تحول حرم جامعة القاهرة، صرح العلم والمعرفة، إلى مسلخ دموي يهتز له وجدان كل إنسان، ففي أعماق كلية الطب البيطري، حيث يتم تقطيع كلاب وقطط الشوارع، وهي على قيد الحياة وسط صرخات و استغاثات، والعثورعلي بعضها مقيدة الأرجل ومغلقة الأفواه ، وتم حشرها في أكياس، في إنتظار تجارب علمية قاسية، وتعذيب حيوانات بريئة في تجارب قد لا تكون ضرورية، بحجة تدريب الطلبة تحت إطار شرعي.
وانتشرت فيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بفتح تحقيق عاجل وبتدخل نقابة الاطباء البيطريين وكشف الحقيقة كاملة، خاصة فيما يحدث بقسم الجراحة، البعض يرى أن هذه فضيحة لمؤسسة تعليمية داخل أعرق جامعة مصرية، حيث تتم مراحل تعذيب الحيوانات بكسر عظامها، وفتح بطونها وخياطتها مرارًا وتكراراً، وكسر أطرافها وتجبيسها. وفي النهاية، يتم حقنها بمادة قاتلة لإنهاء حياتها المأساوية.
الجانب القانوني:
تقوم أغلب المجمعات السكنية بإستخدام شركات مكافحة الآفات للتخلص من الكلاب دون تصريح، بينما قالت د. إيمان بكر عميد كليه الطب البيطري بجامعة القاهرة، أن شخصا ما يعمل كصائد كلاب، لا علاقة له بالجامعة، قام بنقل الكلاب بهذة الطريقة ووضعها في زكائب، وقمنا بتعنيفه في توقيت استضافه أحد رواد صاحب حالة أخري نقوم بعلاجها وهو الذي قام بالتصوير.
وقال فايز صليب وكيل كلية الطب البيطري لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن بعض المقاطع المصورة على الصفحات والتي تظهر كلابا مقيدة في منظر مشين لا تقبله كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة بثت من داخل الكلية، بل لا نعلم عنها أي شيء، وسارع المختصون بالكلية، وتمت مخاطبة الجمعيات والمحليات بإلغاء التعاقد مع هذا الشخص نهائيا.
وقال الدكتور مجدي حسن نقيب البيطريين علي إحدى القنوات المصرية، أنه قد انتهى من التحقيقات ولكن نحتاج المزيد من الأدلة الرسمية بعيدا عن السوشال ميديا، متجاهلا نزول بيان تم حذفه لاحقا يقول إنه تم التفاعل مع الشكاوى غير الإنسانية التي نشرت عبر وسائل التواصل.
انتهاك وتنكيل بحقوق الحيوان:
قامت المحاميتان ثناء الحكيم و سحر شمس بتقديم بلاغ للنائب العام ضد انتهاك كليه الطب البيطري جامعة القاهرة لحقوق الحيوانات بتفويض من جمعيه "كارت" لإنقاذ الحيوان ضمن سلسلة من الإجراءات تتخذها الجمعية، سعيا لوقف الانتهاكات الوحشية التي تمارس ضد الحيوانات بداخل الكلية، علي حد وصفها، كما قدمت هدي مقلد، متحدثة جمعية حياة قلب، إحدى جمعيات الرفق بالحيوانات بلاغا للنيابة الإدارية ضد عميدة كلية طب بيطري بجامعة القاهرة برقم المحضر رقم ١٢٦٨٩ بتاريخ ١٧ أكتوبر في واقعة تقييد وتعذيب كلاب الشارع داخل أجوله بلاستيكية وإدراج ما حدث تحت بند وقائع تعذيب حيوانات مستأنسة.
و أعلن د.وحيد الكيلاني، عضو لجنه الحوار بنقابه المحامين، أنه جهز إنذارا رسميا لوزير التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة بسرعة وقف والتحقيق مع د. خديجة جعفر لرفضها استخدام بدائل عن الحيوانات الحية من القطط والكلاب وتتفنن في تعذيب الحيوانات.
وصرحت هدي مقلد، أن عدد البلاغات المقدمة للنيابة الإدارية بلغ ٦ بلاغات، و ١٣ بلاغا آخر للنائب العام مع تقديم فلاشة كاملة لإثبات الوقائع، وانها تستهدف توصيل الشكوى للمجلس الأعلى للجامعات، فلم يبد أي مسؤول مرونة.
