توجهت بالأمس الى مستشفى الموظفين للعرض على الإستشارى لصرف علاجى الشهرى المتكرر .. بدأت الرحلة صباحاً للمنطقة الطبية التابع لها .. تم التسجيل من خلال طابور ثم العرض ثم التحويل إلى الإستشارى .. الذى وصلت إليه فى تمام الواحدة ظهراً، فرمقنى بنظرة وأردف قائلاً: تحضر غداً فى التاسعة صباحاً .. فأخبرته باننى مريض قلب وسكر ولا أستطيع تحمل كل هذه المعاناة وتكرارها .. فأجاب بصلف: هذا لا يعنينى أنا ملتزم بعدد محدود من الحالات (شغال بالحتة) ثرت عليه ولعنت أبو خاش الكل، نعم أعنى تماماً الكل، هو ومن يقوده ومن تركه يعامل المرضى بصلف دون عقاب.
توجهت لمدير المستشفى فكانت البلوى الأعظم حيث أجابنى أننى ليس لى سلطة عقابه، وأخبرنى أن التأمين الصحى مستأجر لعيادات المستشفى .. أنظروا معى إلى عبقرية الدولة وعبثها بالمواطن، فأجبته يعنى أيه مأجرين هو كشك سجاير فى ميدان رمسيس؟.. قلت له لن أتحرك من هنا إلا بعد أداء الخدمة لى، وهذا حقى عليك وعلى وزيرك وعلى رئيس الدولة نفسه. فقال لي: إذاً إذهب لرئيس الخدمات الطبية لمنطقة شمال الجيزة ومكتبه على بعد خطوات من المشفى .. حسناً توجهت يقودنى سخطى على كل شيء صعدت الى مكتب المدير فمنعت من الدخول، فدخلت عليه بالقوة وبدأت موجات الغضب تسيطر على حديثى معه، وقلت له: الأن أريد علاجى ولا يعنينى مبرراتكم الواهية والسخيفة، وسأتواصل الأن مع مجلس الوزراء حالاً.
هدأ الرجل من ثورتى وبدأ يجري إتصالاته، المهم تم كتابة الدواء لي وشكرته وانصرفت. توجهت إلى الصيدلية لصرفه فلم أجده، توجهت لصيدلية أخرى فلم أجده أيضاً.
عدت مجدداً من حيث بدأت فقرروا الصرف من الصيدليات الخاصة، فعلت فلم أجده أيضاً، بعد كل هذه المعاناه يماطلوننا على صرف دواء غير موجود لا بالصيدليات العامة ولا الخاصة .. يا إلهى ما كل هذا العجز؟ كيف يطيب لكم الجلوس على كراسيكم أيها الحمقى والفاشلون وماذا تبقى من الدولة إذاً .. حفنة من المؤسسات المهترئة والبليدة .. وبعد كل هذا تحدثوننا عن الوطن والإنتماء .. أين الوطن؟! ولمن ننتمى .. للعجز والفشل والفساد وديدان العفن .. أما آن لكم أن ترحلوا جميعاً وتتركوا لنا هذا الوطن؟.. أتركوه لمن أحبه وضحى من أجله، فهم وحدهم القادرون على البعث والبناء وإعادة العافية فى أوصاله.. أما أنتم فلا أمل يرجى منكم.. بالمناسبة تذكرت اعتذار رئيس الوزراء للأخوة السعوديين عن تصديرنا البيروقراطية إليهم.. كان أولى بك أن تعتذر للشعب المصري عما تفعلوه بنا ببيروقراطيتكم القميئة التى جعلتموها شرعة ومنهاجاً لأدائكم للأسف.. لا أطلب منكم التغيير، لأنكم لا تقدرون عليه فمن تعود الحبو والانبطاح لا يقوى على السير تحت الشمس بشموخ.. ستبقى لعناتنا تلاحقكم وسيدينكم التاريخ وستظللكم بيارق الخزى والعار.
والى الشعــــر :
لساكى قادرة ع الأذان .... وأنا فى الميدان
ومعايا غيرى من الولاد .... أكبر عدد .. الله مدد
حى على هذا البلد .... نزرع غيطان القمح .. بسنابل دهب
----------------------------------
بقلم: سعيد صابر