24 - 12 - 2024

ندوة بيئية: تسميم التربة والمياه وحرق الأشجار جرائم حرب لاتسقط بالتقادم

ندوة بيئية: تسميم التربة والمياه وحرق الأشجار جرائم حرب لاتسقط بالتقادم

بدعوة من "كتاب البيئة"والشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية":
* مبادرة لتوثيق جرائم "إسرائيل" ضد البيئة والتراث فى غزة ولبنان
* تحذير من كوارث بيئية تتخطى حدود غزة ولبنان وتمتد لكل العالم
* إختلال التوازن البيولوجى وموت الكائنات البحرية بسبب حموضة المياه 

انتهت ندوة "الاستهداف الاسرائيلى الممنهج للتراث اللبناني" إلى إطلاق مبادرة يشارك فيها الجميع من داخل الأراضى اللبنانية والفلسطينية ويدعمها بالأبحاث خبراء العرب  بهدف توثيق جرائم الحرب ضد البيئة والتراث، وسينسق للمبادرة بالتعاون مع جامعة الدول العربية د. مجدى علام الأمين العام لمجلس خبراء البيئة العرب.

نظمت الندوة جمعية كتاب البيئة المصرية بالتعاون مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية وبمشاركة الاتحاد العربى للشباب والبيئة مساء أمس السبت.

أدار الندوة عبر تطبيق زوم د. ناهد الرواس، عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العربى للشباب والبيئة بلبنان، وتحدث فيها د. مجدى علام – أمين عام إتحاد خبراء البيئة العرب – و د. سيد خليفة – رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة – و د. محمود بكر – رئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة و د. ماريز يونس – رئيسة الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية – و د. عبد القادر دحدوح – أستاذ التعليم العالى بالمركز الجامعى تيبازة الجزائر-.

موت الكائنات الحية

تناول د. مجدى علام فى كلمته أثر الحرب فى غزة ولبنان على التوازن البيولوجى وزيادة الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري، موضحا أن درجة حرارة الكرة الأرضية زادت 1.1 درجة مئوية، ومن المتوقع تعدى الدرجة والنصف عام 2050، كما حذر من زيادة حموضة المياه مما يؤدي لموت الكائنات البحرية، وحذر من المخاطر التى ستظهر مستقبلا ليس فقط فى غزة ولبنان وإنما على بيئة دول الجوار، بل والعالم أجمع فالآثار البيئية لاتعرف الحدود.

وضرب مثالا بالجفاف الذى أصاب أفريقيا بسبب قطع البرازيل للأشجار فى حوض نهر الأمازون، موضحا وجود ترابط بين الغلاف الجوى والمائى والأرض. وتوقع زيادة حدة كوارث التطرف المناخى من عواصف وزحف رمال على أراضى زراعية وسيول .

وأكد د. مجدى خطوة الآثار المستقبلية من واقع مشاركته فى أعمال لجان درست أثر الحرب على البيئة فى العراق، وقال إن الأمراض التى خلفتها الحرب لازالت تصيب أهل العراق وأن مساحات زراعية كبيرة لم تعد صالحة.

ودعا د. علام إلى تحرك عملى على الأرض يشارك فيه الجميع بتصوير كل الأعمال التدميرية التى تستهدف بها "إسرائيل" البيئة والتراث، هذا على الجانب الشعبي، مشددا على أهمية التوثيق بالصور والتاريخ وتحديد الأماكن، متفائلا بانه سيأتى يوم لمحاكمة "إسرائيل" على كل جرائمها، ودعا لنشر كل صور الإبادة التى نالت البشر والشجر والبحر والحجر، وعلى الجانب الأكاديمى والبحثى اقترح د. مجدى تشكيل لجنة من علماء العالم العربى فى الفيزياء والكيمياء والبيولوجى والبيئة لدراسة تأثير العدوان على البيئة ودعم ذلك بالحجج والأدلة، ورفع تقارير بأعمال اللجنة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الزيتون والفراولة

تحدث د. سيد خليفة - رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة – عن أثر الحرب على الأراضى الزراعية، والمحاصيل التى تشتهر بها لبنان الموز والتفاح وما تشتهر به غزة من أشجار الزيتون ومحصول الفراولة، مؤكدا خطورة تدمير الزراعة على الأمن الغذائى وعلى الاستقرار وحدوث موجات الهجرة الإضطرارية بحثا عن الأمن والغذاء.

مصادر المعلومات

تحت عنوان التحديات التى تواجه الإعلام البيئى عند تناول تأثيرات الحرب فى غزة ولبنان جاءت  كلمة د. محمود بكر – رئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة - مشيرا إلى أن التحدى الأكبر عدم توفر مصادر معلومات تمد الصحفيين والإعلاميين بحقيقة مايحدث موثقة بالأدلة والصور، وقال: يعتمد الإعلاميون العرب على ما تبثه وكالات الأنباء الغربية والاعلام الأجنبي الذى يخضع لسيطرة وتأثير اليهود، وطالب بوجود قائمة مصادر متنوعة من داخل مناطق الحرب فى غزة ولبنان تمد الاعلاميين بالحقيقة موثقة.

التحدى الثانى هو مع تدفق الدماء وإبادة البشر تتوارى أخبار إبادة البيئة وتدمير التراث، مؤكدا إن الحرب ضد البيئة والتراث تستهدف الانسان أيضا.

التحدى الثالث هو سيطرة الخبر السريع على التغطية وغياب التغطية المعمقة مع محدودية المساحات المخصصة للبيئة وقضاياها.

طمس التاريخ

عرضت د. ماريز يونس - مؤسس ورئيس الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية - الأهمية التاريخية لمدينة صور كمدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط ونقطة التقاء للحضارات المختلفة، وتساءلت: كيف انتقلت صور من قائمة مواقع التراث العالمى إلى قائمة المستهدفة من العدوان الاسرائيلى على مرأى من العالم ومنظمة اليونسكو.

وقالت إن إستهداف صور هو إستهداف للحضارة وللإنسانية، بهدف طمس التاريخ، فدولة بلا تاريخ يوجعها الأماكن الشاهدة على الحضارة والتاريخ.

وتناول د. عبد القادر دحدوح – أستاذ التعليم العالى بالمركز الجامعى تيبازة الجزائر- بالصور والخرائط المواقع التراثية والتاريخية المهددة وتلك التى نالها العدوان، مستندا للقوانين والاتفاقيات الدولية التى تجرم هذه الأفعال.

شارك فى الندوة بالمداخلات والأسئلة أعضاء جمعية كتاب البيئة  وصحفيون من عدة دول عربية.
---------------------------------
تقرير: نجوى طنطاوي