وأضافت مقلد، لدينا وقائع مثبتة وشهود عيان علي المقاطع المنتشرة من داخل جامعة القاهرة وأسيوط وبني سويف، وأن أعداد الحيوانات المحتجزة في الأقفاص لدي جامعة القاهرة لا نعلمها، من الممكن أن تصل إلي ٣٠ كلبا تنتظر مصيرها، وأثبتنا واقعة تخص كلبا حالق الظهر في قسم العظام، متروك بلا ماء ولا طعام وكأنه ينتظر الإعدام، وكل جامعة تحوي محرقة متعارف عليها، وتشير إلى أن تضارب التصريحات يثبت كذب المسؤولين، في بداية الواقعة قيل أن الكلاب المكبلة ملك لأصحابها، ثم اعترفت د.خديجة جعفر صاحبة فكرة إجراء التجارب علي الحيوان المعافي والحي، وهناك صائد دخل الحرم الجامعي، فكيف يكون ذلك الا بأمر مباشر من عميد الكلية في وقائع متكررة باستمرار، وكذلك التعاقد مع شركة مكافحة لتوريد الحيوانات، ثم أن هناك أيضا سيدة أضطرت لشراء كلاب تستغيث في أقفاص داخل غرف وبلا عناية من الصياد داخل الحرم الجامعي أيضا بإحدى الكليات أطلق عليها "غرف الإعدام"، وكلهم شهود على أن هذه العمليات تتم داخل الجامعات، وأكبر دليل تعليقات الطلبة والعاملين أنفسهم.
و قالت المحامية ثناء الحكيم، أن طبقا لنص القانون 29 لعام 2023 والإتفاقات الدولية، فأنه ممنوع التعدي علي كلاب الشوارع المصرية ومن يتعدي يواجه القانون وخصوصا المادة 357 التي تقضي بالسجن من 6 شهور الي عام والغرامة ، فالحيوانات الأليفة محمية بنص الدستور والقانون ومن يتعدي أيضا علي حيوان، يواجه جمعيات الرفق بالحيوان.
و أضافت الحكيم، لقد انتشرت الوحشية والجريمة في مصر والتنكيل بالحيوانات وسط أسوأ موجة تطرف وعنف وتراجع اخلاقي تجتاح المجتمع، و أن ناشري الجريمة والعنف أشد وأكثر خطورة من جماعات التطرف.
وأوضحت الحكيم، أن د. خديجة جعفر، ترفض أستخدام البدائل نهائيا وتصر علي استخدام الحيوانات الحية بالرغم من استخدام كل الدول للبدائل، وهي طبيبة لا تعبأ بالتعذيب، وتصر علي تراجعنا الي الخلف منتهكة حق الحياة، متسببة في الفزع للضعيف، وطالبت عبر صفحتها، بإعلان المجلس الأعلى للجامعات إستخدام البدائل علي مستوي جامعات مصر ووقف أستخدام الحيوانات الحية وإعلان قوانين الرفق في مصر أسوة بكل الدول المحترمة، حيث تتم عمليات تعذيب للحيوانات قبل إعدامها، وتستخدم أجسادها لتدريب الطلاب على إجراء عمليات جراحية معقدة بطريقة غير إنسانية وغير قانونية وتتحول المعامل إلى مختبرات، حيث يتم إجراء تجارب طبية قاسية، وتدريب الطلاب على إجراء عمليات جراحية معقدة دون أي رادع أخلاقي أو قانوني، وفتح البطن وتعلم الخياطة، وكسر العظام وتركيب الأطراف الصناعية، وإزالة الأحشاء، كجزء من تدريبهم الطبي، والكارثة أن تترك الجامعة الحيوانات دون علاج بحجة الإمكانيات بدل من تسليمها إلي جمعيات بعد أن كانت سليمة وفي الغالب لا يريدها أصحاب الكومباوندات.
وعلقت الحكيم أيضا علي نقيب البيطريين، فتقول أنه أثبت الاتهامات علي نفسه وهو يقول أن الكلاب شبه متوفاة ولا يعقل أن كل الحالات التي تم تسليمها في حالة متأخرة، وجهات التحقيق ستثبت مطابقة الفيديوهات بغرف من داخل الحرم الجامعي، بدلا من أن يتعلم الطلبة علي ماكتات متوفرة بالفعل، أو علي جثث للحيوانات التي ماتت نتيجة الحوادث.
