31 - 10 - 2024

نصر أكتوبر واتحاد القبائل والعائلات

نصر أكتوبر واتحاد القبائل والعائلات

احتفل أتحاد القبائل والعائلات المصرية السبت الفائت بأنتصار القوات المسلحة والشعب المصري في ٦ أكتوبر ١٩٧٣ . وحضر الاحتفال رئيس الجمهورية بأعتباره رئيسا شرفيا لهذا الاتحاد مع حشد هائل من جميع المحافظات عن طريق الأجهزة والأحزاب.

بداية فإن نصر أكتوبر سيظل طوال التاريخ فخرا لكل مصرى عاش ويعيش على أرض الوطن العزيز. ولذا فالاحتفال بمثل هذه المناسبات القومية والتاريخية هى احتفالات لمجمل الشعب المصرى دون تحديد لهويات أو انتماءات بعينها. 

أما فكرة العائلات والقبائل هذه، فمصر يوجد بها ملايين العائلات التى تضم وتمثل الشعب المصرى. هنا، هل هذا الاتحاد يضم تلك الملايين لهذه التسمية؟ ام أن هناك من العائلات التى تمتاز بمركز مالى أو قبلى أو جهوى ...الخ. هى الممثلة فى هذا الاتحاد؟ وما مكان العائلات الأخرى ومنها الفقيرة والعشوائية الخ. من هذا الاحتفال ؟ 

أما حكاية القبائل والقبلية، فمن المعروف أن أصل تلك القبائل وأنتماءاتها القبلية يرجع جغرافيا إلى الصحراء العربية، فقد أطلعت أثناء إحدى زياراتى لليبيا على خريطة توضح المسار الجغرافى لهذه العائلات واسمائها من هناك إلى أماكن استقرارها غرب الصحراء : مصر . ليبيا . تونس . الجزائر .

وهذا يعنى أن هذه القبائل تعتز بهذا الانتماء ذا الظلال الدينية، حتى أنهم مازالوا يحتفظون ببعض عاداتهم وتقاليدهم فى عدم تعليم البنات وعدم التزاوج ممن هم خارج هذه القبائل ويعتبرون أنفسهم عربا وباقى المصريين الذين لا ينتمون إلى هذا القبائل (فلاحين) !!!

هنا لابد أن نذكر أن الشخصية الحضارية والثقافية المصرية ذات تعددية وروافد ثقافية (ثقافة إسلامية . قبطية . نوبية . بدوية ..الخ) وهذه الروافد الثقافية تصب وتشكل مجمل الثقافة المصرية الجامعة. فهل بهذا الاتحاد نريد تفكيك تلك اللحمة المصرية الفريدة بأعادة الانتماءات القبلية (قبائل وعائلات . مسلم ومسيحى . نوبى وبدوى . صعيدى وبحراوى)؟ 

هنا، وهذا هو الأهم، هل فى ظل تلك التحديات غير المسبوقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، والتى تحتاج التضافر والتلاحم الوطنى حول هوية واحدة مصرية جامعة، نلجأ لمثل هذه التنظيمات التى توجد حساسيات بين أبناء الوطن الواحد؟ أقول هذا لأننى كمواطن أفخر بمواطنتى وانتمائى إلى مصر الغالية والعزيزة ولكن لم يسعدنى الحظ بالانتماء إلى عائلة ذات جاه، ولا أنتمى لقبيلة لا علاقة لى بها غير أننا أبناء وطن واحد وهوية واحدة وانتماء واحد. 

لذا أعتقد أن هذه الفكرة لا تتوافق مع ظروف الوطن ولا تعمل على تأكيد وحدة ابنائه التى كانت بالرغم من التعددية والتى ستظل باذن الله حامية لسلامة الوطن. ولفت نظرى حديث للعرجانى الذى لم أعرفه ولم اعرف تاريخه ونضالاته السابقة لقناة العربية جاء فيه: أن الهجوم  على الاتحاد تقف خلفه جماعات الهدم من أعداء الوطن الذين يسعون لاحداث فتنة بين الشعب وقياداته؟؟ ولا أعلم هل إبداء الرأى فى قضية تخص الوطن وخوفا على سلامته من وجهة نظر أصحابها يعنى هذا أنهم قد أصبحوا خونة ويريدون أحداث فتنة؟ أخبرونا ياسادة؟ نقول إم نصمت، كما يريد لنا هذا العرجانى؟ حمى الله مصر وشعبها العظيم وطننا جميعا الغالى والعزيز من كل مكيدة ومن كل فتنة .
--------------------------
بقلم: جمال أسعد


مقالات اخرى للكاتب

نصر أكتوبر واتحاد القبائل والعائلات