من الطريق الرئيسي على طول السياج الحدودي مع إسرائيل، حيث رافقت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عمال الطوارئ من أجل سلامتهم.

وقال تشيت: "الحمد لله لم تقع خسائر في الأرواح أو في صفوف المدنيين، أما الباقي فيمكن التعامل معه"

وردا على القصف الإسرائيلي، أطلق حزب الله أكثر من 100 صاروخ على شمال فلسطين المحتلة فجر الجمعة، حيث أصاب قواعد عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة.

وفي بيروت، استعد الأطباء المتعبون لتدفق المزيد من الجرحى بعد سماع أنباء الهجوم الذي وقع يوم الجمعة.

"في الحقيقة، نحن نعمل على مدار الساعة. لقد أجرينا 50 عملية جراحية في اليومين والنصف الماضيين، ولدينا ثلاث غرف فقط لأننا نحتاج إلى مجاهر متخصصة لإجراء العمليات"، هذا ما قاله سامي رزق، الرئيس التنفيذي لمركز طبي لبناني.

لقد أدت انفجارات أجهزة النداء واللاسلكي التي هزت لبنان إلى نقل آلاف المرضى إلى المستشفيات في غضون ساعات قليلة. ووصف الأطباء مشاهد مروعة في غرف الطوارئ، حيث اضطر الموظفون المنهكون إلى علاج المرضى على الأرض بسبب نقص الأسرة المتاحة.

لقد فقد العديد من المرضى أيديهم وأعينهم. وكان أغلبهم يحاولون الوصول إلى أجهزة النداء الخاصة بهم أو وضعوها على وجوههم عندما انفجرت.

"إننا نعيش في نوع جديد من الحرب حيث لا بد من الاستعانة بتخصص واحد: طب العيون"، كما قال رزق. "في حالات الحرب، يتم الاستعانة بأطباء العيون بنسبة 5 إلى 10% من الوقت؛ أما هنا فقد بلغت النسبة أكثر من 90%". وأضاف أنه كان الأمر وكأنه ينظر إلى "نفس المريض" مرارا وتكرارا.

وقال رزق إن الإصابات الناتجة عن ذلك ستكون طويلة الأمد وستتطلب رعاية مدى الحياة. وأضاف: "لن تكون هناك أصابع أو عيون بعد الآن: سيكون الأمر صعبًا على المدى الطويل. وسوف يشكل عبئًا ثقيلًا على المجتمع وهؤلاء الشباب الفقراء".

وبالنسبة لمسؤولي الصحة في لبنان، كانت الهجمات بمثابة اختبار ضغط شديد لقطاع الرعاية الصحية، الذي كان يستعد للتعامل مع الأحداث التي قد تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا منذ بدء الحرب في أكتوبر.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض: "لقد تم اختبار القطاع الصحي في لبنان ووجدنا دائمًا أنه قادر على الاستجابة. إن القطاع الصحي اللبناني هو حقًا نظام صحي مرن".

وقال إنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ خمس سنوات، إلا أنها تمكنت من التعامل مع أزمات متتالية مثل كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي أدى إلى إصابة 7 آلاف شخص ومقتل 218 شخصا على الأقل.

ورغم التعامل بنجاح مع هجومين ضخمين خلال أسبوع واحد، فإن وزير الصحة ينظر إلى المستقبل بحذر، حيث أن هجوم يوم الجمعة جعل إمكانية اندلاع حرب على مستوى البلاد مع إسرائيل أقرب من أي وقت مضى.

"هل يعني هذا أننا بحاجة إلى مواصلة اختباره؟ آمل ألا يكون الأمر كذلك، وآمل ألا نكتشف أبدًا أي أزمة ستكون كافية لإسقاطه"، قال أبيض.

وفي المملكة المتحدة، ناقش وزير الخارجية ديفيد لامي الاستعدادات لإجلاء البريطانيين المتبقين من لبنان، بعد أن حث بالفعل الرعايا البريطانيين على مغادرة البلاد في ضوء الأعمال العدائية مع إسرائيل.

وكرر تحذير وزارة الخارجية للمواطنين البريطانيين، وحثهم على مغادرة لبنان "بينما لا تزال الرحلات التجارية قائمة"، لأن الوضع "قد يتدهور بسرعة".

لقراءة الموضوع بالإنجليزية يرجى الضغط هنا