وقد أعلنت الحكيم عبر فيديو علي صفحتها بالفيس بوك، تسجيل واقعة جديدة لقتل الكلاب بالسم في مدينة الفردوس شرطة عمارة ٢٣ و ٢٤ بالرغم من تعقيم الكلاب، والتقدم ببلاغ رسمي، ووثقت مقطعا آخر لأحد السكان يؤكد مرور سيارة نصف نقل تحقن كلاب الشارع بسموم إجبارية بمدينة المستقبل وتقتل كلاب المدينة في مشهد مهين.
الضغوط وغياب الرقابة:
وأصدرت لجنة جامعة القاهرة لأخلاقيات رعاية واستخدام الحيوانات في التعليم والبحث العلمي برئاسة الدكتورة خديجة جعفر بيانا، أكدت أنها غير مسؤولة بأي صورة عن قرارات لجنة كلية الطب البيطري لأخلاقيات التعامل مع حيوانات التجارب ولا تقع تحت إشرافها، وانه لم يسبق للجنة إعطاء أي موافقة أخلاقية لأي كلية بجامعة القاهرة حول أي برنامج دراسي.
و ذكرت ندا علي، إحدى المتطوعات في جمعية فرصة للرفق بالحيوان، على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه تم أستلام مجموعة من الأشبال البريئة من قسم الجراحة بكليه الطب البيطري، وهي بحاجة ماسة إلى الحب والعناية بعد أن كانت في أجوله مربوطة بحبل أسود، حيث نظرت لواحد من الجراء وقلت في نفسي "أنت في آمان وتحركت لأني سمعت صوتك العالي بسبب ربطة فمك".
بينما قالت حنان عاطف زكي، صاحبة أحد ملاجئ الإنقاذ بالقاهرة "فوريفر"، عبر صفحتها علي الفيسبوك، لقد أنقذنا سبعة كلاب بريئة من كلية الطب البيطري، حيث تم العثور عليها في ظروف مروعة ونشرت فيديو لحالتها والخوف في عيونها عندما وصلت، ترتجف وتنظر إلى الجدران وكل واحد منها يبكي بصمت طلبًا للمساعدة، حتى إن أن واحدا منها جاء بجروح مرئية في ساقيه ومخالبه، ولحسن الحظ، قاتلنا اليوم، وكل الكلاب السبعة الآن بأمان معنا.
و أوضحت زكي، أن نفس مشهد الكلاب ذكرنا بواقعة حدثت في منطقه الخمائل بأكتوبر، في شهر ديسمبر عام ٢٠٢١، فهناك شخص يدعي أ.ط يقوم بتوريد الكلاب للكلية، ومازالت القضية متداولة في المحاكم، وهكذا يحدث في الكلاب الذي تحتجزها شركات مكافحة الزواحف، وهؤلاء ممنوعون من الصيد بلا ترخيص و يتقاضون ٣٠٠ جنيه علي الحيوان الواحد، وهناك مورد واحد رسمي بنفس طريقة الصيد بالفخاخ والضرب والربط.
وطالبت نشوى فتحي، وهي واحدة من مرضي اضطراب ثنائي القطب ومؤلفة كتاب "أنا وثنائي القطب"، عبر فيديو، بإقالة عميدة كلية الطب البيطري، وقالت إن كهربه حيوان معافى تجبر الطلبة علي إتباع الطرق بالرغم من عدم رضاهم، خوفا من تعرضهم للرسوب في المواد، فلا يجد طرقا أخري للتمرين بعكس ما يحدث مع أطباء البشري الذين يتعلمون علي يد أساتذة داخل غرف العمليات، فكيف ينجحون علي جثث حيوانات لا تنطق.
بينما قالت طالبة في كلية الطب البيطري بالقاهرة، رفضت ذكر اسمها، أن معاملة الحيوانات تبدو بشعة ، فهي تترك بلا أدوية، وإن وجدت فهي منتهية الصلاحية، وتترك الحيوانات بلا علاج لعدم الإمكانيات، بالرغْم من عرض أكثر من جهة المساعدة، إلا أن عميدة الكلية لا تستمع لأحد.
و قالت ي.ن مديرة أحد مراكز إنقاذ الحيوانات، أنه تم توثيق آلاف الحالات في عام ٢٠٢٤ بكليات الطب البيطري في بعض الجامعات المصرية، مثل القاهرة وجامعة بني سويف وأسيوط، حيث يتم الإبلاغ بالأدلة عن ممارسات تتعارض مع أبسط مبادئ الرحمة، تبدأ بتركها بلا طعام أو ماء لفترات طويلة، وما يلي ذلك هو مشهد محزن يدمي القلب، حيث تُعرض هذه الحيوانات لمجموعة من الانتهاكات المروعة، بما في ذلك، السقوط من أدوار عالية، والصدمات الكهربائية لإحداث ألم شديد حتى الموت، برغم وجود طرق أكثر إنسانية، والتخدير المتكرر لدخولها عمليات دون الحاجة إليها والعمليات الجراحية غير الضرورية: مثل قطع الأطراف لأغراض تعليمية، دون النظر إلى المعاناة التي تتسبب بها هذه الإجراءات، وتُرمى الحيوانات الميتة أو التي لا تزل تعاني في مقالب القمامة أو في محرقة داخل الجامعات، أو تحقن بالكلور للتخلص منها.
وتساءلت عن الهدف من هذه الممارسات؟ هل هو حقًا التعليم، أم هو البحث عن تقليل التكاليف على حساب كائنات حية؟ فهناك حاجة ماسة لوضع معايير واضحة ورادعة تضمن عدم تكرار هذه الممارسات المروعة، لأن مصر بحاجة إلى تجديد الخطاب الديني، بسبب التحريض من قبل بعض رجال الدين الذين يقولون إن الكلاب نجسة ويجب قتلها، فإن هذه الكلاب من 6 سلالات فرعونية. يجب إنقاذها.
البدائل والحلول:
عرض أحمد الشوربجي عبر صفحته الشخصية، مؤسس جمعية "هوب" للرفق بالحيوان، مبادرة مقدمة الي كلية طب بيطري جامعة القاهرة بتوقيع اتفاقية تفاهم وتعاون للوصول لهدف مشترك وهو تدريب أجيال من الأطباء البيطريين بشكل رحيم يمنع تكرار الحوادث الأليمة وإزهاق الأرواح الذي يمكن بكل سهولة تجنبه والفظائع الذي تكررت عبر السنين في مقر الكلية، علي حد وصفه، وعرض توثيقا بالأفواج وشهادات الطلاب عن الاستفادة الرحيمة من المبادرة منذ ٢٠١٧.
و قالت منة قطب، مؤسس حملة "نصلح الكوكب"، عبر فيديو علي التيك توك، أن الحل هو توقيع بروتوكولات تعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان، مثلما حدث في عام ٢٠١٩ تدرب الطلبة علي حيوانات تحتاج للمساعدة في ملجأ "هوب" تشمل ٢٥٠٠ طالب، بشهادة الطلاب وجدوا استفادة، مؤكدة أن مصر دوله عريقة وفي ظل مجهودات الرئيس، يأتي القائمون علي مؤسسة معينة بإعادتنا خطوات للخلف، بالرغم اننا نستقبل طلابا من كل العالم.
بينما يوضح د. إيهاب الصواف، أحد الأطباء البيطريين، و صاحب عيادة بالقاهرة، إن معاملة كل الحيوانات تتم بصورة إجرامية، وأن الطلبة يحقنون بالسادية واستسهال الاستهتار بالأرواح من بداية التعقيم للتعذيب بعمليات تتم بتخدير ضعيف لعدم علاج الحيوانات بالمسكنات على الأقل بعد العمليات، حيث يتم استقبالنا في العام الأول في قسم الحمير التي تموت بتصفية دمها من ثقب وريد الرقبة، وفي سنة رابعة يتم التشريح وكهربة الحمير في الأعضاء التناسلية والجراحة، كل طبيب يحمل حقنة ويتعلم بهذة الطريقة.
ويضيف الصواف، أنه أكثر من ٥ إبر تغرس في وقت واحد في الرقبة وفي المفاصل وفي الوريد وفي فقرات الذيل، بينما يقوم أستاذ الجراحة بتقييد كلب شبه يقظ، و يقوم بفتح أرجله وينشر العظم ويركب مسمارا تافها لا يصلح لعملية الإصلاح ويغلق الجرح، ثم يقومون برمي الكلب الذي ظل أغلب الوقت يقظا في الأقفاص دون مسكن ولا علاج أو حتى طعام، لكي يقوم في اليوم الثاني.
ويؤكد الصواف أنه بالقسم يتم تلقيننا كيف نفتح المثانة لكلب سليم، و أول مرة أري قسم الكهرباء بعد ١٨ عاما من التخرج، لأني عندما سمعت كيف تتم، رفضت الحضور بالقسم، فالكلية، تغرس القسوة في الطلبة و هم أصحاب العيادات و يتعاملون مع الحالات، إلا من رحم ربي من الذين يحاولون الحفاظ علي إنسانيتهم وتحمل الأمانة.
و قالت مني خليل، المسؤولة باتحاد جمعيات الرفق بالحيوان، إنها ليست المرة الأولى، ودائما كانت لدينا إشكالية مع كلية طب بيطري على التعامل مع الكلاب التي يوردها أحد العاملين بالكلية، لصالح بعض الأطباء لإجراء بحوث عليها والتعامل، وخاطبنا الكلية أكثرمن مرة دون أستجابة.
وأضافت خليل، أن الكلاب التي تستخدم في العمليات لتدريب الطلبة لا يوجد بها مسكن ولا مضاد حيوي بعد العملية، و تعلمون أن الإشكالية ليست فيما يجري، بل من قام بالتصوير!
من جانبها، أوضحت دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان في مصر، وعضو الاتحاد الدولي لحماية الحيوان بهولندا، أن الانتهاكات وعدم وجود معايير لا تقتصر علي طب بيطري القاهرة بل أستخدام الحيوان الحي في كليات الصيدلة، والعلوم والطب البشري والأسنان، وكل الجامعات في مصر عدا جامعة مشتهر في بنها وحديثا جامعة بدر.
و أضافت ذو الفقار، أن مأساة التعليم العالي المزمنة تكمن في أن الميزانيات مهدرة، رصدت لتوريد حيوانات حية للتعليم أو البحث العلمي مع تجاهل تام لاستخدام البدائل المعتمدة منذ ٥٠ عاما مع إفراط تام في استخدام ضفادع الرنا التي أصبحت علي شفا الانقراض في مصر، باستثناء جامعة مشتهر ببنها حديثا وجامعة بدر بدأت استخدام البدائل والنماذج والمحاكاة بالكمبيوتر للوسائط المتعددة والواقع الافتراضي (VR) و جثث الحيوانات من مصادر أخلاقية والممارسة السريرية في مختبرات المختبر وكذلك زراعة الخلايا.
الإشراف الأكاديمي وسمعة الجامعة:
و قالت سمر الشرقاوي، الطالبة بكلية الطب البيطري، عبر صفحتها بالفيس بوك ردا علي هذة الحملة، أنقل تجربتي وشهادتي كفرد عامل في المكان، علي مدار ١٢ عاما في ظل إمكانيات ضئيلة لا تتناسب مع الخدمة، نعم مازال استخدام الحيوانات أو الاستدلال بها خلال العملية التعليمية أمر ثابت ومرخص حسب معايير لجنة الأخلاقيات، ويتم استبدال الحيوانات ببدائل تعليمية لإيصال المعلومة بنفس الكفاءة دون حرمة دينية، وبمعايير لجنة تحدد استخدام الحيوان في التدريس والبحث العلمي، بل وتمنعه أحيانا دون مرجع أو مانع وتؤدي نفس النتيجة، ولابد من مراقبه اللجنة لدرجات الألم.
و أضافت الشرقاوي، نعم تم إضافة الكثير من التجديدات، وقد غفل المسيئون عن ذكرها لتخطي مثل هذه النقطة الحساسة، في كثير من الحصص التعليمية يتم الاستعانة بحالات مرضية بعد استئذان أصحابها وموافقتهم ويتم عرض الحالات علي شاشات المدرج، واستخدام بدائل تعليمية مثل نماذج محاكاة الخياطة ونماذج من العظم وعمل أنشطة لنماذج الكسور والجروح والإصابات والتخدير، وحاليا يتم استخدامها في التدريس، وأخيرا يتم استخدام جثث للحيوانات بموافقة لجنة الأخلاقيات للعمليات الجراحية المهمة والمطلوبة بعد التخرج، وحاليا تقدم الكلية على مشروع تمويلي ضخم لإنشاء معمل مركزي للأقسام الإكلينيكية بحيث يتم مستقبلا استبدال الحيوانات الحية التي بها تدخل جراحي في غير الحالات المرضية.
و تساءلت الشرقاوي، عن كيفية الاستغناء عن الحيوانات الحية تماما في حصص الفحص الاكلينيكي مثل فحص العرج، أو الأربطة والتخدير؟ عن طريق حالات مرضية بقدر الإمكان وغير ذلك حين يكون وجودها ضروري، و أن الطالب لابد أن يحتك بالمريض و يتعامل لكسر حاجز الخوف.
الجانب الأخلاقي و الديني:
بدأت إذاعة القران الكريم تقديم حلقات عن حقوق الحيوان في الإسلام في برنامج "الدين القيّم" للدكتور عبدالحكم صالح سلامة، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
و قال الشيخ أحمد كريمه، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه يحرم إزهاق حياة كائن حي الا إذا كان مؤذيا فقط ودون تعذيب، حيث قال رسول الله- "ص" :"لا تتخذوا ذي الروح غرضا يرمي"
و أضاف كريمه، يحرم اتخاذ أي كائن حي للتصويب واللعب والتعذيب قولا واحدا، ولا توجد نصوص تبيح مطلقا، لكن توجد أراء شاذة من غير العلماء.
تداعيات نفسية:
و أثارت د. أماني السيد اللغط بسبب محادثة مسربة عبر الواتس آب، تنصح فيها أصحاب الشكاوي من كلاب الشوارع باتباع طريقه القتل بسم الفئران داخل لحمة مفرومة، ثم عاودت الاعتذار عبر تسجيل آخر بعد ضغوط أمنية، محاوله تبرير فعلتها بأن أعدادا كبيرة من الكلاب تلاحق السكان صباحا بينما يقف الطب البيطري مكتوف الأيادي بسبب نشاط هيئة الرفق بالحيوان واستيراد كمية كبيرة من مادة الاستركنين، وهي مادة سم محظورة، فاقترحت خطة بديلة عن طريق الخطأ.
و قدمت مريم جمال، وهي طبيبة بيطرية، شهادة لها خلال صفحتها بالفيس بوك، وقالت: خلال دراستي لمدة ٥ سنوات انتهت في عام ٢٠١٨، كنت أتعجب من الذي يحدث، بمعني كنت أري الكلاب في الكلية ومن كثره التجارب أو العلاج عليها كان شكلها لا يبدو طبيعيا ومتروكة دون علاج وكنت أرتعب، ولم أدرك ما الذي أوصل الحيوانات لهذه ألحالة وكيف تترك هكذا؟!
وفي أحد الأقسام كان لي موقفان لن يغيبا عن ذاكرتي، الأول وجود حمار يتم تركيب كانيولا في رقبته ومن كثرة التجارب فيه وإدخال وإخراج الكانيولا، بكيت وفجأة وقع علي الأرض، ومنذ ذلك اليوم أخذت على نفسي عهدا بعدم المشاركة في حقن بهذا العنف أو حتي في الخياطة، ولكني نجحت في الامتحان وقمت بالخياطة على ماكيت، أما الموقف التالي، في امتحان العملي النهائي، جلبوا عددا كبيرا من الكلاب للجراحة، وكان شكلها كالميت و كأنها مصعوقة حيث تأتي بحركات تشنجية، وتعجبت من كم حقن الكلاب في هذا الوضع الجسدي، والله أعلم كيف تم قتلها.
وأضافت: التعامل معنا كطلاب كان غير آدمي إلا مع بعض الأقسام وقلة من الأطباء، وحين كنت في الكلية، زرت أحد العلماء في قسم التشريح وهو د. فوزي النادي الذي اخترع تقنية تعتمد على حفظ الحيوانات النافقة أو الأنسجة بحيث تظل سليمة ويعمل عليها الطلاب، وهو بنفسه أجري التجربة على نموذج في قسم الولادة وتم الحفاظ على الأنسجة وكأن الحيوان سليم بعد الوفاة. فلماذا لا يعمم ذلك علي كل الأقسام، فكان لابد من الاستفادة من قامة علمية في التطوير بدلا من أستخدام وسائل في التعليم انتهت من عشرات السنوات ولا ننادي حتي بمجرد التغيير.
---------------------------
تحقيق: جورجيت شرقاوي